الموؤود

الموؤود

شعر: سليم عبد القادر

تمـرُّ  الـليـالي ببـطءٍ iiعليه
يقلِّـب  في صمتها iiالذّكـريات
يعدُّ..  ثمانين.. ألفاً.. وما iiمـن
فما  ثمَّ غيرُ الفـراغ الرهيـب
و يـمحـو مسـافاتِ iiأشيائـهِ
ويخلط ألوانها، البيضَ، iiوالسُّود
ويرميه  شِلواً شتيت الخـيـال
يـبـثُّ الـدجـى كلَّمـا زاره
أيُدفن  حيـاً!؟ وفي iiأرضـه!؟
أيـدفن حيـّاً أمـام العـيـون
أيـدفـنـه منْ تـألَّـهَ iiعبـداً
وما السجن والقبر!؟ يا رُبَّ قبرٍ
*             *             *
تـواطأ أهـلُ الزمـان iiعلـيه
تواطـأ  هـذا، وذاك، iiوذلـك
بـظـلم يفـتُّ فـؤاد الجمـاد
فـظائع  يفـزع منـها iiالخيال
فـوا شـقـوتاه لهـذي iiالحياة
وقـد دفـنـتْه، ومـا زال حياً
يعيش  وأشـباحـه في iiالظلام
ويسـأل  عـن أهـله، يَكـفُّ
وعـن أمنـيات غـدون iiرماداً
يظـلُّ  يفكّر حـتى iiالصـباح
هـنـالـك ، لم يلـقَ إلا الإله























 
ومـا  زال فـي قـبره ثاويـا
حـزيـناً، وآونــةً iiبـاكيـا
ضـياء يـلوح لـه iiسـاريـا
يـحاصره،  عـابثاً، iiلاهـيـاً
فـيُـبدي  قريب المدى iiقاصيا
والـخُضْرَ  ، والأحمر iiالقانـيا
جـريـح الرُّؤى، مُغضباً iiوانيا
مـواجـعه ، ذاهـلاً، iiساهـيا
وكـان  بها رائـحاً iiغـاديـا!
فـتـغضي، وكان لها iiهاديـا؟
ويـرفـعُ أذنـابـه iiعالـيـا؟
أعـزّ،  ومَـيْتٍ رثى iiعانـيا!
*             *             *
وألـقـوه فـي سجـنه iiنائيـا
لـمّـا  رأوا وهجَـه iiالحانيـا
وصـمـتٍ يـشجِّعه iiراضيـا
ويـهـرب منها الأسى iiحافـيا
وقـد  مـارستْ خزيها iiضاريا
كـوهـم،  فما تذكرُ iiالماضـيا
قـريـر السريرة ، أو iiشاكـيا
الـسـؤال،  ويحيا به iiصاديـا
وعُـمْـرٍ غـدا من مُنىً عاريا
لـيـرجع  من فـكره iiخاويـا
يـكـون لـه المؤنس iiالآسـِيا