غياهب
04أيلول2004
علي فهيم زيد الكيلاني
غياهب
تحجب شمس الحق وتطمس عين الحقيقة
شعر: علي فهيم زيد الكيلاني (أبو العلاء)
طال احتجابك فالظلام الليل يهدي المدلجين بنجمه لكن هذا الليل سُحْمٌ بَرْقه أرخى ستائره على آفاُقنا * * * فالعتمة الدهياء تجتاح المدى تغتال كل سنىً وكلَّ محجَّةٍ ظلمات هذا الليل موحشة الرؤى فكأنما آفاقنا قد أطبقت ولرب قبر كان أرحب منزل * * * يا ربِّ ما لون الضياء وما السنا طال انتظار عيوننا وقلوبنا صدت جيوش الليل أطياف المنى هذا الدجى المركوم همٌّ موجع * * * كيف الصعود إلى الذرى وطريقه وعيوننا عشيت وغاض بريقها واستفحلت فينا دياجير العمى ولقد دفنا في نطاق جسومنا ما حيلة الأقدام تحترف السُّرى لما تنكبنا الطريق إلى العلى رحنا نحدق في الدجنة حُدَّباً كلت بصائرنا فأوهننا العمى لما سدرنا في الضلالة والدجى في الطُّخْية العمياء لا قلب يعي راحت خفافيش الظلام تقودنا |
محاق
|
حتى متى يتأخر الإشراق وبسحره ولشمسه آفاق ونجومه، متجهم صَعّاق هل يستفيق الفجر وهي طباق * * * وتطال عين الشمس وهي عَتاق أعداؤها الأنسام والأحداق مخنوقة الأنفاس ليس تطاق من فوقنا فاستحكم الإغلاق فالموت أرحم والسجون رفاق * * * إني إلى عهد الضيا مشتاق كيما تكحل بالسنا الآماق أنى لبارقة المنى إشراق حتام يجثم فوقنا العملاق * * * وعر المسالك والدجى أطباق واغرورقت بدموعها الأحداق حتى كأن نفوسنا أنفاق أنَّى تَمَلْمَلُ في الثرى الأشواق حين النفوس تشدها الأطواق راحت تباري خطونا الأعماق كي تستبين سبيلها الأرماق وتعودت أن تنحني الأعناق أنَّى خطونا دمُّنا يُهراق بل حيرة وتخبط وفُواق في كل قلب مقودٌ ووثاق |