الموؤود
23تشرين12004
سليم عبد القادر
الموؤود
شعر: سليم عبد القادر
تمـرُّ الـليـالي ببـطءٍ يقلِّـب في صمتها الذّكـريات يعدُّ.. ثمانين.. ألفاً.. وما مـن فما ثمَّ غيرُ الفـراغ الرهيـب و يـمحـو مسـافاتِ أشيائـهِ ويخلط ألوانها، البيضَ، والسُّود ويرميه شِلواً شتيت الخـيـال يـبـثُّ الـدجـى كلَّمـا زاره أيُدفن حيـاً!؟ وفي أرضـه!؟ أيـدفن حيـّاً أمـام العـيـون أيـدفـنـه منْ تـألَّـهَ عبـداً وما السجن والقبر!؟ يا رُبَّ قبرٍ * * * تـواطأ أهـلُ الزمـان علـيه تواطـأ هـذا، وذاك، وذلـك بـظـلم يفـتُّ فـؤاد الجمـاد فـظائع يفـزع منـها الخيال فـوا شـقـوتاه لهـذي الحياة وقـد دفـنـتْه، ومـا زال حياً يعيش وأشـباحـه في الظلام ويسـأل عـن أهـله، يَكـفُّ وعـن أمنـيات غـدون رماداً يظـلُّ يفكّر حـتى الصـباح هـنـالـك ، لم يلـقَ إلا الإله |
عليه
|
ومـا زال فـي قـبره ثاويـا حـزيـناً، وآونــةً بـاكيـا ضـياء يـلوح لـه سـاريـا يـحاصره، عـابثاً، لاهـيـاً فـيُـبدي قريب المدى قاصيا والـخُضْرَ ، والأحمر القانـيا جـريـح الرُّؤى، مُغضباً وانيا مـواجـعه ، ذاهـلاً، ساهـيا وكـان بها رائـحاً غـاديـا! فـتـغضي، وكان لها هاديـا؟ ويـرفـعُ أذنـابـه عالـيـا؟ أعـزّ، ومَـيْتٍ رثى عانـيا! * * * وألـقـوه فـي سجـنه نائيـا لـمّـا رأوا وهجَـه الحانيـا وصـمـتٍ يـشجِّعه راضيـا ويـهـرب منها الأسى حافـيا وقـد مـارستْ خزيها ضاريا كـوهـم، فما تذكرُ الماضـيا قـريـر السريرة ، أو شاكـيا الـسـؤال، ويحيا به صاديـا وعُـمْـرٍ غـدا من مُنىً عاريا لـيـرجع من فـكره خاويـا يـكـون لـه المؤنس الآسـِيا |