مرّي على أهلي

محمد زهير الخطيب/ كندا

[email protected]

ونحن في ديار المهجر أرادت سلمى -إحدى معارفنا- أن تسافر لزيارة البلد بعد طول غيبة فقلت لها:

باللهِ  إن زرتِ ديــاري iiمـرةً
وتـعمدي  أن تذهبي عند iiالدجى
وتـلـفـتـي قبل الدخول بحيّنا
بـقـالَـنَـا والـمكوجيَّ iiوجارَهُ
وتـنـبـهـي لـلبائع iiالمتجولِ
فـاذا دخـلـتي فسلمي iiوتوددي
وإذا  انـتـشيت بنسمة في iiبيتنا
وإذا  أردتـي سلامةً في iiالاوبةِ








مـري  على أهلي هناكَ iiوسلمي
تحت الظلام وفي بصيص الانجم
وتـجـنـبي كل العيون iiلتسلمي
فـالـكل  عينٌ للوشايةِ ii فاعلمي
وحـذار  مـن ذاك الفتى iiالمتلثمِ
وبـعـطر  زهرالياسمينِ iiتنعمي
فـبـقهوةٍ لازال طعمها في iiفمي
فـخذي  طريقا غير دربِ iiالمَقْدمِ

وقد بلغت أبياتي هذه صديقي الشاعر طاهر الحمدو (أبوعابد) فأرسل إليّ قائلا:

لا  لـيسَ كلُ الناسِ عينَ iiوشايةٍ
فـالـمـكـوجيّ مهدد في iiرزقه
والـبـائـع الـجوال عذّب iiمرةً
حـتـى الـذي يرنو إليك مراقباً
بـل  قل لها إن زرتِ دارةَ iiحينا
فـهـم الكرام الماجدون وإن يكنْ
هم  بعض قومكَ يا iiزهيرُ أحبهمْ
في حمص في حلب وفي حوراننا








بـل هـم قـليل بين جمعٍ iiأكرمِ
إن  لـم يُـبـلّغ فهو مهدور iiالدمِ
لـم يـطعموه سوى بشوك iiالعلقمِ
أشـفـق بـه من مكرهٍ أو مرغمِ
حـيّـي  جميع الساكنين iiوسلمي
سكتوا  فمن خوف الحقود iiالمجرمِ
مـلء الـفـؤادِ وحيّهم ملء iiالفمِ
وعـلـى  دمشق على حماة فسلمِ

فقلت له: رائع يا أبا عابد، لقد جاءت أبياتك كما الفجر العطر بعد غاسقٍ قد وقب، ما هذه الشاعرية المتدفقة؟ سلّمك الله.