لا بأسَ تلك نهايةُ iiالعظماءِ
فافخرْ بها يا سيّدَ iiالشرفاءِ
يمّمتَ شطرَ الفوقِ ... خلِّ السّفلَ للـ
جبناءِ و اربأْ عن ثرى iiالجبناءِ
صعداً إلى العلياءِ .... ربّكَ ما قلى
عبداً أرادَ اللهَ في iiالعلياءِ
إنّ الجراحَ إذا الكرامةُ iiمكّنَتْ
أركانَها في القلب محضُ iiهباءِ
و الموتُ حينَ اللهُ يطلبُ iiعبدَه
شوقاً إليه لغايةُ iiالكرماءِ
قلتُ اعتذرتُ عن الرّثاءِ و ها iiأنا
بالدمع أكتبُ يا حبيبُ iiرثائي
عذراً إذا الكلماتُ حرّقها iiالأسى
فلقد ينوءُ القلبُ iiبالأعباءِ
في كلّ جرحٍ لي أنا iiأغنيّةٌ
يا ناسُ من يحصي عليّ غنائي ii؟
إني أنا رمل المخيّمِ .... كيف لا
يسري على كلّ الجراح هوائي ii؟
إني أنا ثوب الشهيد فكيف لا
ينساب من ماء الشهادة مائي ii؟
إني أنا بيتُ القصيد فكيف iiلا
تقتاتُ منّي أمّةُ الشعراءِ ii؟
إني أنا مرجُ الزّهور فكيف iiلا
يمتدُّ في كلّ القلوب بكائي ii؟
عزّيتُ فيك الوردَ في iiأكمامهِ
و نسائمَ الصّحراءِ في iiالصّحراءِ
بالأمسِ بايعناكَ فينا iiسيّداً
و اليوم بايعناك في iiالشّهداءِ
جُبِلَتْ بطينتِكَ السماءُ فأيُّ iiطيـ
ـنٍ لا يُرى نوراً و أيّ سماءِ ؟
كلّ القصائد يا حبيبي iiكذبةٌ
إنْ لم يعطّرْ وحيُها بدماءِ
سمّيتُكَ الشعرَ الحنيفَ فكيف iiلا
تشتدُّ فيكَ فصاحةُ iiالفصحاءِ
يا سيّدي من قال إنّكَ واحدٌ ii؟
لك من خيول الله ألفُ iiلواءِ
إي و الضّحى و اللّيل إنّكَ iiأمةٌ
والبحرُ أنت ونحنُ سيلُ iiغثاءِ
قد صُغتَ من ليل السّجون iiمنارةً
و الخبزَ من جدرانها iiالخرساءِ
" أحدٌ " على " أحدٍ " و نارُ سياطهم
تنهارُ تحتَ الهامةِ iiالجوزاءِ
حوصرتَ يا بطلاً فأورقَ iiطلعُكُم
في كلّ عودٍ منهُ ألفُ iiفدائي
و رسمتَ خارطةَ الطّريقِ إلى iiالعلا
بالدّمّ لا بمحابر iiالعملاءِ
قدّمتَ من دمك المهورَ فكيفَ iiلا
تهفو إليكَ لواحظُ الحسناءِ؟
و اليومَ بعتَ الرّوحَ و اللهُ iiاشترى
يا طيبَ بيعٍ بلْ و طيبَ iiشراءِ
قالوا قضيتَ فقلتُ ذلكَ iiربُّنا
شاءَ اللّقاءَ فكانَ خيرَ iiلقاءِ
و كأنّني بجنانِ عدنٍ هُيّأتْ
و الحورُ تتلو آيةَ iiالإسراءِ
قد قُمْنَ أتراباً كواعبَ iiمثلما
ترجو و هذا منـزلُ iiالأحياءِ
أ " أبا محمّد " بوركتْ أشلاؤكم
ولكم على الرّحمن خيرُ iiجزاءِ
حطّتْ عليكَ الطّيرُ ترتشفُ iiالجنى
من روضةِ الأشلاءِ و iiالأعضاءِ
فكأنّني بالأرضِ ضاقت عنكَ و iiاعـ
ـتذرَ الترابُ فصرْتَ في iiالأجواءِ
إي يا طبيبي أجهدَ الدّاءُ iiالقوى
وبغير ثأرٍ لا يكون iiشفائي
جفّتْ رياضُ الخائنينَ و لم iiتزلْ
تختالُ في دوحاتكَ iiالخضراءِ
لا تنتظرْ منّا أبا بكرٍ و iiلا
عمراً و لا تهتِفْ بخيلِ iiعلاءِ
مادامَ شرمُ الشّيخِ فينا لن نُرى
أبداً سِوى خطأٍ من الأخطاءِ
عبدالعزيزِ إذا الشجاعةُ iiأبحرتْ
أمسيتَ وحدَكَ سيّدَ iiالميناءِ
طبْ يا حبيبي خاطراً فأنا iiعلى
سبلِ الشّهادةِ قد بعثتُ iiولائي
يا سيّدي دينٌ علينا iiظاهرٌ
أنْ نُتبِعَ الأشلاءَ iiبالأشلاءِ
حتّى نرى فجرَ العقيدةِ iiباسماً
طلقاً ينوِّرُ ظلمةَ iiالأرجاءِ
لا لن يهدَّ البغيُ ركنَ iiجهادنا
ما دامَ في الآفاقِ صوتُ iiقُباءِ
|