حديث ذو عيون
06حزيران2009
محمد إبراهيم الحريري
محمد إبراهيم الحريري / الكويت
مـن أيـن جـئـتُ إلـى عينيك أحمله زيـدي الـمـراكـبَ مـيناءً وساريةً أبـكـي على صَدرِ شعري نصفَ مَكْتَبَةٍ أعـدو وظـلِّـي عـلـى أقدامِه التَبَسَتْ ظـلِّـي يُـجـاهِـدُ أنْ أبـقى بجانبه فـي معطفِ الفرحِ المجنون نصفَ فمي حـتـى أَفُـضَّ خـيوط الصَّبرِ عن لغةٍ وعـدي الـمُصَنَّفُ في أولى الهيام خَطا يُـوشـي بـيَ الدَّرْبُ للقنديل حين سرى فـلا يُـعِـيْـرُ ازدحـامُ النورِ وسوسةً فـاخـلعْ سوارَ الكرى عن معصميك فلا شـقَّ الـحـمامُ قميصَ الفجرِ وانطلقتْ لِـيَـغْـزِلَ الـوجـدُ من نُوْرَيْنِ بردتهُ والـشـدوُّ قـد هـامَ فـي أبـوابه سمرٌ فـالـغـابُ لا يـستطيع النضجَ مِرْجَله تُـغـضـي عـن القبَّراتِ الخُضْرِ مُأدُبَةٌ وهـكـذا مـن فـمِّ الـجـوري موسقةٌ نـصـفـي الـجديدُ ونصفي اللا أعَتقُهُ أََبُـثـنِـيْ فـوق مـوجاتِ الغرامِ على مـفـعـولُ عـيـنيك سِحرٌ لا يُحيط به عـشـقـي البدائي مشمولٌ بما فرضت يـحـيـا على قُرصِ شوق منك، يمنحنه وكـوب عـشـق مـن الأحـلام يغرفه ولا يـمـيـل إلـى أي الـجهات سدى مـال الـسـبـيل على القنديل فانتظرت أمـشـي ويـتـبـعـني دربٌ وأُتبِعُنِي والـصـبـحُـ أعـلـن إضرابا تقدَّمه ضـيـعـتَّـنـي عند باب الغيم أين أنا؟ مُـتَـرْجَـمٌ مـن لغات البدو ،في لغتي طـبـق الهدى فصله المنشور في كتبي فـلا أدقـق بـالـسـاعـات أشـغـلها فـي أي وقـت أرانـي مـمـسكا بغدي نـقـلـبُ الـحـلـم من أطرافه لنرى * * * فـي ذات حـلـم تـقصَّى الليل مكتبتي وراح يـسـألـه حـيـنـا ويـتـركه عـمـن تـفَـتِّـشُ؟ مـاذا كنتَ فاعلهُ مـاذا جـرى لـهـدى كيف المسير لها وأبـطـأُُ الـسـيـر إن زلـت بـه قدم كـيـف اقـتحمت شراييني التي امتلأت ولـلـحـقـيـقـة لا الـتـهديد طمأنه وكـلـمـا فـطـنـتـي هزت جنايته أودعـت فـي ذمـة الـتـرقـيع مقتله أحـضـرتُـنـي لادِّعاء خصمه شجني وقَّـعـتُ فـي حـضرة الأشواق معترفا عـنـهـا بـحـثت وعني في ضفيرتها عـلـقـت صورتها الخضراء في مدني أخبرت عنها اصطياف الحب هل ضربت قـالـوا وجـدنـا صـفـات قد تطابقها بـيـن الـربـا ومـروج الضوء نائمة والـشَّـعْـرُ مـوال نـيـسـان يُـلَيِّلُهُ مـن فـطـرة الـبدوِ ما صانته عفَّتُها عـشـنـا انـتـفاضة حب درعنا أمل عـلـمـتـهـا أبـجـديات اللقاء كما عـلـمـتـهـا كيف يغلي من فمي دمها والـثـغـر ما تاه عن توصيل وَشْوَشَةٍ كـذا تـعـلـمـتُ أن الـحـبَّ منزلةٌ ومـا تـوفَّـر من عمري الذي ازدحمت وأيُّ ذنـبٍ يـزيـد الـلـومَ كـيف لنا مـن ديـمـتـيـن رحيقَ البوحِ نعصرُه الـحـبُّ مـن ركـلـةِ التَّأويل يحرسُنا فـي دفـتـرِ الشمسِ طهر العشق سجَّلَنا كـي يـسـتـريـحَ عنائي من متابعتي يـا نـاعـس الـثغر علمني الشعورَ به أُوْتِـيْـتَ مـن آية الفصحى زبور هدى هـذا بـيـانُ الـهـوى تَـوْقِـيْعُهُ ،بدمٍّ | عـشـقـي، ولستُ الذي بالوَهَمَّ أُُنْزِله؟ قـد آنَ لـلـبـحـر من عينيك أَدْخلُهُ وأذرفُ الـبـحـرَ مـن نـارٍ سَـتُشْعِلهُ فـوضـى وأيَّ سـبـيـل شقَّ مُعْضِلُهُ حـتَّـى يُـشـاهـدَنِـي أنِّـي أُظَـلِلُهُ أُوْدَعْـتُ،والـنـصـفُ حين الرَّدّ يَبْذُلهُ فـيـهـا الـبـيـانُ تَـخلَّى عنهُ مُخْمَلهُ ومـا تـعـذَّرَ بـالأمـيـالِـ أطوله بـمـا يُـخَـبِـئُ فـي جـنبيه أَرْذَله أدنـى ارتـبـاكٍ ولا يَـهْـتَـزُّ مَحْمَله يـغـري الـهـوى معصمٌ بالقيْدِ يُشْغِلُه مـن كـمُّـه الـطَّيْرُ من سِرْبين تَغْزِلهُ هـبَّ الـدُّعـاءُ وفـي كـفَّـيْهِ مغزلهُ غـضٌّ تـعـلَّـقَ بـالـمـزمار مِفْصَله بــبـنْـتِ نـارِ وأنـداءٌ تُـقَـبِّـلُـهُ مـن أطـيـب الـلحن بالأسحار تُنْزِلهُ عـطـرَ الـصحارى إلى الأحباب تنقله إلـيـك عِـبْـرَ أثـيـرِ الـعشق ِأنقله صـوتٍ تَـوَسَّـطـهُ خـفـقٌ ومُرْسِلهُ وصـفٌ ولا تـمـتـماتُ السِّحر تُبْطِلهُ وأيُّ نَـفْـلٍ مـن الـخـدِّيـن يَـقْـبَلهُ عـيـشـا بـكـل هـنـاء لا يُـبَـدِّله حـتـى يـفـيـض عـلى ثغر مُقبَّله قـلـبـي الـذي مـانـع التوْجِيْهَ أوله مـنـي الـسـريـرة مـا يبديه مشعله عـذري إلـى لـسـتُ أدري مـا يُعللهُ غـيـمٌ يـجـيِّـشُ فيه الرفضَ مَدْخَله والـقـمـح بـعـدك من عني يُسَنْبِله؟ قـامـوس عـيـنيك صدقا لست أجهلُه وفـق اتـجـاه الـرضـا شعري يُحَوِّلُهُ أو شـاغـلـتـنـي بوقت لست أشْغِلهُ آتـي وحـلـمـي عـلـى كفيك أسبله أيّ انـحـنـاءٍ يُـعِـيْقُ الحبَّ نَصْقُله * * * فـلـم يـجـدْكِ بـها والصمت يجهله حـيـنـا وأقـسـى سـؤال فيه يُنْزِلهُ لـو أنـنـي لـم أكـن بـالشعر أفعله؟ والـلـيـل مـسراي قبل الخطو يخذله؟ فـي حـفـنـةٍ مـن ترابِ التيْهِ أعجلهُ عـشـقـا وقـلبي عليها النبضَ يسدله؟ قـيـدَ اعـتـراف ولا الترهيب يذهله عـادت لـتـكـشـف أن الـعذر تقبله فـيـه اتـهـام لـمـن بـالصفح يقتله والـجـرم ضـدي مِـيُوْلُ الوجد تفتله أن الـهـوى بـاسـمـه قـلبي يُسَجِّلهُ وفـي الـعيون خبيرَ البحث أرسله وكـل وادٍ، ظـبـاء الـشـمـس تدخله وعـدا ووافـقـهـا بـالـصيف محفلُه؟ لـكـنـهـا فـي مـقاس الحسن أجمله والـحـلـمُ يـضـبـطـه للفجر بُلْبُلهُ شِـعْـرٌ،(وَأُُرْكِـسْـتِـرَا) الأطيارِ تُسْدِلهُ جـاءت وكـلّ أصـيـل الـخلق تحملُه وكـل قـولـ وراء الـعـشـق نجعله لـلـشـمـس مـيـقاتُ ضوء لا تعجِّلهُ إذا تـنـبـه لـلـنـيـران مـرجـله إنِّـي إلـى آخـرِ الـتـقْـبـيْلِ أُوْصِلهُ عـلـيـا وكـيـف بـأيدي الفجر ننزله فـيـه الأغـاريـدُ بـشرى أين أبذله؟ بـمـا نُـوَفـرُهُـ لـلـصيفِ نَغْسِلهُ؟ وأطـيـبَ الـهـمـسِ لـلـقيا نُؤَجِّلهُ والـمـسـتـحـيـلُ بطيبِ القلب يَفْعَلُهُ كـذا بـمـوسـوعـة الـدنـيا نُسَجِّلهُ تـحـتَ امـتثالِ العيونِ الخُضْرِ أجعلهُ مـازلـت غـرا بـمـوال يـعـنـدله داودُ لـلـغـايـة الأسـمـى يُـفَـعِّلُهُ فـي حـضـرةِ الـعشق والتَّقْوَى، نُذَيلهُ |
من ديواني ثلاثية الهدى