يـــــــا سـيـنـيـات
يـــــــا سـيـنـيـات
عروس الأقصى _ زينات أبوشاويش
القصيدة الأولي
سألت لماذا الضبابُ حزينا
أجاب الفؤادُ فقدنا ياسينا
وقالت لي الريحُ إنا نغني
وإنً السماءَ عليهِ تصلي
وإنً الوجودَ أراهُ الخلودَ
فكانَ سمياًً لكلِ جنين
وفي مسري الرسولِ وفي العالمين
فحياك ربي يا شيخا تربي
علي هدي سيد المرسلين
يا نوراً تمجد فوق السماء
يا مصباح صدق في دنيا ودين
حياتك عطاء وموتك بقاء
ومشوار عمرك نور ضياء
طريقك أيقظ نهر الثكالي
فحفر لأجلك نهر الوفاء
فأرض فلسطين تبكي خطاك
وماء البحار بات حزينا
واخذ يردد بصوت المساجد
صمدتٌ ياسينا
فكان صمودك عمراً مديداً
لنهرِ النضال
وجاءت اليكَ الأيادي تُمدُ
وترجو الوصال
صدقت ياسيناً في دنيا ودين
وأصبح أسمُك وساماً يوشح
به الفائزين
وصرنا نردد في كلِ وقتٍ
وفي كل ِ حين
ياسيناً ... ياسين
ياسيناً ... ياسين
يا نوراً تمجدَ في العالمين
القصيدة الثانية
نورٌ تألق في الفضا
فأزاح ظلمات الدُجي
فسألتُ من هذا الفتي
قالوا ياسين الأحمدا
فحسمت أمري مسرعة
علَ خطاي تتبعه
قالوا لقد القضا
ورحل عنا الأحمدا
فذهبت غير مصدقة
وقلت إني ذاهبة
علِّي آراه مجددا
فقالوا عما تسألين
فقلت عن أحمد ياسين
ذالك الفتي المحمدا
فأجابنّيَ الدمعٌ الذكي
ترعاهٌ بسمات الرضا
أحمد ياسين يا فتاة
رمزُ الفتوةِ والرضا
شيخٌ أبي ٌ عبقري ّ مجاهدا
أحيا العزيمة في النفوس الزاهده
وأعاد للأمة الحياةَ مجددا
فقلتٌ ذاك ما أريدٌ أحمد َ
أسرع وخذني للفتي أقصد لشيخي الأحمدَ
فقال مهلاً اسمعيني
معيّ النصيحة أمهليني
فنطق قلبي مسرعا
أين ياسينُ الأحمدَ
وانتفضت الأرض التي
أجلسُ عليها قاعدة
ورأيتُ نورا في السماء منددا
ينذر بشيءٍ طار عقلي شاردا
وسألتٌ قلبي والآلام تحاصره
خوفا من الذي أري
فلم يجيبني ناطقا
فصمتُ علّي أؤجل اللقيا غدا
فسمعت صوت الرعد يبكي أحمدا
ورأيتٌ ريحا قد ترهلَ في الفضا
يصرخ ويلطم أخدده
واتشحت الدنيا بلون الاثمدا
فصرخ عقلي خائفا ومنددا
نطق اللسان لقد فقدنا احمدا
صرخ الجميع عقلي وقلبي والسماوات العلا
لا لن يموت احمد ياسين
وسيبقي حيا رغم كيد الكائدين
قولوا معي ورددا
احمد ياسين لن يموت
وسيبقي صوته في الفضا
نورا يعيد المسجد
قولوا معي وتعاهدا
إنا سنقي ع
القصيدة الثالثة
الحزن خيًم فوق داري
والعقل تسكنه آلامي
والقلب منكسرُ جريح
يبكيك ليلا مع نهارِ
أما الدموع فقد ارتوت منها
شقوق العُشب في كل البراري
حتى عيون الزهر ماتت
فور شربت من كوؤس الانكسار
فجاء صوت الليل يصرخ من أمامي
إننا لن ننهزم ما دامت
الأحشاء تحمل الأجنة في البطون
ما دامت الدمعات تركض
كي تزيل الحزين من خلف الصدور
ما دامت الآهات تصرخ
كي تزلزل الأعداء تمحو الغاصبين
ما دامت الأرض تردد كل وقت وكل حين
سيكون موتك يا ياسين
نورا يغيظ المعتدين
ليحرر الأرض الجميلة
ونعيد أقصانا الحزين لقد صارت الأرض
تبكي كل وقت وكل وحين
ودعا ياسينا وداعا ياسين
وداعا ونورا يذوب احتضارا
وحبا وشوقا ونورا ونارا
وداعا ينير الدجى بالدموع
ويُلهبُ شوقي بضوء الشموع
فجاء صوت الليل يصرخ من أمامي
إننا لن ننهزم ما دامت
الأحشاء تحمل الأجنة في البطون
ما دامت الدمعات تركض
كي تزيل الحزين من خلف الصدور
القصيدة الرابعة
لا لن أقول قعيدا إنه بطلا
وفارسا في زمانٍ لا ينجب الرجلَ
سلوا الخيول عليه
سلوا دقات الطبول
سلوا أشجار النخيل والتين والزيتون
سلوا كل شيء هناك عن القعيد ياسين
فقد كنته جنين بطلا للمستحيل
سلوا طير غزةَ عنه من الجليل للخليل
وكيف يأتي إليه في ظل ليل طويل
ليأخذ النصح عنه من محكم التنزيل
سلوا الجبال عليه ستجيب في ترتيل
أن المساء ترمل والصبح صار يتيم
وشاطيء البحر بعده قد صار كهلا حزين
وها هي الريح ثائر مرددا في الأثير
لا لن يموت ياسين
لا لن يموت ياسين
القصيدة الخامسة
عذرا يا شيخي المقدامي
لا احمل إلا أقلامي
لن اقبل أن أحيا يوما
إلا في ثوب الأبطال
قلمي هو قلبي وحسامي
اسقية دموع الأطفال
من جعلوا الأحجار تسطر
تاريخ صهيل الإعصار
عذرا يا كل الأبطال
يا شيخ يا سين ومن معك
من غزة من جبل النار
من كل فلسطين الحرة
ستهون حياة الشهداء
من اجل عيونك يا صخرة
من اجل القبة والمسجد
من اجل الزهرة والمعبد
من اجل كنائس بلدتنا
من اجل طيور محرومة
هجرت أعشاشها والمعبد
من اجل أسير أو لاجيء
من اجل الضفة والنهر
من اجل كتائب قسام
سنخوض معاركنا معهم
سأحفز كل الأقلام
كي تثأر منهم في الحال
وستركض خلف عيونهم
همسات الخوف من النار
وسأجعل من كل حروفي
إعصارا يحرق غرقدهم
ويضمد جرح الأنهار
صبرا يا شيخي لا تحزن
فلأجل عيونك يا شيخي
سأفرق كيد الشيطان
بآيات الذكر بقرآن
لنعيد الصخرة والمسجد
ونحرر كل الأوطان
لا تحزن أبدا يا شيخي
قلمي هو عقلي وحسامي
وفي قلبي نور القرآن
القصيدة السادسة
عذرا تحمله الذكريات
ليوم فات ويوم آت
عذرا لعلي في يوم أردت
حياة كأي فتاة
تعيش لتفني ما بعد الحياة
فجاء رحيلك يجدد عهدي
ما بيني وبينك أمام الإله
نذرت حياتي لطفل يتيم
لآهة أم صرخة أسير
لكن دموعي كانت تهرول أمامي
تذكرني دوما بأني فتاة
وكانت تجلجل بصوت قوي
يهز كياني يثور أمامي
لكني وربي لم أصبو يوما إليهم
وها قد أتيت وجددت عهدي ما بيني وبين الإله
سأبقي في دربي
وأوقد من كل جسدي شموع البقاء
لتلك الديار الجميلة
واجعل من شعر رأسي وسائد
لكل يتيم مع كل لاجيء
واغزل من دمع عيني حلما
ترمل في ترهات البلاد البعيدة
واجعل من صوت قلمي نداء
يحلق فوق رؤوس الأعادي
يؤرقهم فوق ارض بلادي
يذكرهم بخيام اللجوء البعيدة
بليل الثكالي وحلم اليتامى
وطول الطريق الحزينة
ستركض خلف السنين تهرول
عند النفير لكي نستعد ليوم الرحيل
قريبا قريبا سيأتي اللقاء
لدربي ودربك يا شيخي الجليل
بإذن الإله العظيم
وأمحو بجسدي آهات السنين
قريبا قريبا يكون اللقاء
مع الأبرياء وفوق السماء
وعند المساء ومن بحر غزة الجميلة
سأعلن أني عروس الفداء