العيد والأم والسجن أو أم في القيود
04أيلول2004
يحيى بشير حاج يحيى
العيد والأم والسجن
أو
أم في القيود
شعر: يحيى بشير حاج يحيى
مررت بمنزلها مساء العيد، فوجدت أولادها الثلاثة ينتظرون، وزوجها البعيد غائب عن الأنظار.
أتطرقني الحوادث في وما أدري! أينجدني قصيدي لعمرك! من يعش يجد الليالي وكنت إذا رميتُ بمدلهمّ فأذكر أن لي رباً رحيماً فآهٍ، كم أبٍ أمسى شريداً وكم أختٍ من الأغلال نادتْ ينوءُ القلبُ من نوح الثكالى ويسألني صغيركِ أن تعودي أقول له: غداً تأتيك "ماما" فيرمقني صغيركِ ثم يمضي فأسترضي البراءة بالعهود وأرجو أن أصدق كل وعد وطفلتكِ الصغيرة بنت خمس ولم تضفر جدائلها بزهر ولم تدر الصغيرة، وهي غفل فليت حياتنا كانت شقاء وأرجو لو بقيت العمر طفلاً ومن يقصي عن الأطفال أماً بنيَّ لئن حرمت العطف ظلماً غداً تأتيك أمك بالهدايا دم الشهداء لن يمضي هباء وللتوحيد ألوية تعالت |
مشيبي
|
وقد أفل الشباب ولانَ وبعضُ الهم يجلى بالقصيد تحز من الوريد إلى الوريد من الأحداث أهرع للسجود فما أنا بالقنوط ولا الجحود ومن يقوى على عيش الشريد؟! وكم أمٍ تسربل بالقيود ومن عبرات أحزان الوليد فقد ملَّ الصغير من الوعود بألعاب وبالثوب الجديد بدمعات تسيل على الخدود وأستجدي البشاشة بالنقود بذلت له، فآهٍ منْ وعودي يلوح بصدرها زرق العقود ولا لعبت بأطواق الورود بأنك –يا أخيّة- في القيود وياليت الطفولة في سعود بقلب غافل غرٍ ودود سوى ذي اللؤم والطبع الحقود؟ فما للظلم من عمر مديدِ ويأتي الفتح بالنصر الأكيد ففجرُ النصر بعض دم الشهيد فنبض القلب من خفق البنود |
عودي