حتّام نبقى كالشياه؟

د. عثمان قدري مكانسي

شعر: د. عثمان قدري مكانسي

قالت لها :

حتّام نبقى كالشياه الضائعه

أو كالمها

ترعى ، وكل مرامها

مَلءُ البطونِ، وهَمُّها

أن تلتقي ظبياً يؤانس روحها

أو أن تنافس ربعها

في التُّرَهات التافهات تحوطُها

والمغريات إلى الحضيض تسوقُها

وعاى ضفاف الوهم تسعى راتعه؟

***

هذي الوحوش تلمَّظَتْ

وإلى التهام ضِعافنا ، بل جمعِنا قد أقبلتْ

مختالة ، مهتاجة ، تختار منها مازكتْ

لحماً ، ومالاً ، ثم تُقعي قد أبَتْ

أن تترك الأنعامَ إلاّ للمآسي خاضعهْ

أو قانعه ، بل طائعهْ

تلقى الردى ، تستقبل الموتَ الزؤامْ

لا ترفض الأمرَ الذي يودي الحِمامْ

حتى تَوارى بين أفواه الذئاب الجائعهْ

***

فإلى متى إن قال وحش : إنني حامي الحمى

نهوي سراعاً ساجدين كأننا بعض الدُّمى؟!

ولمَ الركون إلى الأعادي بعدما

مصُّوا الدماءَ، وأزهقوا الأرواحَ ، دقُّوا الأعظُما؟

أنسيتمُ قولَ الإله على الدوام معلِّما:

لا يرقُبون بمؤمنٍ إلاًّ ، ولا يحمون شعباً مسلما؟

***

في كل أرض المسلمين مذابحُ

ونوادبٌ تَرثي لها،  ونوائحُ

والغربُ يضحك ملء شِدقيْهِ سروراً وابتساما

يهبُ الفُتاتَ ، ويدّعي فضلَ اللبيبِ الألمعي

سبحان ربي ، هل نسينا أنّنا

سُدنا الدُّنا

وعلى البسيطة قد تنامى ملكُنا ؟

بشريعة الرحمن شِدنا ما مضى من مُلكنا

فإذا أردنا عزّةً تشدو على هام الزمن

فلنتركِ الذلّ المَهينَ ، وننبِذنْ هذا الوهَنْ

***

قد قال أجدادي الحِكَمْ

وتناقَلَتْ عنها الأممْ

( إن العدوّ بلا ذِمَمْ )

لا تَرْجُوَنْ منه صلاحا         أبداً ولا الودَّ القَراحا

يعطيك ألسـنةً فِصاحا         ويروم للناس العدمْ

( إن العدوَّ بلا ذِمَمْ )