في محراب الكرسي
17نيسان2004
فيصل بن محمد الحجي
في محراب الكرسي
شعر: فيصل بن محمد الحجي |
دُمْ في العُلا يا سيِّدي الْكُرسي
أفْديك بالْغالي. عَدا
نفسي
أفديك بالأوطان ِ
قاطِبَة
أفْدِيكَ بالدِّينار ِ
وَالفَلـْس |
أفْديـكَ بالأقْصى قد كان يَحْمِلُني بلا مَلَل ٍ أنا لَسْتُ أنْسَى يَوْمَ عانَقَنِي يَوْماً فريداً لا مَثِيلَ لَـهُ لِمَ لا أقِرُّ بِفَضْله أبَداً هاجَرْتُ مِنْ جُوع ٍإلى شِبَع إنَّ الذكِيَّ إذا اشْتهى أرَباً جَرَفَ الْحَلالَ مَعَ الْحَرامِ و لوْ فَخَزائِنُ الأمْوال ِنَحْصِدُها دَعْنيْ مِن َالأوْهام. فالكُرسِي أخْنى هَواهُ عَلى الْفُؤادِ كَما لايرْتضي الكُرْسِيُّ غَيْرَ فَتىً ٍ لا يرْتضي الْمَثنى فخَيْرُهُما سِيَّان يَرْضى الشّعْبُ أمْ يَأبى لِي دُونَهُ في الغَرْب (مُسْتَنَدٌ) ياسادَةَ الدُّنيا الألى اختلفُوا أضْمَرْتُ حُبَّكُمُ الذي اجْتمَعَـتْ كسْرَى الْعَظيمُ له مَوَدَّتُنا لَكُمُ البِلادُ و ما يُجاوِرُها لَْكُمُ الكُنُوزُ وَ ما يَؤولُ لها أنا يا أساتذتي بِِحَضْرَتـِكُمْ عادَيْـتُ أصْحابي لأرْضِيَكُمْ لا تَسْألوا عَمَّنْ يُعارِضُكُم والـشَّعْـبُ –كلُّ الـشّعْـبِ – لـَيْسَ لَـهُ و قـَطـَعْـتُ ألـْسِـنـةً تـُحـارِبُـكُـمْ مَنْ لمْ يُـسَـبِّـحْ بـ ( الـْمَـقـام ِ ) فلا فَخُذوا زِراعَتـَنا بِما مَنـَحَـتْ وَخُذوا مَـواشِيَنا بِما حَـمَلَتْ وَخُذوا مِـنَ الثَرَوَات ِ ما طلَبَتْ وَ خُـذوا الـْقَـرارَ فلا نـُنـازِعُـكُـمْ سَـأغـُضُّ طـَرْفـي جـاهـِداً .. فـأنـا أنا سـاهِـرٌ أرعـى سلامَـتـَكُـمْ غـَضِبَـتْ (تـَمِيـمُ) اليومَ أو رَضِـيَـتْ عَـزلاءُ تـَجْـنـَحُ للسَّـلام كَـمـا وَ خـُيـُولـُنـا فـي الـسُّوق ِ كاسِـدة والـْحَـقُّ لـن يَلـْـقَى الـنـَّصيـرَ فما مابـالـُهُمْ جَـحَـدوا الـسَّـخـاءَ و قـد فـَلـْيَـشْـكـُروا أنـِّي جَـلسْـتُ عـلى ٌ ولـْـيَـشكُـروا فـَضْـلـي إذا صَبـروا كَـمْ أحْـمَـق ٍ يُـزْري بـِخـُطـَّـتِـنـا يَأتِـي لـِيُـرْشِـدَنـا .. وَ تـَلـْحِـظـَهُ ما الضـَّـيْـرُ إنْ كان (الـوَلاءُ) بـِنـا ما الضـَّـيْـرُ إنْ كان (الـْبـَراء) بـِنـا لم أغـتـَصِبْ حُـكْـماً .. بل انـْتـَقـلت صُـنـدوقُ (أصْواتـي) قـد امْـتـلأت أنا لَسْتُ مُبْـتـدِعاً .. فَـكَمْ حَـفـَـلَـتْ كَمْ حاكـِم ٍ أرْداهُ وَارثـُهُ و أخٍ ٍ رَمـاهُ أخُــوهُ فـي قـَفـَصٍ كُـلُّ الأوَاصِـر ِ لا الـْـتـِفـاتَ لَـهـا مَن كانَ فـي الأخـْـيـار ِ قـُدْوَتـُه يـا أمَّـتـي هُـبِّـي بـنـا .. وَ دَعِـي وخُـذِي الـقـَرارَ مِنَ الـشِّـرار ِ فـقـدْ أيْـنَ الـعَـمـالِـقَـة ُ الأ ُلـى رَحَـلـُوا كَأبي عُبَيدَةَ َوَالْولِيد ِ وَعَمْـ قدْ أخْلَصُوا لِله ِ نِيَّتَهُمْ يا مُسْلِمُون خُذوا بِسُنَّتِهم قد حُطـِّمّتْ أوْثانُ أُمَّتِنا |
وبالْقُدُس
|
ما قِيمَة ُالأقْصى مع الْقُدْس؟ لو شاء أحْمِلـُهُ عَلى رأسي كالأُمِّ .. يُنْقِذُنِي مِنَ الْبُؤس قدْ جاءَني كالْعِيد ِ و الْعُرْسِ وَمِنَ الْحَضيض صَعَدْتُ لِلْكُرسي وَرَحَلْتُ مِنْ بُؤسِي إلى البأسِ لم يَثْنِهِ خُلُقٌ عن الكَنْسِ أدّى بِهِ لِلَّكم وَ الرَّفْس وعلى الشُّعُوبِ مَشَقَّةُ الغَرْس هُـو جَنَّتي العُظمى وفِرْدَوْسي أخْنى هَوى (ليلى) على (قَيْسٍِ) مِثْلي ولامِِِثلي سِوى نَفْسي يَعْلو ولِلْمَغْلوبِِ مايُنْسِي ! ما حَقُّ شكْواهُ سِوى الطَّمْسِ يَحْمِي. فَهُمْ دِرْعِي وهم تُرْسي عن قوْمِنا في الدِّينِ والجِنْسِ أسْبابُهُ في الْقَلْب ِ و الْحِسِّ ولِقَـيْصر ٍ في الْجَهْر ِ والهَمْسِ لَكُمُ الشُّعُـوبُ و سائِرُ الإنْس لكُمُ الرِّضا في اليَوْم ِ كالأمْس تِلمِيذ ُكُمْ ..أنا حافِـظ ٌ دَرْسِي لِيبِينَ إخْلاصِي بلا لََبْسِ! فَلَقدْ غَدا كَسِواهُ في الرَّمْسِ إنْ لمْ يُطـاوِعْـكُمْ سِـوَى الحَبـْـسِ حـتـَّى غـدا الخُـطـَبـاءُ كالـخُـرْس حَقُّ لـَهُ بالنـُّطْق ِ والنَّبْس كالتـِين ِ وَ الزيْتون والْخَسِّ كَالعِجْلِ والْجاموس ِو التَيْس ِ أطْماعُكُمْ بِالنَهْب ِوالنَّهْس أنـتـُمْ عـلى عَـيْـنـي. عـلى رأسِـي لا أبْتـَغـي أجْـراً سِـوى الـْكـُرسِي وَ سلامَـكُـمْ بالـظـَّنِّ والـحَـدْسِ سِـيـَّان ِ لـيــس الـيـومُ كالأمْـس حَـرُمَ الـقِـتـالُ عـلى بَـنِـي عَـبـس والسَّـيْـفُ بـِيـعَ بـِمَـبْـلـَغ ٍ بَخْـس مَـن خـَـزرَج ٍ فِـيـنـا ولا أوْس أغـْرَقـْـتـُمُ الأسْـواقَ بـ (البـِبْسـي) ؟ كُـرْسِيِّـهـِـمْ .. وشَـعَـرْتُ بالأُ ُنـْـس في الـْجُـوع ِ والإفـلاس والـْمَـكـْس وَ يَـرُومُ أنْ نـَمْـشـيْ على الـْعَـكْـس قـد تـاهَ بَـيْـنَ الـْخـَـلِّ وَ الـدِّبْـس مُـتـَوَجـِّهـاً لـلـرُّوم ِ وَ الـْـفـُرْس ِ لِنـَبـِـيـنَ عـنْ بَكـْر وَ عن عَبْـس ِ؟ لي بانـْـتـِخـاب الشـّـعْـب ِ بالأمْس مِـن صَـوْتِ أمْـريـكيْ وإفـْـرَنـْـسيْ أخْـبـارُنـا بِالـْمَـكْـر ِ و الدَّسِّ ! مُسْتـَعْـجـِـلاً .. لِـيَـفـُوزَ بِالكُـرْسي ! لِـيَـسـودَ مُـنـْـفـَـرداً بلا نـَحْـس عِـنـْدَ التـَّـزاحُم ِفي هَوَى الـنـَّـفـْس فـأنـا إمـامي (الأسْـوَدُ الـْعـَـنـْسي) عَـهْـدَ الـْخـَنـا وَ العَـجْـز ِ واليَـأس سَـرَقـُوه فـي إغـْـفـاءَة ِ الـْحِــسِّ حَتى لـَعَـقـْـنـا الـذّلَّ في الـْـكَـأسِ ؟ ـرو ٍوابْن أيُّوب ٍ وَ بِيبَرْس ِ؟ فسَمَوْا إلى العَليَاء كالشَّمْسِ وَ تَرَفَّعُوا عن زائل ٍالرِّجْسِ فَمَتـى تَزول ُ عِبادة ُ الكُرْسي |
(1) في البيت إشارة إلى قول الشاعر جرير:
إذا غـضِـبَـتْ عليك بَـنـو تـَمِـيـم ٍ | ِحَسِـبْـتَ النـّاسَ كُـلـَّهُـمُ | غِِـضابـا