حبي فلسطينــي
01أيار2004
د. فاروق مواسي
حبي فلسطينــي
شعر: د. فاروق مواسي
الأرضُ أرضي وليس الشوقُ درجتُ فيها صغيرًا رُمتُ مأثرةً شببتُ فيها أنيسًا عاشقـًا بلدًا زروعُها من جنان العدن أطيبُها أيامها ألقٌ ، عطا ؤُها غد قٌ * * * قالوا :بلادي بلا أهل ٍ بلا سكنٍ فشرّدوها قرًى كانت برَغْدتِها أنّى نظرتَ - مئاتٌ مثلُها نزَحَت يا أهلَها-أهلنا ، يا طيرَ منزلِها ما زلـتُ أذكرُهم في الدارِ في حَلقِ عينُ الغزالِ وكانتْ عينَ مهجتِهم " قد كنتُ أبكي لأصحابِ الهوى زمنًا يا جمرةً صهَلتْ في قلبِ هاجرِها يا نظرةً نفِذت في وجهِ مغتصبٍ * * * مضَوا بعيدًا ، وكان الكرمُ حاديَهم العبدُ سيـدُهمْ ، والموتُ عمّدَهم مخيمٌ صاحَ يا أهلاً بطارقِـنا وإنني نكبةٌ من بعد نكبتكم فقلت : يا أهلُ في حِلٍّ ومُرْتحلٍّ * * * أرى الحبـيبَ حنـينًا في بصائرِنا القدسُ تشرقُ في أبهى سرائرِكم قد جاءها عمرٌ في فتحِ عزتّها والكرملُ الزهوُ في أذانِ مِنبرِنا مثلثٌ سالَ في همْسٍ بخُضرتهِ * * * يافا وحيفا وشطُّ البحرِ في لهفٍ يا رؤيةً خضِبتْ واخضوضرتْ شجنًـا تستنطقُ الصخرَ هل في الصخرِ من حجرٍ من كفر قاسمَ "احصدْ " صاح ناعقُهم والدمُّ يُزهرُ أطفالاً فيغرسُهم * * * اللهُ اكبرُ كم جاشتْ جيوشُهُـمُ أبقت بجالوتَ يومَ النصرِ أغنيةً ظلّت لنا أملاً ، تحلو لنا مُقلاً مرابعُ النُّورِ تَهمي من أواصرِها مراتعُ الشمسِ تبدو في مناظرِهم * * * كم كنتُ أوثرُ أن يمتدَّ بي زمني حتى أرى قلبيَ الظّامي ببهجتِهِ حتى يراني صلاحُ الدِّين مُتّشحًـا أُسلّمَ العشقَ تَحناني برونقِه |
يَبريني
|
الشوق يحدو إلى حبّي-فلسطيني من كلِّ جدٍّ منَ الغُرِّ الميامينِ رغم العداءِ فطارت لي حساسيني أللهُ بارك في تيني وزيتوني وفوحُها عبقٌ في عزّ تشرينِ * * * يا بئس ما مكرتْ أوهامُ مأفون من بروةٍ، بصةٍ ، ميعار دامونِ أمامَ ناظرِنا أطلالُ قاقونِ اقرأ سلامي على أحزانِ محزونِ هذي تنادي ،وهذا واجمٌ دوني فقلتُ من بعدُ قولاً غيرَ ممنونِ : فهل ليَ الآن من باكٍ فيبكيني"؟ يا عتمةً شعَلتْ في قلبِ مغبون ِ يا قهرةً نهلـتْ خَسفاً ومن هُونِ * * * سكْرًا على ظمأٍ خمرًا كمَسنونِ والذنْبُ ذنبُهمُ حَيْـنًا على حينِ ظلّوا هنا أُسَرًا تبقى لتُبقيني ! سطرْتمُ صُورًا في دمعِ تدوينِ فينا البلادُ ، وما قلنا لها بِيني * * * وموسمَ الوحيِ يعلو طورَ سينينِ إسراؤها الوجدُ في الدنيا وفي الدينِ كُرمى له كرُمت لِـيناً على لينِ جليلُنا سيرةٌ تَسري بتلحين يا باقتي - باقةَ الأزهارِ ضُمّيني ! * * * وموجُهُ جنَُّ من ترديدِ مَسكونِ جناحُها الشوكُ في ظلِّ البساتينِ ليُهربَ البومُ من آلامِ نِسرينِ ؟ مجازرٌ سبقتْ في ديرِ ياسينِ جذراً يُطلُّ فأسقيه ويسقيني * * * تبغي انتهائي فتزهو بي شراييني ظلت تناغي بها أنغامَ حطينِ تروي لنا عسلاً - كلََّ الأفانينِ من علّمَ اللوزَ نَوراً حِفظَ تلقينِ؟ فتنتشي نسْـمةٌ في حِضن ليمونِ * * * حتى أرى زمني يُكوى فيَشفيني يراقصُ الفجرَ أفراحًا فيُبكيني خيرًا وبرًّا وأحبابي تُصافيني والشوقُ يحدو إلى حبّي فلسطيني |