شريد
02تشرين12004
سليم عبد القادر
شريد

شعر: سليم عبد القادر
| منذ أعوام، وحتّى هذه اللحظة، تمضـي كلُّ سـاعاتي اغـتـرابـا | ||
| يوم ودَّعتُ بـلادي، هـارباً، أنشـد بالهـجـرة، أمـناً، وثـوابـا | ||
| منذ أعوام، وسـاقايَ مع الريح، وروحـي تمتـطي خيـلاً سحابـا | ||
| وشفاهي تعزف الآهات أنـغـاماً، وقلـبي يجـرع الغـُربة صابـا | ||
| ولَو انّي من فلسطينَ، أعاد اللهُ فيـهـا العُـرْبَ فرسـاناً غِضـابـا | ||
| أنا لو هاجرتُ منها، ربّما ألقى يـداً تمسـح عن جـرحـي التُّرابـا | ||
| ووجوهاً تذرفُ الدمع احتراقاً أو نفـاقـاً، قـد كَبَـتْ أو تـتـكابى | ||
| وأرى لي خيمة في أيِّ صـقـعٍ، أبتـدي فيـهـا لـياليَّ ارتـقابـا | ||
| أنا لو كنتُ من الأفغان، قد أسمـع من يـرثي لحـالي ، لو كِـذابـا | ||
| فالإذاعات، من الغرب إلى الغرب، جميعاً، تُشبع الـرُّوسَ سـبـابـا | ||
| بيد أني مـن بـلاد، بـارك الله بها ، والبـغـيُ سـوَّاهـا خرابـا | ||
| هـاربٌ أحمـلُ نـور الله في روحـي إبـاءً، وبـعـينيَّ عِتـابـا | ||
| هاربٌ، يرهبني الناسُ، ودربي مثـل قلبي، صـار مفروشـاً حِرابـا | ||
| * * * | ||
| لم أرَ (المُطعِمَ) في الأرجـاء، فالمُطعِـمُ أمسـى والمروءاتِ يـبـابا | ||
| و(النجاشيُّ) طواه الدهرُ، كم أسـأل عـنه ، دون أن ألـقى جـوابـاً | ||
| لم أجــدْ باباً يـدقُّ الحرُّ، لا، لم ألـقَ حـتى الآن للنَّخـوة بـابـا | ||
| يا إلهي، هل غدت غاباً بقاعُ الأرض!؟ أم أنّـي أرى العـالم غابـا!؟ | ||
| أم غـدا الإنسانُ لا شيء!؟ فما الشيء، وما الكونُ، إذا الإنسانُ ذابا!؟ | ||
| إنني أكـره أن تـغـدوَ آمـالي وأحـلامي الجمـيـلاتُ... سـرابا |
![]()