مرّي على أهلي
27حزيران2009
محمد زهير الخطيب
محمد زهير الخطيب/ كندا
ونحن في ديار المهجر أرادت سلمى -إحدى معارفنا- أن تسافر لزيارة البلد بعد طول غيبة فقلت لها:
باللهِ إن زرتِ ديــاري وتـعمدي أن تذهبي عند الدجى وتـلـفـتـي قبل الدخول بحيّنا بـقـالَـنَـا والـمكوجيَّ وجارَهُ وتـنـبـهـي لـلبائع المتجولِ فـاذا دخـلـتي فسلمي وتوددي وإذا انـتـشيت بنسمة في بيتنا وإذا أردتـي سلامةً في الاوبةِ | مـرةًمـري على أهلي هناكَ تحت الظلام وفي بصيص الانجم وتـجـنـبي كل العيون لتسلمي فـالـكل عينٌ للوشايةِ فاعلمي وحـذار مـن ذاك الفتى المتلثمِ وبـعـطر زهرالياسمينِ تنعمي فـبـقهوةٍ لازال طعمها في فمي فـخذي طريقا غير دربِ المَقْدمِ | وسلمي
وقد بلغت أبياتي هذه صديقي الشاعر طاهر الحمدو (أبوعابد) فأرسل إليّ قائلا:
لا لـيسَ كلُ الناسِ عينَ فـالـمـكـوجيّ مهدد في رزقه والـبـائـع الـجوال عذّب مرةً حـتـى الـذي يرنو إليك مراقباً بـل قل لها إن زرتِ دارةَ حينا فـهـم الكرام الماجدون وإن يكنْ هم بعض قومكَ يا زهيرُ أحبهمْ في حمص في حلب وفي حوراننا | وشايةٍبـل هـم قـليل بين جمعٍ إن لـم يُـبـلّغ فهو مهدور الدمِ لـم يـطعموه سوى بشوك العلقمِ أشـفـق بـه من مكرهٍ أو مرغمِ حـيّـي جميع الساكنين وسلمي سكتوا فمن خوف الحقود المجرمِ مـلء الـفـؤادِ وحيّهم ملء الفمِ وعـلـى دمشق على حماة فسلمِ | أكرمِ
فقلت له: رائع يا أبا عابد، لقد جاءت أبياتك كما الفجر العطر بعد غاسقٍ قد وقب، ما هذه الشاعرية المتدفقة؟ سلّمك الله.