يا ساكنَ القاع

رائد عبد اللطيف

[email protected]

يـا ساكنَ القاعِ، حِصْنُ العلمِ iiمضماري
والـعـقـلُ دارُكَ إن أهـملتَها هَرِمتْ
لا تـحـسـبَـنِّـي يراعاً فارغاً iiخَرِباً
فـالـعـقلُ  ضيفيَ إنْ أكرمتُهُ iiهَطلَتْ
صـيَّـرتُـهُ قـلـمـاً، أوراقَ iiمَحبَرةٍ
مـفـتـاحَ مـعـضـلةٍ، بنّاءَ iiناطحةٍ
عَـلَّـقـتُ  مـكتبتي في ظهرِ iiسابحةٍ
لـي فـي الـكلامِ ألوفٌ لستُ iiأحسبُها
جيَّشتُ كلَّ حروفِ الأرضِ في صُوري
(أنا  الذي...)* لم تعدْ تُرجَى iiلمملكتي
سـأتـركُ  الـشِّعرَ يَرعى في iiمُخيّلتي
سـأتـركُ الشِّعرَ يخطو نحوَ iiخارطَتي
يـا  أمـتـي شـعـري، جندٌ وطائرةٌ
قـدْ مـرَّ فـي وطـني كلبٌ iiوعاصفةٌ
واسـتـوطـنـا نـغماً في قلبِ iiأمتِنا
لا..لـنْ أخـونَ بذي الصحراءِ iiقافيتي
سـيـدركُ الـناسْ أنَّ الشعرَ iiمِطْرَقتي
















فـانـهَـضْ  بنفسِكَ، إنَّ العارَ iiللعاري
والـشَّـيـبُ يدخلُها من سقفِها iiالهاري
إنّـي أقـولُ، وصِـدْقُ الفِكرِ iiمِنْظاري
كـلـتـا يـديـهِ بـغيثٍ دافقٍ iiجاري
صَـنَّـاعَ  مـعـرفـةٍ، بـركانَ ثوَّارِ
مـصـبـاحَ أعـمدةٍ في كفِّ iiمِعمَاري
كـي تـسـتـريحَ بشطِّ العُمْر iiأقماري
أودعـتُـهـا دُرراً فـي بـنكِ تُجَّاري
فاستوطَنتْ-  عنوةً- في صدْرِ iiسُمّاري
فـادخـلْ على مُدني، واظفرْ بأسراري
عـبْـداً يُـزَجُّ أسـيـراً بين أسواري
  فـهْـوَ الدليلُ إلى جهري iiوإسراري
فـاسـتـرسـلي  حِمَماً من حبرِ حَبَّار
فـاسـتـمْـطَرَا  بَرَدَاً من مَعقلِ iiالنَّارِ
عـجـبـاً لراقصة من نعْقِ مزمارِ ii!!
إنـي ابنُ حَرفٍ، وشعري غِمدُ iiأفكاري
مـا  إنْ يـهُـزّ جدارَ الموتِ مِسْمَاري

              

    (*) إشارة إلى قول المتنبي: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.