بين سجن (أبو غريب) ورفح
24تموز2004
د.عدنان رضا النحوي
بين
سجن (أبو غريب) ورفح
|
|
شعر : د.عدنان علي رضا النحوي |
|
كيف مات الصدى وكان ضجيجـاً
ودويّاً وحُرْقَةً مـن نداءِ
|
|
واستغـاثـاتِ أنَّـةٍ تَتَلوَّى وجـدارٌ أصـمُّ مـاتـتْ عَلَـيْـهِ يا لِسِجْـنٍ يمـوتُ فـيـه أنيـنٌ يا لِسِجْـنٍ يحوطُـه ألـفُ سِجْـنٍ والضحايا على الضحايـا وسـوطٌ وأفـانيـنُ مـن عـذابٍ تولّـى في زوايـا " أبي غريبٍ " جُنـونٌ سُحِقَـتْ بينهـا رجـولـةُ إِنسـا العفيفـاتُ صِـرْنَ بين ذئــابٍ فَيُصارِعْـنَ ! والـحـيـاءُ إِبـاءٌ والصبايـا صِـراعُهُـنَّ صِـراعٌ خُنِقَـتْ كُلُّهـا ومـاتَ صـداهـا والصبايـا حرائراً كـنّ في الأهْـ والشبـابُ الذيـن قيـدوا كما قِيـ ثمَّ جَـرّوهُـمُ على الأرضِ جَــرّاً ورَمَـوْا بعضهم على عُرْي بعضٍ لو تـرى تلكم " الشَّقِيَّـةَ " تَلْهُـوْ قَطعـتْ كُـلَّ دابـرٍ مـن حيـاءٍ لهف نفسي ! أبو غريب ! أسجـنٌ أأُسـارى أولئك اليـوم ؟! أمْ هـمْ جَـرَّدوهـم مـن الثيـاب وأَلقَـوْ وأيـاديِهُـمُ تُـشَـدُّ إِلـى الخَـلـ ويْحَهُـمْ ! أَدْخَلـوا الرؤوسَ بأكيا قَيّدوهـم إلـى الحـديـد وشَـدُّوا وعصيٌّ تنهـالُ تُدْمـي من العُـرْ يُطِلقُـونَ الوُحُوشَ تَنْهشُ مِنهـمْ ورمَـوا فَوْقَهُـمْ أفـانـين أوسـا مَنَعُـوا النَّـوم عَنهُمُ ! كُلَّمـا تَغْـ *** يـا لِشَـيـخٍ وعَـالِـمٍ دَفـعُـوه وحَوالَيْـه عُرِّيَـتْ نِسْـوةٌ فـي فيغضّـون طَـرْفَهُـمْ ويُشِيـحـو *** وشَبَـابٍ عُـرُّوا وقِيـدُوا إِلى كِبْـ دَفَعوهُـمْ إلى النّسَـاء وقَـدْ عُـرِّ فيغُضّـون طرفهـم ! ثمّ حـاروا فتعالـى النِّـداء حِين استغاثـوا ، ونــداءٌ ! الله أكْـبَــرُ دوّى رَجَعتْـهُ الآفـاقُ مِـنْ كـلِّ أَرْضٍ غيـر أنّ الـنّـداءَ مـات على آ كيف غابـوا مَعَ النِّـداءِ بِصمـتٍ ويحَ نفسي! صُـمٌّ وبكـمٌ وعُمْـيٌ والأغانـي تـدور بين السكـارى والليالـي الحَمْـراء لَهْـوُ غُفَـاةٍ نَزَعَ الفُحـشُ عَنْهُـمُ كُـلَّ سِتْـرٍ أيَـن يا قـوم خَشْية الله ؟ أين الـ الشعاراتُ أين أَضحت ؟! وكانـت أينَ إِحساسُ نَخْوةٍ ؟! أين، ويحي ، ويحهم ! كيف غـابَ منهـمْ دَويٌّ أينَ مَنْ كَانَ يَـدَّعي نصـرة الحـ الشعـاراتُ ! كَيْـفَ فَرَّقها الوَهْـ رَغِبُـوا زُخْـرُفَ الحَيَـاة فتاهـوا *** أيـنَ مِلْيـارُ مُسلـمٍ ؟! يَتلَهَّـى وأخوهـم يكـاد يقتلـه الـفـقْـ وفريقٌ يَغيـبُ في حَمْـأةِ اللّيْــ لم تَـزَلْ في الحيـاة طائِفـة أُخْـ لم تـزلْ في الحيـاة طائِفـةٌ ظـا وقضـاءُ الرَّحْمـنِ حـقٌّ بِما يُنْـ بُشرَيات الرسولُ تِشرقُ في الكـو فمتى تَـصْـدقُ الـعَـزائـمُ لِلّـ أُمَّـةُ الـحـقِّ كالبِنَـاءِ إِذا رُ ليس يُرْجـى نَصْـرٌ بغيـر بنـاءٍ ثمَّ يَمضـون في صِـراطٍ قَـوِيـمٍ يُنـزِلُ الله نَصْـرَهِ حيـن تصفـو وعْـدُهُ الحـقُّ فاطمئنُّـوا إِليـه *** إيهِ بـغْـدادُ ! والشَّـدائـد جُنَّـتْ بين مَـكْـرٍ مُـلـفَّـعٍ بـافتتـانٍ يا لَبغْـداد ! مِـنْ حَـواليـكِ دارٌ عَـمَّ فِيهـا البَـلاءُ حتى تـراهَـا هـل تَلقَّـتِّ من خـلال مآسِيــ إيـه بَـغـدادُ ! أقْبِلـي وأطلّـي في ديارٍ كَأنّـهـا حِلْيَـةُ الـدَّهْـ هي في الأَرْضِ جَنَّةٌ مِـنَ حَواليْـ أصبحتْ نهبَـةَ اللصُوصِ فغابَـتْ حَيثُما مِلْـتُ فاللَّيـالـي حُبَـالـى حيثُمـا مَالَ طَرْفيَ اليـوم يلقَـى يا فِلسطينُ ! يا رُبى المَسْجدِ الأقْـ أنت مُلْـكُ الإِسْـلامِ حـقُّ هُـداه أيُّ شيءٍ جَـرى بسَـاحِـكِ حتى فعلـى كـل ساحـةٍ مِنـكِ دَمْـعٌ حَسْبُكَ اليـوم ما تَـرى في روابي جُنَّـت الأَرضُ في رُباهـا وجُنَّـتْ كـلُّ دبّـابَـةٍ تـصـبُّ لَهِيبــاً وجَحيـمٌ مِـنَ السَّمـاء ، مِنَ الأرْ والعماراتُ ! لهفَ نَفْسي ! تهاوتْ فـوقَ فِتْيانهـا وفَـوقَ شُيُـوخٍ وشَبـابٍ تواثَبُـوا ! غيَر أَنّ الــ لهفَ نَفْسـي ! كأنّما الأَرْضُ رُجَّتْ وزُحُـوفُ الآلاتِ تَجْـرفُ مِنْ زَرْ من غِـراس الأجْـداد تحمل تاريـ تَتْـرُكُ الأرْضَ كاليبَـابِ وتَبْقـى نُـثِـرَ الأَهْـلُ في جـوانِبهـا في أَيْـنَ مِـنْ خَيَمـةٍ تضـمُّ شَتاتـاً أيْـن أحـلامُ طِفْلَـةٍ حَضَنَتْهـا أيْنَ لَهْـوُ الأطفال في مَرَحِ العُمْـ أَيْنَ نَفـحُ الوُرود أو عَبَـقُ الليـ كيف غابَـتْ روائعُ المجْدِ من أمـ لهف نفسي ! وحولك اليـومَ يا دا *** أطبَقَ المجْرِمـون من كلِّ صـوب مـلأوا الأرضَ بالفسـاد وسَـدُّوا فتنـة بعـد فتنـةٍ بعـد أُخـرى أيُّ كيـدٍ كَـأنَّـه السّـمُّ يَسْـري فُتِنَـتْ مِنْهُـمُ القُلـوبُ فَغَـابُـوا أُطْفِئَ النُّورُ في النُّفُـوسِ فَتَاهـوا غَيْر أنَّ الضِّـيـاءَ نـورٌ مِنَ اللّـ أمّتـي ! مَـنْ لهـؤلاء ومن يَنْـ أَيْنَ يا أُمَّتـي الشِّعـاراتُ دَوَّتْ ؟! يا ضَجِيج السنين ! أَيْن تولّـى ؟! أينَ مَنْ قَـالَ :هَا أنا ؟! ثُمَّ ولّى ؟! أمَّتي ! أين غِبْتِ ؟! مَازال في السَّاحِ أيـنَ يا أُمّتي الجَنـى بَعْـد بـَذْلٍ لـمَ يـا أُمَّتـي جَـنَـاكِ هَـوانٌ كيفَ مُزِّقْـتِ في الفَضَاء شظايـا فَقِفـي وقَـفْـةَ الهُـدى وأنيبـي وارجِعي واجْمَعي العَزائِـم صَفَّـاً إنَّ للحـقِّ لـو عَلِمْـتِ سَبيـلاً فاحْـذري واسلكيـه إنّ على الأُفْـ ودَواهٍ عَـلَـيْـهِ تَـزْحَـفُ أَمْـوا |
|
وصراخاً يدمى وجرح إِباءِ صرْخَـةٌ من عـذابِهـمْ والشقـاءِ ورجـاءٌ يُـطْـوى وهـولُ بَـلاءِ وذئـابٌ ونَهْـمـةٌ مـن عـواءِ ملهِـبٌ بين رَجْـفَـةٍ ودعــاءِ شَـرَّهـا عُصبـةٌ مـن الأشقيـاءِ مـن عـذابٍ وفِتْنَـةٍ واعتـداءِ نٍ وأَدْمَـوا كرامـةً مـن نِسـاءِ ووحـوشٍ وقـسـوةٍ وعَـنَـاءِ والذئـابُ الوحـوش دونَ حَـيـاءِ واستغاثاتُهـنّ مـلء الفـضـاءِ فـوق آذانِ تـائهـين غُـثـاءِ ـلِ فأصبَحْـنَ سِلعـةً مـن إِمـاءِ ـدَ عَبيـدٌ ! وشِـدَّةٌ مـن بـلاءِ بحـبـالٍ تـشـدُّ مـن أَعْضـاءِ في عتـوِّ الطغـاةِ والسُّفـهـاءِ يـا لِـمُـرِّ الـهَـوانِ والإِزْراءِ نظـرٌ فـاجـرٌ ولـهـوُ بِـغـاءِ كُـنْـتَ أم كُـنْـتَ آلـةً للفَـنَـاءِ مـن ضحايـا العُتـاةِ والأشقيـاءِ هُـمْ عُـراةً علـى أَذلِّ وِطــاءِ ــف وسيقانُهـمْ على الحصبـاءِ سٍ تُحـيـلُ الفضـا إلى ظلمـاءِ مِـن وِثـاقِ الهَـوانِ والضـرّاءِ ي وتَطوي صِراخَهِـم في الفِنـاءِ أيَّ عُضْـوٍ ! وما لهُـمْ مِن نجـاءِ خٍ وأكـوامَ فـتـنـةٍ وازْدِراءِ ـفـو عيـونٌ يُعاد هَـوْلُ البَـلاءِ *** عَاريـاً فـي مَتـاهَـةِ الأَرْجـاءٍ ذِلّـةِ القَهْـرِ ! وانكسـارِ إِبــاءِ نَ على ذِلَّــةٍ وهُـونِ انـطـواءِ *** ــرِ عَـذَابٍ وظُلمَـةٍ خَـرْسَـاءِ يـن ! وَيْحَي ! فيا لِعَجْزِ الرّجـاءِ أينَ ما يُرْتَجـى لهم مِـنَ غِطـاءِ لهـفَ نفسـي ، بالله ! يا للنِّـداءِ رَجّعـتْـه مـطـارحُ الـبَـيْـداءِ بِـدُمـوعٍ وغَـضْـبـةٍ ودِمـاءِ ذانِ قـومٍ مـسـدودة صَـمّـاءِ وأَشـاحـوا بِمُقْلـةٍ عَـمْـيـاءِ بين أَهـوال غـارةٍ شـنـعـاءِ ودِمـاءٌ تمـوجُ بـيـن الـدّمـاءِ بَيْنَ خَـمْـرٍ ونَشْـوةٍ ونِـسـاءِ يا لِعُـرْي الفجـورِ والفحـشـاءِ ـعزْم ؟ ! أين الوُثُوبُ من أَتقيـاءِ تمـلأ الأفـقَ ، أفـقَ كلِّ سمـاءِ نَخْوَةُ الحـرِّ ؟! غضبـةُ من إِبـاءِ كانَ بالأَمسِ مـلءَ كُـلِّ فَضَـاءِ ؟! ـقِّ وعزْمَ الجِهادِ ، عَزْمَ الفِداءِ ؟! ـمُ وحُبُّ الدنيـا وزيـفُ ادِّعـاءِ شِيَعـاً مُـزِّقـت بِشَـرِّ ابْتِـلاءِ *** بعضُهـم فـوقَ نَعْمَـةٍ وثَـرَاءِ ــرُ وذلُّ الضَّيـاع والبَـأسَـاءِ ـلِ ، حُميَّـا الرِّغـابِ والأَهـواءِ ـرى وبُشْرى تُطِـلُّ بين الخفـاءِ هـرةٌ مِـن رِسَـالـة الأنبيـاءِ ــزِلُ من عَفْــوِهِ ومُـرِّ جَـزاءِ نِ بِصـدْقِ الآمـال والأنـبـاءِ ـهِ عَلى شِـدَّةِ العُـرا والبِنـاءِ ؟! صَّ شديـد الأركـانِ والإِرسـاءِ جـامـعٍ للقلـوبِ والـفُـرَقـاءِ وهُـدىً مًشْـرِقٍ وصِـدْقِ فِـداءِ بِـهُـداه نـوازَع الأحْـنــاءِ وانْهَضُـوا عَزْمَةَ الهُدى والوفـاءِ *** في رُبـاهـا فـواجِعـاً من دَهـاءِ وهـوانِ الـغـفـاةِ والضُّعفَـاءِ هـي دارُ الإسـلام ! دارُ الإخـاءِ نُثِـرَتْ ! مُزِّقـت بكـلِّ فَضـاءِ ! ــكِ لِـدارِ الرِّبـاط والإسْـراءِ أَيُّ شـيءٍ جَـرى وأيّ بَــلاءِ ــرِ وفـوحُ التاريـخ والأَتْقِيـاءِ ـهَـا رُبُوعُ الهُدى وساحُ العَطـاءِ بـيـن أهـوالِ لَيْـلَـةٍ لَـيْـلاءِ قَدْ حَمَلْـنَ البـلاءَ بـعـد البـلاءِ مِنْ دَواهِـي الـبَـأْسَـاءِ والأَرْزاءِ ـصى ! حنينَ الأكْبـادِ و الأَحنـاءِ أنـتِ عَـهْـدُ الوفـاءِ والأُمنـاءِ صِرْتِ سـاحَ الغُـواةِ والأَشْقيـاءِ وأنـيـنٌ و غضـبـةُ الأشــلاءِ رَفَـحٍ مِـنْ كَـوارثٍ وابـتـلاءِ حَـمَـلاتُ التـرْويـعِ والإِفنَـاءِ صاعقـاً خاطفـاً وهـوَلَ اعتـداءِ ضِ ومِـنْ كُـلِّ آلَـةٍ رَعْـنـاءِ فَـوَقَ أطفالـهـا وفـوقَ النِّسِـاءِ ودَويٍّ مُـفَـجِّـعٍ مِـنْ نِــداءِ ـهَـوْلَ أَقْسى مِنْ وثْبَـةٍ وفِـدَاءِ يَـا لِزلـزَالِهـا وطُـولِ شَـقـاءِ عٍ ومِنْ غَـرسَـةٍ ومِنْ أَفـيـاءِ ــخ جِـهـادٍ وأمَّـة وسنـاءِ حَـسَـراتُ القُـلـوبِ والأحْنَـاءِ سَـاحَـةٍ أَقْـفَـرَتْ وذُلِّ عَـرَاءِ مِـن ضَـيـاعٍ وأُمْنِيَـاتِ نـجـاءِ طَلْعَـةُ الفَجْرِ أو حُلـولُ المسـاءِ ـرِ ، وزهـوِ الحقولِ ، ظلِّ فنـاءِ ـمـون يَـرْوي مَـلاحِـم الآبـاءِ ــسِ وغابـتْ مطالـع العَليـاءِ رُ غُـثـاءٌ ! فَيـا لِـذُلِّ الغُـثـاءِ *** واستباحـوا الحمـى وكـلَّ بِنـاءِ كـلَّ بـاب إلى الهُـدى أو رجـاءِ بين مـكـرٍ يـفـوقُ كـلَّ دهـاءِ في عُـروقٍ وفي نفـوسٍ خَـواءِ وَيْحَـهُـمْ في جَهـالـةٍ جَـهْـلاء بـيـنَ أمْـواجِ ليـلَـةٍ لـيـلاء ـه وهديٌ اليقين ! هديُ الصفـاءِ ـهضُ في صدِّهـم وردِّ بَـلاءِ ؟! أيـن أحـلام تـائـهٍ ومُرَائـي ؟! أيْن صـوتُ التّقـاةِ والأُمنـاءِ ؟! وإذا السّـاحُ نُهبَـةُ الأشْقِيـاءِ ؟! دويٌّ مـن فِـتْـنَـةٍ دهْـيـاءِ ؟! من سخَيِّ الأَموال أو مِنْ دِمـاءِ ؟! بَعْـد لأْيٍ وبَعْـدَ طُـولِ عَنـاءِ ؟! نُثِـرت في مصـارع الأَهْـواءِ ؟! واصْـدُقي اللهَ في هَـوىً ورَجَـاءِ واحِـداً رُصَّ في هـوىً وبِنـاءِ واحِـداً غَـيْـرُه دُروبُ شَـقَـاءِ ـقِ نـزيـراً مِنْ فِتْنـةٍ وابتـلاءِ جَ ظَـلامٍ شَـديـدةَ الأَنْــواءِ |
