من وحي غزة

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

ألقيت القصيدة في الاحتفالية التي نظمها برلمان الشباب القلقيلي مساء يوم الخميس 28-8-2014 في قاعة بلدية قلقيلية.

*******

لا نحتاجُ هنا لأكثرَ من قصيدةِ نثرٍ!

أو رسالةِ حبٍّ

أو أغنية مصحوبةٍ بالصورْ

أو ترنيمِ عاشقةٍ تُصرّ على أن تنجبَ طفلها

في اللحظة الحرجة!

لا نحتاج هنا لأكثر من وحيٍ

قادم من هناك

يصنعنا بخبرته على عينينِ باسمتين!

مائجتين كموجِ بحرٍ غسلته المراكبُ المتعبةْ

لا نحتاج هنا إلى نفقٍ طويلٍ من الوقتِ لنرثيَ

وردة ذابلةْ!

نحرّف ليلنا... ليلينِ

زاويتينِ قائمتينِ

 صوتا ونورا ولحنا وكوفيّةْ!

لا نحتاج هنا سوى اختصار في الكلامْ

بسحابة مرّت بغير سلامْ!

بجرادةٍ أكلت من شارعين حجارة صماءَ

وانتقلت تعوي تفتش عن شريط لاصق

في بعض أنقاض الركامْ!

لا نحتاج هنا إلى صحف تمرغ ما تبقى من ترابْ

برماد محرقة قديمة!

لا نحتاج هنا إلى تلك الأغاني الفاغرات سيولُها

بعجرفةِ الغناءِ لحنجرةٍ سقيمةْ!

لا نحتاج هنا إلى سدّ طويل

وبعض سلسلة من الجدرانِ

نستقوي بها على بلد تمزّق

باليمينِ وباليسارِ وبالوسطِ

المحمّلِ بالخطايا والسجالِ

وبعض غمغمةِ السُّعالْ...

لا نحتاج هنا سوى لأقلام مدببة

كحدّ الشمسْ

مُغَلْغَلَةِ الضّمير

تموت إن فتحت مسارب عيبها للصمتْ

تصيح بكل مُجوّف محرومْ

مسكونٍ بجرحِ الأمسْ!

لا نحتاج هنا إلا لأشتالٍ من العوسجِ

والنسرينِ وظلّ مكتبةٍ وأشجارٍ مقوسة الخيالِ

وشيء من أرجْ!

لا نحتاج هنا إلا لجملتينِ وصورتينِ

و"حنظلة"!

وشاعرة يعرقلها على الطرقات لونُ الوردْ!

وإعلانٍ على السورِ القديمِ

ومجدافٍ لبارقةٍ وصيدْ!

هنا نحتاجُ ما صنعتْ هناكْ

بدون وردٍ

وأقلامٍ

وأغنيةٍ

ومجدافٍ

وشاعرةٍ

وإعلانٍ

وسورْ!

هنا نحتاج وحيا من جديدْ!

وأنبياءَ مقاتلين!

هنا نحتاج غزة!! 

لتنتعش الكرامة من جديدْ

وتستعصي كما العصيان

أحلامُ الوليدْ

هنا نحتاج غزة كي تؤثث فجرها

عيدا يعانق فرحَه حلوُ النشيدْ

هنا نحتاجُ غزّة من جديدْ!

هنا نحتاجُ غزة من جديدْ!