شَمْسُ الحَبيبِ لَنْ تَغِيبَ

أبو مسلم محمد بن يوسف الشافعي - فلسطين المحتلة

[email protected]

"ماذا خسِرَ العالمُ بانحطاطِ المسلمين؟" كتابٌ كان الملهمَ والباعثَ لي لتسطيرِ هذهِ الأبيات، كان باكورةَ كتبِ العلامَة الجليل ِ أبو الحسن الندْوي، وهو كتابٌ قيّمٌ اسمه دالٌ على فحواهُ، إذ يبيّنُ فيه أحْوال الناس ِقبيلَ بعثة رسول الله r من الجهل ِ والدونيةِ، ثمّ يَصِفُ ما بعدَهَا من حِلم وعدل وأمان وطمأنينة، ثم ما آلتْ إليهِ حالهم بعدَ أنْ تخلوا عن هذا الدين الحنيف، فخلال قراءَتي له وجدتُ صدري منشرحًا لكتابَة هذه القصيدةِ وَعِدادُها تسعة وتسعون بيتا، مُبيّنا مِن خلالها مكانة َ هذا الدين من خلال ِالتطرق ِلهذه الأحوال ِالثلاثةِ، ممثلا عن دين الحقّ بحامل لوائِه الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله أن أكونَ قدْ وُفقتُ في ذلك:

قـدْ أشْـرَقـتْ شَمْسٌ أطلتْ مِنْ iiرُبا
بُـعِـثَ الحَبيبُ المُصْطفى في عَالم iiٍ
حَـادوا الـطريقَ طريقَ رُسْل ِاللهِ iiلمْ
خـلـعُـوا  جلابيبَ الحَياءِ وَقِيل iiإنْ
ألِـفـوا  أثـافـي الـجَاهِليَّةِ iiوَالسّها
قـدْ عـاقـرُوا خـمْرًا فعَطلَ iiفكرَهُمْ
فـتـرَى الـوَخِـيمَ وَقدْ غدَا iiمُسْتمرَأ
سَـلـبُـوا الـنساءَ حُقوقهُنّ iiلضَيْمهمْ
لـلـهِ  دَرّكَ جـعـفـرًا إذ قـلـتها
كـنـا ذوي جـهْـلٍ نـقدّسُ iiصُنعَنا
نـأتِـي  الـفواحِشَ نقطعُ الأرْحَامَ لا
حـتـى  أتـانـا مـنـذِرًا مِنْ iiرَبنا
رَجُـلٌ  أمِـيـنٌ صَـادِقٌ مـنْ iiبيْننا
فـأتـى بـنـورٍ ساطِع ٍوَسطَ iiالدّجَى
لا  بـلْ ذكـاءَ وَلـيـسَ ذاك ببالغ iiٍ
مـهـمـا وَصَـفـتَ فلنْ تؤدّي iiحَقهُ
رَجُـلٌ  يَـنـوءُ لِوصْفهِ بأولِي iiالنّهَى
وُلـدَ  بـنُ عَـبـدِ اللهِ أحْـمَدُ، iiرَبنا
فـي بـطـن ِمَـكـة َقدْ تجَلى iiنورُهُ
لـمّـا أتـاهُ الـوَحْـيُ في غار iiٍعَلى
مُـتـفـكـرًا  مُـتـحَـنـثا iiمتبتلا
اقـرَأ  مُـحـمـدُ بـاسْم ِرَبّ أكرَم iiٍ
أرْضٌ  دَحَـاهـا وَالـجـبالُ iiرَوَاسِيا
قـمْ أنـذِرِ الـنّـاسَ الجُفاة َوَعظ iiلهُمْ
فـمَـضَـى بـعَـزْم ٍحازِما لا ينثني
وَمُـتـمّـمًـا لِمَكارِم ِالأخلاق iiِعَزّتْ
فـطـغـتْ رُؤوسُ القوْم ِفيهَا إذ iiْأتى
زاغـوا  أزاغ َاللهُ أفـئـدَة ًطـغـتْ
نـسـجُـوا  خـرَافـاتٍ عَليْهِ iiلِغيهمْ
قـالـوا أتـاكـمْ شـاعـرًا مُـتقوِّلا
فـمَـشى  عَلى جَمْرِ الأسَى جَلدًا iiوَلمْ
مـا كـانَ فـظـا أوْ غـلِـيظا iiإنما
مَـلـكَ  الـقـلـوبَ بـحِلمهِ iiوَبلِينهِ
حـسَـنُ الـسّـجَايا وَالطِبَاع iiِوَوَجْهُهُ
أرْسَـى  الـعَـدَالـة َوَالمَوَدَّة iiَوَالتقى
فـانـجَـابَ  عَـنهمْ جُنحُ ليْلٍ iiحَالكٍ
وَعـلـتْ أهـازيـجُ الـمَوَدَّةِ iiوَالسَّنا
هـاتـيـكَ  أخـلاقُ النّبُوّةِ هَلْ iiترَى
لا  وَالـذِي فـطـرَ السَّماوَاتِ iiالعلى
ربـى  رِجَـالا قـدْ سَـمَوْا iiبنفوسهمْ
حِـزَقـا أتـوْهُ مُـبـايـعـينَ iiكأنهُمْ
مـنـهـمْ  أبـو بَـكرٍ وَفاروقٌ iiوَذو
وَكـذا عـلِـيّ، زوْجُـهُ خَـيْرُ النسا
وأبُـو  عُـبَـيْـدَةَ عَامِرٌ، سَعْدٌ iiوَطل
وَتـمـامُ  عَـشْرٍ تاجرُ الرَّحْمن iiِعَبْ
إذ  ْبـشـرُوا بـالرَّوْح ِوَالرَّيْحَان iiِفي
أسَـمِعْتَ  عَنْ سَلمَانَ إذ ْضَاقَ iiالأسَى
يَـصْـبـو  إلى الدّين ِالقويم ِمُصَابرًا
حَـتـى الـتـقـى خيْرَ الأنام iiِمُبايعا
"سـلـمـانُ مِـنـا آلَ بَـيْتِ iiمحَمّدٍ"
وبـلالٌ الـحَـبَـشيّ إذ لاقَى العَذابَ
"أحَـدٌ"  تـدُكّ الـظـالمينَ iiوَعَرْشَهُمْ
وَصُـهَـيْـبٌ الـرّومِيّ إذ ْ لبى iiالندَا
والـحـبَّ  فـاذكُرْ وَالخَطِيبَ iiوَسالمًا
وَكـذاكَ  حَـمْـزَة َسَـيِّدَ الشهَدَاءِ iiلي
وخُـبَـيْـبـا البَطلَ الذِي قدْ iiسُطرَتْ
"لا عِـشْـتُ إنْ شِيكَ الرّسُولُ iiبشَوْكةٍ
هـذِي الـصّحَابَة ُلا تسَلْ عَنْ iiأصْلهَا
مِـشـكـاتـهُـم قـرْآنـهمْ iiوإمَامُهمْ
عِـلـمٌ  وَإيـمَـانٌ يَـليهِ الفِعْلُ، iiمِن
رُهْـبـانُ  لـيـل ٍرٌكـعا، أبصَرْتهُمْ
صُـنـاعُ مـجْـدٍ لا يـهابون iiالعِدَى
قـدْ ذلـلـتْ لـهـمُ الـجيادُ iiمَراكِباْ
لا  تـقـتـلـوا طِـفلا أوْ امْرَأة iiًوَلا
ذاكَ  الـذِي أوْصَـى الـنـبيّ iiرِفاقهُ
هَـزَمَ الأكـاسِـرَة َالـعُـدَاة iiَجهادُهمْ
إذ  ْأفـعـمَـتْ ثـقـة ًقـلوبهُمُ وَإي
فـاقـوا  الـجَـحَافِلَ جُرْأة ًوَعَزيمَة ً
حـتـى  تـوَلـتْ دَفـة َالإسْلام iiِأي
بـعْـدَ  الـرّشـاد خـلافـة ًوقيادَة iiً
مُـلـكـا  عَضُوضًا صَيَّرُوا iiمِنْهَاجَهُم
تـرَكُـوا الجهَادَ وَالاِجْتِهَادَ وَآثرُوا iiال
لـمْ  يـحْـفـظوا منْ دِينهم إلا اسْمَهُ
وَفـشـا  الـتبَاغضُ وَالتناحُرُ جُمْلة iiً
بَـطِـرُوا مَـعِيشَتهُمْ، هَوَى iiمِجْدَارُهُمْ
فـي عُـهْـدَةِ الإسْلام ِيا سَعْدَ iiالوَرَى
لـمّـا ابـتـغـوْا نـدّا لهُ iiأبْصَرْتهُمْ
حـادُوا عَـن ِالـدّرْبِ القويم ِفجَرّدَتْ
وَتـشَـاطـرَتْ مُلكا لهُمْ أيْدي iiالعدَى
ثـمَّ اعْـتـلـتْ أوروبـا حُكمَ iiالبلادِ
وَتـحـوَّلَ  الإنـسـانُ فـيـها آلة iiً
لـبـسـوا رِدَاءَ الـجاهِليةِ iiوَانضَوَوْا
ف  "تـقـدّمٌ" وَ"تـحـرّرٌ" iiوَ"تـنوّرٌ"
عَـزَفـوا عَـلى وَترِ التشرْذم ِلحْنهُمْ:
هَـدَمُـوا الـفضَائلَ، لِلرّذائل iiِرَوّجُوا
شـادُوا  عـلـى أسِّ المَصالِح iiِدينهمْ
قـهـرٌ  وَجـبْـرٌ ثـمَّ فـتكٌ iiزَادُهُمْ
فـالـحُـرّ  عَـبْدٌ إنْ عَصَى iiوَتمرّدَا
زَكـمَـتْ أنـوفُ الخَلق ِمِنْ iiأكْدَارِهمْ
تـاقـتْ إلـىَ صَـفوِ الحَيَاةِ iiنفوسُهُمْ
لـكِـنّ قـرآنـا زَكـا وَشـريـعة iiً
فـاسْـتـمْـسِكوا بالعرْوَةِ الوُثقى iiوَلا
لـنـعِـيـدَ فـجـرًا آذنـتْ iiأنوَارُهُ
فـالـخَيْرُ  كُلّ الخَيْرِ فِي هَدْي iiالحَبي
شـمْـسًـا أتـانـا سـرْمـدِيا iiنورُه
طـوبـى  لِـمَـنْ صَلى عَليْهِ iiمُسَلمًا
فـي  جَـنـةِ لـلـمُـتـقينَ iiتزَينتْ
مِـنْ طـاعَةِ الرّحْمن ِطاعَة iiُمُصْطفًى
تـبْ لـلإلـه الـغـافرِ الذنبَ iiالذِي


































































































فـتـبـدّلـتْ  ظـلـمٌ بـنورٍ إذ نبا
قـدْ زُلـزلـتْ أرْكـانـهُ iiوَتـنـكباْ
يـؤبـهْ بـخـمْـرٍ أوْ بـوَأدٍ أوْ iiرِبا
غـابَ  الـحَيَاءُ افعَلْ فلسْتَ iiمُحَاسَبا!
ألـفـوا الـخـلاعَـة َوَالفجُورُ iiتلبَّباْ
خـمِـرَتْ  عُـقـولهُمُ فأمْسَتْ iiغَيهبَا
وَغـدا الـخـبـيـثُ مُؤلفا iiمُسْتطيَبًا
وَأدُوا  الـطـفـولة َوَالبراءَة iiوالصِّبا
فِـي  حـضْرَةِ المَلِكِ النجَاشِي iiخاطِبا
مِـن  نـحْـتِ أحْـجارٍ وَطينا iiلازِبا
نـرْعـى  جـوَارًا أوْ نخافُ iiمُحَاسِبَا
وَمُـبـيـنـا  وَمُـقـوِّمـا iiوَمصَوِّبا
عَـجـزَتْ بـطـونٌ أنْ يَلدْنَ iiمُقارِبا
نـجْـمًـا  يـنـيرُ دُروبَنا بَلْ iiكوْكبا
في الوَصْفِ إذ تُمْسِي الشّموسُ غَوَاربَاْ
إنْ رُمـتَ ذلـك مُـوجـزًا أوْ مُطنبَا
أنـى  اسْـتـعَرْتَ بَقِيتَ دَوْمًا iiمُجْدِبا
بَـلـغْ سَـلامـي لـلحَبيبِ iiالمُجْتبَى
وَمُـبـشـرَاتٌ قـدْ حَـلـلنَ iiعواقِباْ
جَـبَـلٍ أشـمَّ مُـنـاجـيـا iiوَمرَاقبا
يـرْجُـو الـهـدَايـة َضَارِعًا مُترَقبا
فـلـقَ  النوَى خَلقَ الضّحَى وَالمَغْرِبَاْ
جُـعـلـتْ كـأوْتـادٍ لـهَا iiونوَاصِباْ
لا  تـخْـشَ لـوْمَـة لائم ٍأوْ iiمغضَبا
فـي  أهـل مَـكـة َداعـيا iiوَمُرَغبَا
فـيـهـمُ وَمُـرَبـيـا وَمـهـذ iiِّبـا
بـشَـريـعَـةٍ غـرّاءَ طابتْ iiمَشْرِبا
وتـكـبـرَتْ  لـمْ تنحُ مَنْحى iiصَائِبا
رَضـعَ  الـسَّـخـافة َعقلهُمْ iiوَتشَرَّباْ
أوْ  قـدْ أتـاكـمْ كـاهـنًـا مُتكذ iiِّبا
يـأبـهْ  لـكـيـدٍ أوْ يـقـرَّ iiمعاتبا
بـأنـاتـهِ فـاقَ الـسِّـياط iiَمَضارِباْ
فـتـآلـفـتْ  قـلـبا وَرُصَّتْ iiقالبا
لَـكـأنـهُ بـدْرٌ تـوَهـجَ سـارِبـا
نـبَـذ َالـجَـهـالة مِنْ قذ ًى iiوَمَثالبا
وَتـحَـرّروا مِـن نـيرِ جهْلٍ إذ iiْخبا
وَتـهـلـلَ  الـتـاريـخُ فيهِ iiمُرَحِّبا
فـي مِـثـلـهَـا كـفؤا لهُ iiوَمُقارِبا؟
فـالـفـيـضُ مِـنا غيضُهُ مهْمَا رَبا
حَـتـى غـدَوْا مـسْـكا فوَاحا iiطيبا
مَـاءٌ جـرَى نـحْـوَ الحُدُور iiتصَبَّبا
نـورَيـن ِ، كـلٌ لـلـنـبـيّ تقرّبا
زَهْـرَاءُ  بـنـتُ مُـحمّدٍ شَرُفتْ iiأبا
حَـة ُوَابْـنُ زَيـدٍ وَالـزّبـيْرُ iiتعاقبا
دٌ كُـلـهُـمْ نـالـوا الـمَقامَ iiالأطيباْ
جَـنـاتِ خُـلـدٍ مـوْئـلا قد iiأوجبا
ذرْعًـا  بـهِ فـمـضَـى وَجَدّ iiمُنقبا
وَلـوُدِّهِ  جـازَ الـمَـفـاوِزَ خـاطبا
وَمُـعَـزِّرًا وَمُـوَقـرًا iiوَمُـصـاحِبا
نـسْـبٌ لـهُ وَدّ الـوَرَى أنْ iiيُـنسبا
بـقـوْلـةٍ  بـاتـتْ شـعـارا iiدَائبا
"أحَـدٌ"  إذا سَـمِـعَ الـعـدُوُ تـهَيَّباْ
أبْـشـرْ أبَـا يـحْـيـى ببيع iiٍأطيباْ
زَيْـدًا وَعَـمْـرًا ذا الـمَروءَةِ iiوَالإبا
ثـا مِـنْ لـيـوثِ اللهِ وَاذكُرْ iiمُصْعَباْ
كـلِـمَـاتـه  عـزّا وَنـورًا iiثـاقبا
وَأنـا  مُـعـافـى بـينَ أهْلي iiطيِّبا"
فـالأصْـلُ أحْـمَـدُ قـائـدًا وَمُدَرّبا
خـيـرُ  الـبَـرِيـةِ أسـوة ً وَمَناقباْ
هَـاجُ  الـنّـبـوَّةِ طابَ نهْجًا أصْوَباْ
اُسْـدًا إذا دَارَ الـوَغـى iiوَتـلـهَّـباْ
أوْ مـنْ أتـاهـمْ غـازيـا iiوَمُحَارِبا
وتـذلـلـتْ لـهُـمُ السّيُوفُ iiقواضِبَاْ
شَـيْـخـا فـنـيـا أوْ تريعُوا رَاهِبا
فِـي الـحَـرْبِ إذ شدّوا العقالَ iiتأهّبا
وَكـذا الـقـيـاصِـرَة َالطغاة َ iiمُعَقبا
مَـانـا  وَعـزًا جَـسَّـدُوهُ iiعـجَائباْ
رَغـمَ الـتـبـايـن ِعـدَّة iiًوَكـتائباْ
دٍ  قـدْ دَنـتْ خُـلـقا وَسَاءَتْ iiمَوْكِبا
تـبـعـوا سـخـافاتٍ فضَلوا iiمَذهَبا
تـرَفٌ وَبـذخٌ قـدْ فـشا وَتغلباْ ii(*)
أدْنـى  عَـلـى غـالٍ نـفِيس ٍأعْذباْ
وَغـدَا الـتـفـلـسُفُ أمَّهُمْ بلْ أقرَباْ
وَمُـفـرّقـا فـالـوُدّ وَلـى iiهـارِبا
فـتـلـمَّـظـتْ لـهُمُ الشّفاهُ iiحوَالباْ
وَبـغـيـرِهِ  تـهْـفو النفوسُ iiترَسّبا
قـدْ  كـلـلـوا ذلا وَأمْـسَـوْا iiخُيَّبا
لـهُـمُ الـوُحُـوشُ لـكيْدِهِنَّ iiمَخالباْ
وتـكـالـبَـتْ  أمَـمٌ عَـليهِ iiنوَاهباْ
فـاُبـدِلـتْ  قـيـمُ الـعبادِ iiمَناصِباْ
تـقـنَـى  وَفـأرًا كيْ يُصَارَ iiتجَارِباْ
تـحْـتَ اسْـتـعـارَاتِ البناءِ iiثعالِباْ
أضْـحَـتْ  لوَازِمَ مَنْ بغَىَ أنْ iiيطرَباْ
"فـرّقْ تـسُـدْ", نِـعْمَ التفرّقُ iiمَكسَبا
دَقـوا  أسـافـيـنَ الـشـقاق iiِتكالبا
جـعَـلـوا الـدّرَاهِـمَ قِبلة ً iiوَمَذاهِباْ
ذلّ  الـضّـعِـيفِ فريضَة ٌبَلْ iiأوْجَباْ
وَالـعَـبْـدُ حُـرّ إنْ أطـاع iiتـقرَّباْ
وَمَـصَـالـهُـمْ  أندَى الجَبينَ وَأشْيَباْ
هـيـهَـاتَ،  لـيْـسُوا بالأمَاني iiقلبا
تـأبـى الـرّدَى سَتزيلُ سِترًا iiحَاجبا
تـرْجُـوا بـغـيـرِ الدّين ِعزًا iiغُيِّبا
ونـرُدََّ  مـجْـدًا قـدْ خـبـا iiوَتغيبا
بِ  مـحـمَّـدٍ وَبـهِ نـجُبّ iiمَصَائِباْ
نـبـعُ الـهُـدَى وَمَـعينهُ لنْ iiيَنضَباْ
شـوْقـا إلـيـه مَـوَدّة iiًوَتـحَـبـبا
بـلْ أزْلـفـتْ إلا لـعـبـدٍ قدْ iiأبى
يَـا مَـنْ أبى قدْ شارَفَ السّيْلُ iiالزُبَى
إنْ  تـدْعـهُ لا لـنْ يـرُدَّكَ iiخـائبا

(*) ملاحظة:

المقصود في هذه الأبيات ليس الأئمة الخلفاء المشهود لهم بالدين والورع والتقوى والجهاد في العصرين الأموي والعباسي، فهؤلاء - جزاهم الله عنا خير الجزاء، إنما قصِد بذلك الأمراء والملوك الذين تقاعسوا عن نصرة الإسلام وعن الجهاد في سبيل الله، وساموا المسلمين سوء العذاب، وغرتهم الحياة الدنيا بزخرفها وبهرجها، فعتوا فيها عتوا كبيرا، لا يرقبون في مسلم إلا ولا ذمة.