صهوة الضّاد
17تموز2004
نبيلة الخطيب
صهوة الضّاد
شعر : نبيلة الخطيب
" القصيدة الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين عام 2001"
هل السُّراة كمن هَبّوا لها
صُبْحا
والعادياتُ بذاك المُلتقى ضَبْحا
فالليلُ أغطشَ حتى كاد ينكرهم
والفجرُ أوحى بطَرف النّور ما أوحى
|
قالوا فردّدت الأيامُ سَنُّوا الحروفَ فللأفكار صَولتُها قريضُهم ملأ الدنيا وشاغَلَها حيناً يَشبُّ وَعيداً أو مُساجَلَةً قد يُضرِمُ إن مارتْ مَراجلُهُ وقد يُريبُ الخوافي في مَواكِنها أو يغمرُ النفسَ فيضٌ من سَكينتهِ يسترضِبُ الغيضَ من غاضتْ قناعتُه تزهو الحضارةُ حيثُ الشعر سادتُها يغدو رسولاً لها حتى يخلّدها حادٍ حَفيٌّ إذ الأيامُ قافلَةٌ والشِّعرُ لحنٌ وأوتارُ الحروف إذا يا للغناءِ الذي يُشجي مَواجِعَنا إنْ مسَّهُ الشوقُ أو أنَّ الحنينُ بهِ وإن تجمَّلَ والأهواءُ خائنةٌ يجودُ بالنبضِ والأعصابُ ناضبةٌ يدنو كظبيٍ من التصريحِ في وَجَلٍ ظِلٌ ظليلٌ ولكنْ لا ظلامَ به ومن خُدور النوايا إن له خطرتْ فإن وشَى بلهيبِ الشوقِ لاعجُهُ إنَّ اللسانَ الذي أجَّتْ مناهلُهُ كأنه كُثُبٌ أودعتها غَدَقاً لا يلتقي الليلُ والإشراقُ في زمنٍ ديوانُنا الشّعرُ كم ضاجتْ مضاربُهُ أيكٌ وأيُّ فُتونٍ في نَضارتهِ نفخٌ من الرَّندِ تُصبي القلبَ غَدوتهُ تعدو الفنونُ وفي إبطائِهِ خَببٌ قوامُهُ الضادُ والأضدادُ تغبطُهُ يَختالُ فيها كطاووسٍ فترمقهُ ثَرُّ البلاغةِ يُثري حيثُ تنشرُهُ تشتدُّ في إثرهِ الأقلامُ راعفةً كأنهُ البحرُ يَخشى المرءُ غَضبتهُ كأنه الريحُ إنْ هاجتْ مُحَمْحِمةً هذا هو الشِّعرُ لا فُضّتْ مجالسُهُ هذا هو الشِّعرُ صهواتٌ مُطهّمةٌ لا يضمحلُّ وقد فاضتْ منابعُهُ اللهُ أكبرُ حتى حينَ أعجزنا |
خلفَهُمُ
|
وأسهبَ الدهرُ في أشعارهم وفي صَليل القوافي أدركوا الفَتْحا أدنى هجاءً وأعلى مُسبغاً مَدْحا ومن شِفاه المنايا ينبري رُمْحا أو يُبدلُ الحربَ من إحكامه صُلْحا ويَقلبُ الصُّبحَ في لألائه جُنْحا ويستحيلُ وديعاً مؤمناً سَمْحا من يُغدِقُ الشِّعرَ هل يستمنحُ الرَّشحا؟! تَذوي فيرفع من أطلالها صَرْحا ويرسمُ الوهدَ في تصويرها سَفْحا تمضي فينشر في أذيالها الرًّوْحا ما هزَّها الوجدُ ينسابُ الجَوى صَدحا يَشدو الحياةَ وفينا يُعملُ الذَّبحا! يَنُضُّهُ القلبُ من وهجِ الحَشا بَرْحا تذروهُ فوقَ جِراحات الهوى مِلحا لا تسألوا الجُرحَ أنّى نزفُهُ سَحَّا! قد راعَهُ السَّبْعُ أن بادرته البَوْحا يرمي بشُهبِ المعاني تخطِفُ اللّمحا خنساءُ خفَّ إلى استحيائها سَفحا يُدِنْكَ من كنتَ ترجو عنده الصَّفحا لا يستبينُ لهُ نصحٌ وإن صَحَّا فإنْ هفوتَ لهيفاً صادياً شَحَّا من رامَ ذاكَ فلا أمسى ولا أضحى وضُمّختْ فَزَكتْ منْ ضَوعها نَضْحا ففي يبابِ البوادي قدْ غَدا دَوْحا شَذا البديعُ على أعطافِهِ فَوحا جَهيدةَ اللهثِ، أنّى تُدركُ المَنحا؟! هيهاتَ ترقاهُ، جَزلاً مُعجباً فَصحا حسيرةَ الطرف وارى كيدُها القَرْحا تلكَ السَّنابلُ يُربي ذَرُّها القَمحا وهجاً فيوري بألبابِ الورى قَدحا وإنْ أنابَ يجُبْ أنواءَهُ سَبْحا من ذا يُطيقُ إذا ما استُنفرتْ كَبحا؟! ولا استحالتْ أهازيجُ المُنى نَوحا مرحى لخيّالها إن أقبلتْ مرحى نضّاخَةَ الحُسنِ لا تنضو ولا تضْحى ربّ البيانِ فكانَ الوحيُ بالفُصحى |
شَرْحا