المهاجران
18أيلول2004
يحيى حاج يحيى
المهاجران
شعر:
يحيى بشير حاج يحيى
إلـى اللهِ هـاجـرْ فـالمدينةُ فـكـلّ مـكـانٍ فـيه شرعُكَ قائمٌ لـكـم إخـوةٌ في أرض طيبةَ هلّلوا يُـحـبـون مَـنْ يأتي إليهم مهاجراً وكـم مُخرجٍ من أرضهِ، وهو مكرهٌ فـهـاجرْ، فأرضُ الله واسعةُ المدى مـضـى أحمدٌ، والدمعُ ملءُ عيونِهِ صـدقـتَ بقولكَ يابنَ نوفَل: مُخرجٌ أيُـخـرجُ؟ لا ذنـبٌ أتـاه، ويَعتدي وما يصنعُ المضطرُّ إن كان ضُيّقتْ ويُـمـنـعُ فـيـها من أداءِ فريضةٍ فـيـا ويحهم قد أخرجوا خيرَ ساكن فـلا عـجبٌ أن يُفصحَ الدمعُ صامتاً لـقـد أذنَ الرحمنُ يا خيرَ صاحبٍ هـنـيـئـاً أبا بكر صحبتَ محمداً ومـا كـانَ حُـزناً أن تركتَ منازلاً ولـكـنَّ حـزنَـكَ أن يُصابَ محمدٌ لـكَ الـفـضلُ من بعد النبي، فردّةٌ مُـسـيـلـمـةُ الكذّابُ زاد أُوارها وقـفـتَ لـها تطوي لظاها بحكمةٍ فـمـن لم يعد فالسيفُ أفضلُ فيصلٍ فـعـادوا سِـراعـاً بعدما ذاق بأسَه سـعـيـتَ مع الهادي ليثربَ قادماً فـيـا مـوكـبـاً فيه الحبيبُ محمدٌ تـحـنُّ قـلـوبُ المؤمنين إلى اللقا يـصـيـحُ أخـو بشرٍ: أتاكم محمدٌ ويـا فـرحـةً لم يشهدِ القلبُ مثلَها فـأهـلاً وسـهلاً يا حبيبُ ومرحباً لـقـد زُيّـنـتْ تـلكَ الديارُ بقادم هـو الأهـلُ يـحـنو راحماً ومعلماً فـنـسـألـكَ اللهم صـحـبةَ أحمدٍ وصَـلِّ عـلـى خـيرِ البريةِ كلما وسـلّـم عـلى الهادي الحبيب وآلهِ صـلاةً سـلامـاً دائمينِ على المدى |
أرحبُ
|
وطـيـبـةُ بـالإسلامِ أبهى عـلى الرغم من هجر الديار مُحبّبُ لـمـقـدِمـكـم لـما أتيتم ورحّبوا فـيـا حـبـذا آتٍ، ونـعمَ التَحبّبُ ولـكـنْ ضَياعُ الدين أدهى وأصعبُ فـإنـكَ فـيـها لستَ تظما وتسغَبُ فـمـكـةُ أدنـى لـلـفؤاد وأقربُ وإن كـان أحـمـدُ من مقالكَ يعجبُ عـلـيـه أنـاسٌ قد أساؤوا وأذنبوا عـلـيـه ديـارٌ فـي حماها يُعذّبُ ويُـقصى لأجلِ الدين ظلماً ويُضربُ ومـا كـان عـنها قبل ذلك يرغبُ فـأبـلـغُ مـن قولٍ دموعٌ تصبّبُ ومـثلكَ من يفدي الحبيبَ ويَصحبُ فـلا تحزنن فالحقّ –لا ريب- يغلبُ بـهـا الأهلُ والأحبابُ والأمُ والأبُ ولـيـس إلـيـكَ النائباتُ تُصوّبُ تـكـادُ بـأركـان الـشريعةِ تذهب فـردة أهـل الـجـهـل نارٌ تلهّبُ وتـنـزع أنـيـابَ الـذين تحزّبوا يُـعـيـدُ إلـيـهـم رشدَهم ويؤدّبُ جـهـولٌ، ولـلـكفر الجهالةُ مَركبُ فـتـاقـت إلى اللقيا الحبيبةُ يثربُ وصـاحـبُـهُ الصدّيقُ: بدرٌ وكوكبُ وتـرنـو عيونُ الشوق منهم وترقُبُ فـيـا سـعـدَكـم لما أتى المتهيّبُ غـداةَ أطـلَّ الـمـوكـبُ المُترقّبُ فـأشـواقُـنـا تـهفو إليكَ تُرحّبُ هو الغيثُ هَطّالاً به الأرضُ تُخصِبُ فـلـيـس كـطه من يَرقُّ ويحدبُ فقد فاز في الدارين من كان يَصحبُ أتـاك بـدمـعٍ مـسـتجيرٌ وتائبُ إذا الشمسُ بانت أو إذا الشمسُ تغربُ تـقـرّبُـنـا مـن هَـديـهِ وتُحبّبُ |
وأطيبُ