صدى الروح
22أيار2004
علي فهيم زيد الكيلاني
صدى الروح
|
شعر: علي فهيم زيد الكيلاني |
أفرغوا مني |
|
ثم القوا |
أنا بحار منذ أبحرتُ تائهٌ في بحر عمري يقذف الموج سفيني * * * كنت في عشي هزاراً للهدى للنور للحبِّ كنت أشدو بالأماني مع تردَّّي الروح إذ بدلوا أوتار صوتي أهزارُ الروضِِ يغدو أو غراباً راح ينعى وعلى الأطلالِ يبكي يا تُرى أين غريمي * * * سلبوا مني يقيني سلبوني كلَّ غالٍ أرجعوني وثنياً أتردى في الضلال عبَّدوني العجل هُبلٍ واللاتِ آسافٍ أغرقوني في خضمٍّ أوقعوني في شباكٍ مزَّقوا ثوب حيائي فتعرَّيتُ ولكن حيثُ بالتَّدليسِ خاطوا * * * أنا في بيتي غريبٌ وسجينٌ خلف جدرانِ أتغذّى من شجوني تنقضي الأيامُ لا كم من الآهاتِ صَعّدت أضرمَتْ آهاتيَ ملأتْ أفُقي قتاماً أغلقوا دوني وحولي رحتُ من كوّةِ نفسي لا أرى أيّ سبيلٍ ولذا أغرقتُ نفسي * * * هل ترى أنْبتَّ مع إن يكنْ ذلك حقاً نحن كالأسماكِ لا فإلى الماضي حنيني وإليه أُربةُ التائهِ * * * أينَ أيامي الخوالي ذاك ماضٍ قد تولّى يوم كانَ المجدُ إسمي كُتبتْ أحرفُهُ بالنّور إنما التاريخ ما أوَ ينسى الكون كان ينصاع لأمري يتأسّى بفِعالي كلُّ إبداعٍ وفنٍ * * * كم من الأيام وقف الدهرُ إزائي شادِهاً دون اضطرادٍ هزّه صدقُ جهادي هدّهُ طولُ وقوفٍ فُتّ في عَضد * * * كنتُ أنشودةَ حبٍّ رجّعي رجعَ صداها إنني في لُجّةِ يوم كانَ الحبُّ مهدي يوم كان الحبُّ ثَراً كان فيهِ العيشُ أحلى كان غضاً بالأماني كان بالخيرات دفاقاً يوم كان الحب كان حباً خالصاً كان إيمانيَ ثبتاً * * * أينَ أفضَتْ من حياتي كنتُ أسمو كملاكٍ بخشوعٍ ماج بالنُّورِ في هُجوعي تتجافى جَهِدَتْ ناشئةُ الليلِ وأنا بين يديه وأُباري هَدأة واختلاجٍ في فؤادي ذلك العابدُ في رفّ في معبدِ صدري نَبضاتُ القلبِ * * * كم طَعنتُ الليلَ فَغَدا الليلُ أنيسي من رأى طيفاً توارى رامَ بيتَ اللهِ يخطو عابراً في هدأةِ بخشوعٍ وجلالٍ لم يخدِّشْ وجنةَ فَحَنا الليلُ عليه لَفَّهُ في بُردتيهِ واحتواهُ مُسبلاً * * * ومع الفجرِ وفي ردَّدتْ رجعَ صداها سُحرُ الكونُ وهَدْهَدْتُ كم أُذبتُ الفجرَ * * * كنتُ أتلو مُحكمَ وبترتيلٍ يعيدُ النَّبضَ فيرى اللهَ عياناً ها أنا في حضرة ماثلاً أصغي إلى أوَ لستُ الحقَّ يا كلُّ حرفٍ فيه ذاتي إنك الآن كليمي فأشاكيه ذنوبي يتجلى باسطاً كفيه يا نجيّ الروحِ يا أنت نورٌ ملءُ نفسي في عيوني في دمي في كياني كلِّه ما أنا لولاكَ ما نحن ملكوت ليس إلا إنما حققتُ ذاتي بحديث الروحِ آيات رشفتْ منها النفوس فانتشى الكونُ زماناً لم يزل سفرَ حياتي فهو للعقل جلاءٌ وهو للقلبِ شِفاءٌ وهو للنفس وقاءٌ وهو للروح نقاءٌ غُسلت بالنور فالإيمان * * * كم إلى مكةَ يممت طائرَ الشوقِ إليها شفَّني الوجدُ ففاضتْ هائماً تنساب روحي تتقرّى موطئ تستشِفُّ النورَ تستافُ ومضتْ تستنهضُ وشعاباً وهضاباً وتناجي موطن الخلد شَرُفَتْ بالوحي بالهادي هذه طيبةُ مأوى أنا في حضرة طه أنا في الروضة لا بل من رحيق الحوض عبّوا * * * ها أنا في بيته إنها قبلة إيماني بعثت روحيَ قبلاً وعلى باب السلامِ محرماً جرَّدت نفسي غير من جئت إليهِ وأُلبّي بنداءٍ حيث ضجَّ الملأُ طُفتُ بالكعبة سبعاً فاستلمتُ الحجرَ ولثمتُ الثوبَ و ومقاماً قامَ إبراهيمُ ولدى الحجر وفي ولقد هرولتُ سبعاً حيث كانتْ أُمُّ فاغرفوا من ريِّ * * * ها أنا في عرفاتٍ ضارعاً أرفع لله بانكسارٍ وخضوعٍ رحت في غيبوبة سَكنتني راحةُ نشوى وأحاطتْ هالةٌ من فأنا الصب المشوقُ ذبت في ذاتكَ أنصَبُّ رحتُ في المشعرِ أسمو في مِنى قدّمت هديي منذ ما سار الذبيحُ ففداهُ الله بالذّبحِ وفدى شَيبة عبد الله والميامين تضحّى طلباً للنّصر للعزّةِ أو شهيداً غايةُ الغايات أنا إذ أديتُ ذاتي وأؤدي كلَّ ما في زاهداً صوَّامَ دهري ملقياً كلُّ ذنوبي راجماً كل ضلالات تائباً أرقبُ أنفاسي بعد هذا الشأوِ بفؤادٍ حائرَ |
بلا
|
مجداف أرتادُ تعرَّضتُ لأنواءٍ عُتاة لست أدري كيف آتي عبر بحر الظلمات * * * أتغنى للحياة عَذبَ النغمات فتهاوت أمنياتي أمست صدىً في جنباتي لحنوا لي أغنياتي ببغاءَ الشُّرفات في الليالي الحالكات والقبورِ الدارسات أنا أدري من عُداتي * * * جردوني من صفاتي وثمين في حياتي جاهلي النزعات وائداً طهر بناتي والأصنام أجثو لولاتي وعزى ومَنَاة من وحولِ التُّرَّهات نُسجت بالشَّهوات وتمادوا بالعَداة لا أرى عورةَ ذاتي لي ثيابَ السَّافيات * * * بين أهلي ولِداتي اكتئابي الموحشات أرتوي من عَبَراتي أجترُّ غيرَ الذّكريات ُ كلفحِ الجَمَرات الحرَّى لهيبَ الزّفرات كسُخامِ الجَفَنات كلَّ أبوابِ النَّجاة أتملّى الطُرقات غرقتْ في العَتَمات في بحورِ الكلمات * * * الماضي ارتباطي وصلاتي فلقد حقّتْ وفاتي تخرجُ من ماءٍ فُرات وله كل التفاتي بعد العَثَرات * * * عَبَقَتْ بالمَكرمات بالعصور الزاهرات ومعانيهِ صِفاتي فوقَ الصَفَحات أمليتُه من معجزاتي أفضالي عليه وهِباتي ويلبّي رَغباتي ويحاكي خطواتي نفحةٌ من نَفَحاتي * * * أُبليتُ بدأبي وثباتي مُشرأبَّ النَّظرات بَهَرتْه وثَباتي وعُرامُ الهَبَوات يتملّى عَزَماتي الدَّهر وما لانتْ قناتي * * * بفَمِ الكونِ فهاتي يا كهوفَ الذّكريات الشوقِ لتلك الصَبَوات وظلالي الوارفات بين راعٍ ورُعاة من عَذيّ الرَّشَفات مشرقاً بالبسمات كماءِ المعصرات إيثاراً وإنكاراً لذاتي لله فوقَ الشُّبهات كرسوخِ الراسيات * * * كلُّ تلك النَّفحات في قُنوتي وصَلاتي ففاضَتْ عَبَراتي عن ضُجوعِ جَنَباتي لتُحصي رَكَعاتي مُخْبتُ في خُلُواتي الأسحارِ لولا نَسَماتي ونشيجِ الدَّعوات محرابهِ بالخَلَجات خافقاً بالصّلوات تسبيحٌ لباري الخافقات * * * أُفري جلدَهُ بالحَدقات ألفةٌ بعد شتات في ثنايا الظُلمات كنسيمِ الرّبواتِ الأسحارِ عَتمَ الطُّرقات ووقارٍ وأَناةِ الليلِ رفيقَ الخَطَوات كَحُنوِّ المرضعات فهو فيها كالنّواةِ جفنيهِ فوقَ الحَدَقات * * * الأسحارِ تعلو سُبُحاتي كلُّ ما في الكائنات النجومَ الساهرات في أندائها والأمسيات * * * التنزيل غَضّ النَّبرات في القلبِ المَواتِ فوقَ نورِ الصَّفحات الله غريق اللهفات نجواهُ ثَرَّ العَبَراتِ عبدي وهذي كلماتي قبسٌ من قَبَساتي تتلقى موعظاتي وهو يصغي لشكاتي لي بالمغفرات مالكَ روحي وحياتي منك ذاتي وصفاتي في مهجتي في نَبَضاتي أقربُ لي من نَسماتي وكلُّ الكائنات؟ هالةً أو هَبَوات بالهدى بالقُرُبات الكتابِ المُحكمات ذوب سحر الكلمات أين من ماضيّ آت لم يزلْ سرَّ نجاتي هو أسمى قُدُراتي من جراح النائبات من جموح النّزوات أمطرت بالرَحَمات إحدى الوَمَضات * * * ُ شجيَّ الوَثَبات برسيسِ الصَبَوات دمعاتي الخفِرات في الحواري المؤنسات الأقدامِ وقعَ الخُطُوات عبيرَ الزّفرات الكثبانْ، شُمَّ الرَّاسيات ورحاباً طاهرات ومهوى الخافقات وبالصُحبِ الثِقاةِ النورِ مثوى المكرُمات ما أجلَّ الوَقَفات في الجنان الخالدات يا عِطاش المغفرات * * * المعمورِ قد أُنسيت ذاتي وحبي وصلاتي إبعثيني من شتاتي قد بدأتْ نُسُكاتي من جميع الرَّغبات أرتجيهِ كُرُباتي قُدُسيِّ النَّبرات الأعلى معي بالتّلبيات في ثلاثٍ نيّرات الأسودَ عند العَقَبات الأركانَ في كلِّ الجهات فيه بالصلاة الصحن أؤدي صلواتي بين مروى والصّفاة إسماعيلَ تعدو للسقاة إسماعيلَ ماءَ البركاتِ * * * عند باب الرَّحمات أكُفّ الدَّعواتِ وعيونٍ وامقات النَّجوى وحُمّى الرَّعشات بدَتْ في قَسَماتي نورِ ربِّ الكائنات أنكرتْ روحيَ ذاتي بإحدى القنوات طارحاً كل هَناتي فوق أرض التضحيات مع أبيه بثبات رسولَ الأَضحيات أوفى النُذُرات بالنفوس الزاكيات إحدى الحُسنيات ِ أسمى الدَّرجات ما أُبقّي لزكاتي عنقي من تبعات عن جميع المغريات معَ رمي الجمرات الهوى بالحصيات وأُحصي خُطواتي أمسيتُ بأدنى الدَّركات الآمالِ جمَّ النَّزعات |
حياتي