من بعد ستين قرنا
17تموز2004
محمود محمد سليمان
من بعد ستين قرنا
شعر : محمود محمد سليمان
حسبي وحسبك أنا بعد من رحلوا
ما عاد من أحدٍ نبكيه يا
طللُ
زاد البديل الذي أملتُه
أسفي
وزدتَ أنت خراباً بالألى
نزلوا
اليوم لا أحد أهديه
أغنيتي
فمن سيطفي حروفي حين أنفعل
|
ومن يلم فناجيني التي انكفأت ومن سيقرأ لي يمنى قد اشتبكت لقد تجرد حتى الحرف ، فالتمسن أكان يكذبني التاريخ .. ما لدمي ؟ فليت حظي من بيدي كحظيَ من علام يصحو الألى في الكهف يكنفهم إرتدت العرب في شاة .. أما عجب ترى هل المتنبي بعدُ تعرفه خيولي البلق نهب تحت من خرجوا فيا أساي اختبط ما كان لي كبد ويا شقاوة عيني بين من سقطوا أضفت للشعر بحراً من دمي فمشت مسمراً والمدى في لحم ذاكرتي الحزن يضرب كالإعصار أشرعتي حيران أمست مجاديفي محطمة من بعد ستين قرناً .. منكر مثلي أبحت نافذتي للغرب منتظراً ورحت أحرق في الطاعون أرديتي لله دري .. سماواتي ملبدة أأنحني وأنا للبيد منتسبي لقد صحبت المنايا منذ أن خلقت ذرت رمادي في الأحقاب طامعة والآن تدري وقد شابت ذوائبها بلى أموت .. وفرق بين من لمعوا |
|
لا نار زوبعة فيها ولا فيها الخرائط أو يسرى بها شلل لكلِّ عارية عذراً .. لك الهبل كالماء أصبح .. حاشا الماء يبتذل أوجاعها .. بعضها بالبعض متصل ظل ظليل ونهر ماؤه عسل أن تغصب اليوم منها الجزية الدول ؟ الخيل والليل والبيداء والأسل ومحصناتي سبايا تحت من دخلوا ويا بكاي اغترف ما كان لي مقل منها .. ومن كالقذى في عمقها وغلوا قوارباً قلقاتٍ فوقه الجمل ومن دمي تشرب البلوى وتغتسل والبحر حولي لا نجم ولا جبل فلا تسلني متى يا قاربي نصل ؟ يأتي يعلم رسلي اليوم ما المثل شمساً سيطلعها يوماً لي الطفَل عريان .. ثوبي جلد ثوبه الخجل وما يزال بنجم شاخ لي أمل وباستقامة نخلي يضرب المثل ومنذ كنا على لاشيء نقتتل بأن ترى ذرة مني بها وجل بأن في أجلي الدامي لها أجل بالموت لمعاً ومن بالموت قد أفلوا |
بلل