أجل ذهبوا
أجل ذهبوا
شعر : رمضان عمر /
نابلس
ذهبَ الغطارفةُ الشدادُ
، من الأشاوسِ،
ثم غابوا……!!
في ثنايا الدهرِ
-أنعم بالأشاوسِ-
واستراحوا….
وانا الصريعُ القلبِ
-والهفي على أمسٍ-..
هنا!!!
ذهبوا….!!
-ويغمرني الأسى-
وتقضُّ مضجعيَ
السقيمَ جراحُ
يا ويحَ قلبي كيفَ كانَ ترنمي !!
كنتُ السعيدَ إلى المدى القصوي
كنت كما اردت
وكان صيفيَ مورقٌ
مثلَ الربيع
فجاءني الإعصارُ
فانكفأت بي الأيامُ
تجلدني
وسرتُ
الى المرارةِ …
مدمناً عيشَ الكآبةِ
ليسَ ذاك يُزاحُ
ما ذقتُ طارقةَ النوى
يوما ً
ولا جاست بساحتي الخطوب
وكنت سلما في حياتي
كنت غضا….
حتى إذا جاء النعيُّ
تكالبتْ في الظنون
وأترعت ليلي الجراحات السخيةُ
ليس لي ليل يسرُ
وليس ينطرني الصباحُ
قد كنت صبا
في الجمالين اللذين ترجلا
اشتاقُ -حين يشفني طيفُ الردى -
لمصارعِِ الابطالِِ..
تأسرني القوادم والخوافي
وصهيل خيل الفاتحيين
تهزني
ويهزني طربا -اذا عزم –السلاحُ
…
وأذوبُ تحنانا لمهجع عزةٍ
وأذوب
اعتسف الردى
متجشماً
ويذوب لحني في المواجعِ
قد أحن إلى الردى؛
وتحن للموت الشريفِ رياحُ
ولم يزل في القلب إعصارٌ
وفيه توهج
وبقية من عزمنا الشرقي
فيه تلوع للحور بعد
رحيل من رحلوا
أجل رحلوا
وذاك بعض تيقني
حتى قضيتُ توجسا
في دِمنةٍ فيها الغرابُ : نعيقه
والكلب يتبعه النباح
كانوا هنا .. واحسرتاه
ترجلوا! للموت
كم بكت الليوثَ أزاملٌ
كم صاح طفل ٌ
مثقل بالآه
كم ندبت فوارسها
مع الليل البهيم
بطاحُ
هذا الجمال اليوسفي
اذا انبرى لقضية
هذا الجمالُ الشاعريُ
إذا اردت
أمير مرحلة
وسيد فكرةٍ
اسد هصور
قائد لماح
ذاك السليم العقل
واحد عصره
ان كنت تنتظرُ المعلم
كان فينا
استاذ فلسفة الجهاد
رئيس رابطة
حمال الوية
أجل.
قد كان فينا
الصارم المصقول
من هدَّ اليهود بعزمه
أكرم باستاذ البطولة
والفداء
له الفلاحُ
كنا.. وكانوا كالشقائق بيننا
طاب اللقاء ….
اذا اجتمعنا بالفوارس
سنتظل ببعض اوردة من المأثور
بعض روائع التحليل
بعض معالم التنظير
تمتزج القراءات الدفيئة
في المعالم
في الظلال
وكانت الرايات تعلونا
وكانوا بيننا
بين الجموع تسير
افئدة المحبة
تعتلي فوق المكابد
دوحة الإيمان
ثم نأوا وراحوا
ما عاد يجدي –في الحنين –تسوفٌ
ما عاد يجدي
لوعةٌ ونواحُ
هذي جراحي راعفات من لها
من ذا يكيل العثرة الكأداء
ان عز النصير
وعزت الخيل الجريئة
والقذائفُ
والسلاح