رثاء الرجولة
30تشرين12004
فيصل الحجي
رثـاء الرجولة
شعر :فيصل بن محمد الحجي
في أسواق النخاسة
كُـفَّ الـمَـلامَ وَ أعْمِل ِ لا تـشْـتكِ الأسْعارَ حِينَ غدَتْ فـي السُّوق ِ تحْرقُ كُلَّ ما جَلبُوا إنـي رأيْـتُ الـجَـهْلَ آفتكُمْ.. لا تـشـتر ِ فِجلاً وَ لا بَصلاً .. إنْ شِـئْـتَ شَـيْـئاً هانَ مَطلبُهُ وَ انـزلْ إلى سُوق ِ الرِّجال ِ ترَ أثـمـانـهَـا تغري الفقِيرَ لِكيْ قـدْ تـشْـتـري رَجُلاً بمَوْهِبَةٍ وَلاّجُـهـا خـرَّاجُـهـا .. فإذا بـالـكِـذْبِ بـالتزْوير ِ يَفتحُها مِـفـتـاحُ كُـلِّ مُـوَظفٍ عَسِر يُـعْـطِـيـكَ حَقَّ سِواكَ تمْلِكُهُ قـدْ تـشْـتـري رَجُلاً سِياسَتهُ بـاعَ الـحُـدودَ إلى الحُدودِ مَعاً لـمْ يَـلـتـزمْ دِيـناً وَ لا خلقاً قدْ تشْتري الصَّحَفِيَّ – وَاعَجَبي- أوْ شـاعِـراً فـاحَـتْ قصائِدُهُ أوْ كـاتِـبـاً شَـفـتـاهُ قرِّحَتا لـوْ كُـنتَ فِرْعَوْنَ الزّمان ِ وَ قدْ جَـعَـلـوكَ كَالصِّدِّيق ِ .. مَتقِياً لَـوْ كُـنـتَ مَـهْزُوماً بمَعْرَكَةٍ لـوْ كُـنـتَ مَـجْهُولاً بلا نسَبٍ قـدْ تـشـتـري شَـيْخاً بعِمَّتهِ مـا اعْـتـزَّ بَيْنهُمُ .. وَ تلحَظهُ فـتـنـتـهُ فانِيَة ُ المَتاع ِ وَ قدْ لَـوْ كُـنـتَ تـشْهَدُ ما يُمارسُهُ مَـزَجَ الـحَلالَ مَعَ الحَرام ِ وَ لمْ يَـلـتـفُّ حَـوْلَ النصَّ مُدَّعِياً يُـفـتِـي بـمـا يُرْضِي زَبائِنهُ يـا شـاريَ الـدُّنـيـا بـآخِرةٍ مـا ازْدَدْتَ فـي دُنـيـاكَ أُنمُلة قـدْ تـشْـتـري حِـزْباً بقادَتهِ قـدْ تـشْـتـري جَـيْشاً برُمَّتِهِ إنْ شِـئـتَ آذى الشعبَ مُنتقِما سَـيْـفُ الـنظام ِ على مُوَاطِنِهِ قـدْ تـشْـتـري شَـعْباً بأكْمَلِهِ تـجْـري الأُمُورُ خِلافَ رَغبَتِهِ حُـكَّـامُـهُ لـمْ يَـتـرُكوا عُنقاً أَمْـوالـهُ فِـي كَـفِّ شِـرْزمَةٍ وَ حَـيَـاتـهُ مـا بَـيْنَ مَعْرَكَةٍ أوْ نـزْوَةٍ حَـمْـراءَ أبْـدَعَـهَا وَ يَـظـلُّ يَـغـفو سادِراً ثمِلاً كَـمْ دِرَّةٍ قـدْ بـيـعَ صـاحِبُها مَـطـرُوحَة ً .. تبْكِي مُصِيبَتهَا لـوْ جَـرَّدَ (الـفـارُوقُ) دِرَّتهُ لشَفاكَ طِبُّ الحَقِّ .. وَ اندَحَرَتْ دَعْ هـذهِ الأشْـكـالَ تـنـسِفها دَعْ هـذهِ الأشْـكالَ .. غيْرَ فتىً حُـيِّـيتَ يا زَيْنَ الرِّجال ِ وَ إنْ إنـي أراهُ يَـخـوضُ مَـعْرَكة ً يَـنـقـضُّ مِـثلَ شِهابِ مُظلِمَةٍ وَ أراهُ نـحْـوَ (القدْس ِ) مُندَفِعاً وَ أراهُ فـي عُمْق ِ السُّجُون ِ وَهُم وَ أراهُ فـي الـمِـحْرابِ مُعْتكِفاً يـا أيُّـها النجْمُ الصَّغِيرُ أضِىءْ يَـكـفِـي شُـعاعٌ مِنكَ يا أمَلِي هـذا لِـواءُ الـفـاتِـحِـينَ بَدا |
الفِكَرا
|
لا تـشْـتـمَنْ سِعْراً إذا كـالـنار ِ .. كالبُرْكان ِ مُنفجرا لـلـسُّـوق ِ مِنْ مال ٍ وَإنْ كثرا لِـمَ تـشترُونَ الغالِيَ الخطِرا ؟ لا تـشْـتر ِ خسَّاً وَ لا جَزرا .. شَـيْـئاً رَخِيصاً .. فاشْتر ِ بَشَرا زُمَـراً تـسُـوقُ أمـامَهَا زُمَرا يَـبْـتـاعَ مِـنْ أصْـنافِها قدَرا في المَكر ِ .. كالشّيْطان ِ إنْ مَكَرا سُـدَّتْ أمـامَـكَ جـاءَ مُبْتدِرا بـالـغِـشِّ مَـكْشُوفاً وَ مُسْتتِرا وَ مُـرَوِّضُ الـرُّؤساءِ وَ الكُبَرا وَ يَـرُدُّ عَـنكَ العَدْلَ وَ الضَّررا أضْـحَـتْ عـلى أوْطانِهِ خطرا لا يـابـسـاًً خلى وَ لا خضِرا فِـي صَـفـقةٍ تجْري مَعَ السُّفرا مـا أرْخـصَ الصَّحَفِيَّ لوْ فجَرا نـتـنـاً .. وَ يَطفحُ شِعْْرُهُ قذرا مِـنْ لـثـم ِ أقـدام ٍ لِـيَشتهرا أجْـرَيْـتَ مِنْ سَفك ِ الدِّما نهَرا جَـعَـلوكَ ذا النورَيْن ِ أوْ عُمَرا وَصَـفـوكَ مُـنتصِرا وَ مُقتدِرا جَـعَـلوكَ في الأشرافِ مُعْتبَرا هَـجَـرَ الشُّيُوخَ مَبَادِئاً وَ عُرَى يَـعْـتـزُّ حِـيـنَ يُقابلُ الوُزَرا أعْـمَـتْ بَـصِيرَتهُ فمَا بَصُرا لـرَأيْـتَ مِـنْ آفـاتـهِ صُوَرا يَـتـرُكْ عـلـى جَنبَيْهما جُدُرا فـهْـمـاً عَـمِـيقاً بَعْدَما نظرا وَ يُـحَـرِّفُ الآيـاتِ وَ السُّوَرا مَـنْ أنـتَ حَتى تخدَعَ القدَرا ؟ وَ تـسـاقُ لِـلـنيران ِ مُحْتقرا قـدْ تـشْـتري حَفلاً وَ مُؤتمَرا يَـهْـتزُّ جَوْفُ الأرْض ِ لوْ هَدَرا أوْ شِـئتَ آخى الخصْمَ وَ اندَحَرا غـصْـنُ السّلام ِ لِكُلِّ مَنْ غدَرا وَهَـنـتْ قـوَاهُ كـأنهُ احْتضِرا إنْ غـابَ لمْ يُسْألْ وَ إنْ حَضَرا تـعْلو .. وَ لا شَفة ً تقولُ : أرى تـفـتـنُّ فـي تـبْدِيدِها هَدَرا حَـمْـقـاءَ لا تبْقِي وَ لنْ تذ َرا (نـيْـرُونُ) حَـتى يَمْحُوَ الأثرا بالذ ُّلِّ .. لمْ يَغضَبْ .. وَ ما ثأرا تـشْـكُو البَطالة َ مِنهُ وَ الخدَرا وَ تـصِـيـحُ : وَا ذُلاّهُ وا عُمَرا وَ رَمَـى عـلـى أدْوَائِنا بَصَرا فِـي عَـصْرنا أُسْطورَة ُ الخبَرا هَـوْجـاءُ تمْحُو الزَّيْفَ وَ القذرا هَـجَـرَ النعِيمَ وَ عانقَ الخطرا غـلبَ الرِّجالُ عَلى الفتى عُمُرا كـبُـرَ الـصَّغِيرُ بها وَ ما كَبرا (كـابُولُ) ترْهَبُهُ .. وَ إنْ صَغرا يَـرْمِـي عـلـى بُهْتانِهمْ حَجَرا قـدْ جَـرَّعـوهُ المُرَّ وَ الصَّبرا يَـحْـنـو على القرْآن ِ مُعتبرا دَرْبَ الأمـانـي بَـعْدَما اعْتكَرا حَـتـى يَـفوقَ الشَّمْسَ وَ القمَرا فـاسْتبْشِروا .. إنْ الضِياءَ سَرى |
اسْتعَرا
* من ديوان (دموع الرجال) الماثل للطبع