طرقاتٌ .. على باب الوطن
01آب2009
فيصل الحجي
طرقاتٌ .. على باب الوطن
فيصل بن محمد الحجي
أجَـدّاً أتـانـا القولُ يَنهشُ أم هزلا يُـجَـدِّفُ فـي وادي الأراجيفِ دونما فـمٍـنْ قـائِل ٍ : حَتامَ تبْقى مُهاجراً ؟ ومِـنْ قـائِـل ٍ : قـدْ قـيَّدَ المالُ لبَّهُ ومـن قـائِـل ِ: بئسَ الوفاءُ لِمَوطِن ٍ ومِـنْ قـائِـل ٍ : فليِنسَ داراً رأى بها ألـمْ تََـكـفِـنـا نـارُ الحَنين ِ لِيَقذِفوا لـقـدْ نِـلتُ مِنْ طعْن ِ السِّنان ِ كِفايَتي تـمُـرُّ بـنـا الأحـداثُ وهيَ كثيفة ٌ * * * أقـولُ : مـعـاذ الله هـل يَجْحَدُ الفتى ومـا زلتُ أصْفِي الدارَ عشقاً .. بمِثله إذا نِـلتُ بعضَ المال ِ في غربَتي هنا وهـل تـطمِسُ الأمْوالُ فضْلَ مَرابع ٍ ومـا زلتُ أهوى القاعَ والسفحَ والذرى * * * لِِـمـاذا يُـلامُ الأوفـياءَ .. وهل رأوا تـصـولُ بنا الأشْواق صولة َ جامِح ٍ يـظـلُّ شـريط الذكرياتِ على المَدى وفـي ديـرتـي أ ُكسَى وأ ُكفى بقربها أدورُ مـع الـسُّـيّـاح فـي كلِّ رحْلةٍ ولـكِـنـنـي أمْـشي ويَدْفعُني النوى أتـوقُ لألـقـى مَـوْطِـني وعَشيرتي تـرفـق ولا تـعْـجَلْ بحُكْمِك والتمِسْ ولـم يـنـو ِ يَـوماً أن يكونَ مُهاجراً مَـحا الشرُّ زهْرَ الخيْر ِ في كلِّ روضةٍ وقـد كنتُ أرضَى الصبْرَ ريَّاً ومطعَماً لأجْـلـكِ بَـعْـضُ القهر يُمْكِنُ هضمُهُ * * * وكـمْ ذقـتُ مـا ذاق الكثيرُ .. وربَّما فـكـم مِن تعِيس ٍ في الغياهبَ مٌوثق ٍ هُـمُ الـقـومُ ..لا نـحْنُ الذين تشَتتوا إلـى شـعـبـنا المَسْحُوق ِ نهْفو لعَلنا تـجـاوزتُ حَـدَّ الأربـعين بمَوطِني ولـكِـنْ إذا حُـمَّ القضاءُ على امْرئ ٍ كـيَـوم ِ أحـاطـتني العَوَاصِفُ فجْأة ً وألـقـتْ بـنـا خـلـفَ الحُدودِ كأننا وصِـرنـا الـيَدَ السُّفلى لنكسبَ رزْقنا * * * ألِـفـنـا ظـلامَ الـبُـعْدِ رغمَ أنوفِنا لِـكـيْـلا نرى دَرْبَ الرُّجوع ..فربّما لِـكـيْـلا يَـرَوْا إخـوانَ حَمْزة عِندما سـنـهـجُـرُ أبْـوابَ الـبلادِ جَمِيعِها إلـى وطـن ٍ قـد طـال شَوقي لِقرْبهِ هُـوَ الـوطنُ الغالي لهُ الحَقُّ أن يَرى نـظـلُّ مـعَ الإصـرار ِ نسْعى لعَودةٍ نـعـودُ لـتـثبيتِ المَسِير ِعلى الهُدى نـعُـودُ وأفـيـاءُ الـدِّيـار ِ كرامَة ٌ نـعُـودُ لـيَـكـسُوْ الزهرُ كلَّ خمِيلةٍ نـعُـودُ لـيـغدوْ الحُبُّ أقوى سُيُوفِنا نـعـودُ لـيـشفى الجُرحُ جُرحُ قلوبنا نـعـودُ .. وإن شـاءَ الإلـهُ فـلم نعُدْ فـفـي جـنـة الرحمن عَدلٌ مُضاعَفٌ | ؟ويَـطمسُ في أسماعِنا الحَقَّ و النبْلا دلـيـل ٍ.. ويـهوي في سفاهتِه جَهْلا وأيْـنَ وفـاءٌ قـدْ زعَـمْتَ لنا قبْلا ؟ فـأنـسـاهُ أيـامَ الـطـفولةِ و الأهلا بهٍ القحْط ُ آخى الجَدْبَ والمَحْلَ والبُخلا عـذابـاً وظـلما في المحابس ِ والذلا عـلى النار ِ زيْتاً أشْعَلتْ حَطباً جَزْلا ؟ كـمـا ذقتُ مِنْ طعْن ِاللسان ِالذي أبْلى وأيّـامُـنـا – فوَقَ الذي نالنا – حُبْلى * * * فـضائِلَ أوطان ؟ وهل أجْحَدُ الأهلا ؟ مِِـنَ العاشق ِ المجْنون ِ ما ظفِرَتْ ليلى فـمـا مـالَ إخـلاصي نهاراً ولا ليلا رَضعْتُ بها الأخلاق والدينَ و الفضلا ؟ وإن فـاضـتِ الأمْثالُ لم أكتشِفْ مِثلا * * * وفـائـي لِمَن سَنوا الوفاء لنا جهلا ؟! قـد اسْتلَّ نصْلاً..كيف أحْتمِلُ النصلا؟ يُـداعِـبُ أحـلامي ويَسْتعجلُ الوَصْلا فـلا أشْـتـكي جُوعاً وإنْ لم أجدْ أكلا ولـسْـتُ مـن الـسُّيّاح قلباً ولا شَكْلا لأسْـرعَ خـطوي.. لا يُطيقُ لها مَهْلا وإن فـقـدوا خصْباً ، وإن كابَدوا مَحْلا لـنا العُذرَ..إنّ الشيخ َ لم يَقطع ِ الحَبْلا ولـمْ يَـكـرَهِ الأوطـانَ بَعْداً ولا قبْلا فـهـل نـجْتني شهْداً إذا قتلَ النحْلا ؟ إذا لـم نـجدْ في العَيْش ِ قهْراً ولا ذ ُُلا ولكنّ هذا ال (بَعْضُ) قد جاوزَ ال (كُلا) * * * أكُـونُ حَـظيظاً إن نظرْتُ لِمَنْ يُصْلى يَـذوقُ عـذاباً لا يُطاقُ ولا يُسْلى ..! فـكـانوا هُمُ الأتقى وكانوا هُمُ الأعلى نـرَوِّي حَـنِـيـناً لا يَزولُ ولا يَبلى ومـا حَـرَّكـتْ نفسي إلى غربةٍ رجْلا فـلا بُـدَّ أنْ يَـسْـتبْدِلَ الدارَ والأهْلا فـزلـزلتِ الأدنى وقلقلت الأعلى ..! أجـانِـبُ قدْ كانوا بها الجذرَ و الأصْلا وكـنـا الـيَـدَ العُليا الكريمَة َ والظلا * * * وفـوقَ ظـلام الـبُـعْدِ قد ركبُوا قفلا يـعُـودُ الـهُدى..فالحَقُّ يَعْلو ولا يُعْلى يـجودونَ بالإرشادِ والثمَن ِ الأغلى(1) ونـطـرقُ بابَ الدار ِ لا نبْتغي البدْلا فـلا نـبْـتـغي التعويضَ..إلا هُوَ إلا بَـنِـيـهِ وقد عادوا وقد جَمَعوا الشَّمْلا هـي الحقُّ والمِيراثُ ..لا ندّعي بُطلا وتـبْـقـى لـنا التقوى طريقتنا المُثلى وعِـزٌّ وأمْـنٌ يـشْمَلُ الدُّونَ والأعلى ونـقـتـلـعَ الأشـواكَ حَقلاً تلا حَقلا بـهِ نـقـتلُ الإفراطَ َ والطيشَ والغِلا ونـطـفِئُ نارَ الشوق ِ بالمَوقفِ الأحلى وحـالَ غروبُ العُمْر ِ أنْ نكسَبَ العَدلا ولا رَيْبَ..! فالفِردوسُ مَوطِننا الأغلى ؟ | ؟
(1) في البيت إشارة إلى الحديث الشريف ( سيِّدُ الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى حاكم ظالم فنهاه فقتله )