توقيعات على درب الهجرة

يحيى بشير حاج يحيى

توقيعات على درب الهجرة

يحيى بشير حاج يحيى

(1)

وعلامَ قريشٌ تُخْرجُهُ ؟

وإلامَ إلام تعاديهِ؟!

أَوَ ليس به رَحِمٌ تُوصَلْ ؟!

والكَلُّ بهمتهِ يُحْمَلْ ؟

فلماذا؟ قل لي " يا ورقه"

هل تقرأ ذلك في الكُتبِ ؟

كلا! والله فلا يُخْزَى

هو عونُ الناس على الحقِّ

يعطي للبائس حاجتَهُ

ويُفيضُ عليه محبَّتَهُ

و يؤانسه ، ويُقَرِّبُهُ

فعلامَ قريشٌ تُخْرِجُهُ ؟!!

(2)

وتَثُورُ قريشٌ في غضبِ

لكنْ ، لن تُنْصَرَ بالغضبِ

وأفاقت تصرخ بالويلِ

قد أثقلَ أعينَها النومُ

وعَلَيْها حَبّاتُ التُّرْبِ

فالركبُ مضى ، ومضى الليلُ

(3)

ويضجُّ القومُ وقد نفروا

فعسى يأتي عنه خبرُ

وتَضيقُ بذي طَمَعٍ بِيدٌ

إذ تعدو في البيد الخيلُ

واهتزَّ لغضبتها الرملُ

يمضمون زوابعَ من جشعِ!

ونفوساً تُلْهَبُ بالطمعِ

أتُرَدُّ الشمسُ بزوبعةِِ؟

لتؤخِرَ إشراقَ الفجرِ

ومَضَوْا حباتٍ من رملِ

تذروها الريحُ على الرملِ

(4)

والركبُ مضى ، وأبو بكرٍ

يخشى أن يَدْهَمَهُ الخَطَرُ

ماذا لو تدركه خيلٌ؟

لقريشٍ، أو يأتي الخبرُ

ماذا لو يُبْصِرُ رائِدُها ؟

أثراً .... وهنا ضاع الأثرُ

لا عِشْتُ ، ولستُ بِصِدِّيقٍ

إنْ يَخْلُصْ للهادي ضَرَرُ

فعلام أعيش ، ويجرحه

شوكٌ ، وأكون الصِّدِّيقا

وعلامَ إذاً أمضي معه

وأكون حبيباً ورفيقا؟

أأكونُ ظلالاً مؤنسةً

ويلامسه حَرُّ الشمسِ ؟!!

(5)

مهلاً ! تفديك الأرواحُ

أخشى أن يؤذيَكَ الغارُ

ومضى الصِّدِّيقُ على خوفِ

يتلمَّس في جزعِ اللّهَفِ

النفسُ فداءٌ والمالُ

فأنا فردٌ ، وهو الأُمَّهْ

لوكُسِفَتْ شمسُ هدايته

لتخبَّطَ قومي في الظُّلْمَهْ

(6)

الطُّهْرُ كإشراق النورِ

منبعثاً من جوف الغارِ

وعتاة قريشٍ قد جَهِدوا

ليروا أثراً من أقدامِ

عَمِيَتْ أبصارُ الكفارِ

عميت أبصار الكفار

وظلامُ القلبِ لهم ظُلْمَهْ

من أينِ يُبَصِّرُهم نورٌ

ببدورٍ ظلَّلها الغارُ

ونفوسُ القوم بما كفروا

عَتَماتٌ تعلوها عَتَمَهْ

(7)

وسُراقةُ ! يا ويحَ سُراقَهْ

من هولٍ الشدة ما لا قى؟

أسراقةُ ! عُدْ ، هذا الطمعُ

رملٌ، بيداءٌ تبتلعُ

فرسولُ اللهِ تظلِّهُ

رَحَماتُ اللهِ ، فيمتنعُ؟!

(8)

ويَهُمُّ سراقةُ مندفعاً

لكنْ، لم يَنْفَعهُ الدفعُ

فالفرسُ العاثرُ يَرْبطُهُ

قيدٌ من رملِ الصحراءِ

إنْ هَبَّ هوى في عَثْرتِهِ

والرملُ تموَّجُ كالماءِ ؟!!

(9)

وسراقةُ زيَّنَهُ الوعدُ

بسوارَيْ كسرى في غدهِ

وكتابُ أبي بكر عهدٌ

ورسولُ اللهِ مُوَفِّيهِ

ويعودُ لمكةَ مغتبطاً

في الغيب الآتي يرتقبُ

(10)

ويَهِلُّ بخيمة عاتكةٍ

كالبدر، فهل عِيبَ البدرُ ؟!!

تعلوه غِلالاتُ النورِ

وعليه وقارٌ في الصمتِ

وجمالٌ يبدو في السَّمتِ

إنْ قال فأجمِلْ بالقولِ

دُرَراً يزهين على الدُّرَر

والوجهُ صباحٌ إنْ أسْفَرْ

وله أصحابٌ ما أبهى؟!

وأجَلَّ ! فَنِعم الأصحابُ!

(11)

هل تعرف مَنْ ذا عاتكةٌ

هو أحمدُ أخرجه القومُ

هو صاحبُ مكَّةَ يرتحلُ

ستفيضُ على الدنيا نِعَمٌ

مِنْ خيْرٍ فاض براحتهِ