عودة المغترب
16أيار2009
عمر أبو ريشة
عمر أبو ريشة
ألـفـيـتُ مـنزلَها بوجهي كـلَّت يداي على الرتاج، وعربدتْ مـا كنتُ أحسبُ أن أطوفَ به على فـكـم اخـتزلتُ حدودَ دنيانا على مـا بـالـها تصغي؟ -وأحلف إِنها أَخَـبَـتْ نجومي في مدار لحاظها؟ لـيـسـت بـأول بـدعة أوجدتُها وحـمـلـتها ذكرى ولم أُرْخِصْ لها الذكرياتُ .. قطافُ ما غرستْ يدي هي كل زادي هوَّنَتْ صعبَ السُّرى كـم نـعـمـةٍ شمخَتْ عليَّ فهِجتُها وكـم اسـتخفَّ بيَ الهوى فصلبتُه وتـقـاتـلتْ فيَّ الظنونُ وطابَ لي جـئـتُ الـحـياةَ فما رأتنيَ زاهداً إنـي فـرضتُ على الليالي ملعبي يـا غـربـتـي .. كم ليلةٍ قطّعتُها أطـمـعـتِـني في كل حلم مترف فـوقـفـتُ أقتبلُ الرياحَ وما درتْ ومـضـيتُ .. أنتعلُ الغمام وربما وأطـلـتُ فـي التّيه المُشتِّ تنقلي ورجـعـت أستسقي السراب لسروة فـكـأنـمـا الـمـجد الذي خلدتُه مـا أكـرم الـوتـر الـذي أسكتهُ كـم سـلـسلت فيه الشموخَ أناملي خـلع الفتونَ على الشجون وصانها أهـفـو إلـيـه ومـا يزال غبارُه أفـديـه بـالـباقي من السلوى إذا يـا غـربـتي أشجاكِ طول تلفُّتي أتَـعِـبـتِ من نظري إليكِ معاتباً؟ ذاك الـتـجـنِّـي لم تطيقي حمله أطـلـقـتِني .. وتبعتِني.. وأريتِني أنـا عـنـد ظنكِ سادر في موطني وأغـضُّ مـن طـرفـي حياءً كلما أيـامَ تـسـتـبـق الـرجالُ نداءه وبـنـاتُ كـلِّ عـجـيبةٍ ، مجلوةٌ كـم عـلَّـمَـتْنِي أن تدوسَ جباهَهَا لـعـبـتْ ببرد صبايَ بين جراحه تـأبـى الـبـنـوَّةُ أن أقول وهبتُه أَأَمُـرُّ مـنـه وصـاحبايَ كهولتي أنـا مـا شكوت على اللقاء صدودَه تـلـك الـذوائـبُ من لِدَاتي دونه أخـذتْ بـنـاصـيتيه أيدي عصبةٍ جـاز الـزمـانُ بـها حدود مجونه تـشـقى العلى إن قيلَ كانت جندَها نـظـرتْ إلى شرف الجهاد فراعَها مـن كـلِّ مـنْفضِّ السبيل ِ، لقيطِهِ عـقـد الـجـفونَ بذيل كل سماوةٍ الـعـاجـزُ الـمـقهورُ أقتَلُ حيلةً نـشـر الخسيس من السلاح أمامه وحـبـا إلى حرم الرجال، ولم يذُقْ وافـتَـنَّ فـي تزييف ما هتفوا به الـبـغـيُ أروع مـا يكون مظفراً لا يـخـدعـنِّـكَ دمعُه وانظر إلى لـم تـشـربِ الحُمَّى دماءَ صريعِها وأزاحـت الأيـام عـنـه نـقـابه تـرك الـحصون إلى العدى متعثراً سـكِّـيـنـه فـي شـدقـه ولعابُه مـا كـان هـولاكـو ، ولا أشباهه هـذي (حماة) عروسةُ الوادي على هـذا صـلاح الـدين يخفي جرحه سـرواتُ دنـيـا الفتح هانتْ عنده مـا عـفَّ عن قذف المعابد باللظى كـم سُـجـدٍ لـلـه فـاجأهم، وما عـرَفَـتْـهـمُ الـجُـلَّى أَهِلَّة غارة يـا شـامُ.. ما كذب العِيانُ، وربما أرأيتِ كيف اغتيل جيشُك وانطوت وانـفـضَّ موكب كل نسر لو رأى مـن لـلـبـقايا من تراث غاضب درجـتْ عـليها الغاشياتُ ولم تدع روَّتْ بـأقـداح الـمـسيح غليلها لـمـن الخيام على العراء تزاحمت مـرت بـهـا غُبْرُ السنين ولم تزل شـابـتْ بـنات اليتم في أحضانها ومـن الـخليج إلى المحيط عمومةٌ وقـفـت تشد على الجراح وكِبرُها والـحـاكـمون.. الثأر راح مفرِّقاً كـم مـلـعب للتضحيات تواعدوا حـتـى إذا الخطب استحرَّ تواكلوا وتـأنـقـوا فـي ستر ذلِّ خنوعهم أنـا لـم أكن يا شام أعرف فيهمُ ال تـرفُ الـحـياةِ.. ذليلهُ ورخيصُهُ ونـزا عـلـى أحـلامهم فتهوَّدت يـا شـام.. أوجعُ من وجومك زفرةٌ زخـرتْ بما ادّخرت منايَ إلى غدٍ لا يا عروس الدهر سفرُكِ ما روت كـم دون هـيـكلك الموشَّى بالسنى وكـم انـثنت عنك الخطوب حَيِيَّةً جمدتْ عيونُ الشرق من سهرٍ على | موصدامـا كـان أقـربـه إلـيَّ وأبـعدا فـي سـمعِيَ المشدوهِ قهقهة الصدى غـصص النوى وأعودَ عنه مُجهدا أعـتـابه وكم اختصرتُ به المدى تـصغي- وتأبى أن تردَّ على النّدا؟ فـتـسـاوت الـدنيا لديها مورِدا ؟ وأضـعـتُـها عبر الضلالة والهدى عـهـداً ، أَأَشـقى عهدُها أم أسعدا؟ كَـفِـلَ الـحـنـينُ بقاءَها وتعهَّدا ورمـتْ على قدميّ غطرسةَ الردى وشـربْـتُ نزفَ جراحها مُسْتَبْرِدا وركـعـتُ تـحـت صليبه متعبدا فـي حـالـتـيـها أن أُذَمَّ وأُحمَدا فـي خـوض غمرتها.. ولا مترددا وأبـيـتُ أن أمـشـي عليه مُقيَّدا نِـضـوَ الـهموم على يديك مُسَهَّدا وضـربـتِ لي في كل أفق موعِدا مـن كـان مـنا العاصفَ المتمردا أشـفـقـتُ خـدَّ النجم أن يتجعدا وحـمـلـتُ مـا أبـلاه فيَّ وجدَّدا نـسـيـتْ لـياليها حكايات الندى لـم يـكـفـني فأردتُ مجداً أخلدا لأجُـرَّ أنـفـاسـي عـلـيه تنهُّدا ورمـتْ بـه سـمـعَ الزمان فردَّدا مـن أن تـهـون تـرجُّعاً وتوجُّدا مـتـجـمـعـاً فـي صدره متلبدا أرجـعـتُـه ذاك الـيـتيمَ المفردا صـوب الـديـار تـهـالكاً وتجلدا ومـلـلتِ من صخبي عليكِ مندِّدا؟ مـنـي، ولـم تـتـوقعي أن ينفدا مـلءَ الـدروب خـيـالكِ المتوددا أزجـي خـطـايَ على ثراهُ مشرَّدا عـدَّدْتُ أعـراسـي عـليه، وعدَّدَا وأشـقُّ مـوكـبَـهـم فـتيَّاً أمردا رصـداً عـلـى هـضباته متوعدا قـدمـي ، وكـم عـلمتها أن تحقدا فـالـتـفَّ حول ثخينِهِنَّ ، وضمَّدا وتـركـت كل هبات غيري حُسَّدا والـعـنـفـوانُ ، ولا يمدُّ لنا يدا ؟ عـنـي، مـتى صدَّ الكريمُ تعمُّدا ؟ رمـحٌ تـكـسَّـرَ أو حـسامٌ أُغمدا كـانـت عـلـى سود الليالي هجَّدا فـأقـام مـنـهـا كـلَّ عبدٍ سيِّدا مـا كـان لـلـجـبـناءِ أن تتجندا فـسـعـتْ إلـى تعهيره، فاستشهدا شـاءت بـه الأحـقـادُ أن تتجسّدا وأراد مـلـعـبَـهـا كسيحاً مقعدا وأذلُّ مـنـطـلَـقاً ، وأنذلُ مقصِدا واخـتـار مـنـه أخـسه ، وتقلَّدا مـن قُـدسِ خـمرتهم ولكنْ عربدا وارتـدَّ بـالـقِـيَـمِ الغوالي مُنْشدا إن سُـلَّ بـاسـم الـمكرمات مهنَّدا مـا سـال فـوق أكـفه ، وتجمَّدا إلا وتـكـسـو وجـنـتـيه تورُّدا فـأطـلَّ مـسْـخاً بالضلال مزوِّدا بـفـراره، وأتـى الحِمَى مُسْتأسدا يـجـري على ذكر الفريسة مُزبدا بـأضـلَّ أفـئـدةً و أقـسى أكبُدا كِـبْـر الـحداد، تُجيل طرفاً أرمدا عنها، ويسأل: كيف جُرْحُ (أبي الفدا) وأصـاب مـنـهـا مـا أقام وأقعدا فـتـنـاثـرت رِمماً، وأجَّتْ موقدا كـانـوا لـغـيـر الله يوماً سُجّدا وغـزاةَ مـيـدانٍ ، وسـادة منتدى شـهـق الـخـيالُ أمامه ، وترددا بـالـغـدر رايةُ كل أروعَ أصيدا؟ لِـعُـلاكِ ورداً فـي النجوم لأوردا فـي القدسِ؟ من يسعى إليها مُنجدا؟ فـيـهـا بـنـاءً لـلشموس مشيّدا ورمـت بها، وهوت تُذرِّي المزودا وكـسـت مـناكبَه وِشاحاً أسودا ؟ نـصـبـاً على جرح الكرامة شُهَّدا ورجـاؤهـنَّ كـشـمـلـهن تبددا وخـؤولـة طـابت وعزَّتْ مَحِتدا يـرنـو إلى الشرف الذبيح مصفَّدا مـا بـيـنـهم، والعار جاء موحِّدا أن يـقـطـعـوه شـائـكاً ومُعبَّدا وتـهـالـكـوا فوق الأرائك أعبُدا فـجـلَـوْهُ نـهـجاً بالدَّهاء مؤيدا نـدْبَ الـعـيوفَ ولاالنجيد المسعدا نـادى عـلـى حرماتهم أن تُورَدا وسـرى إلـى سـلـطانهم، فتهودا داريـتُـهـا، وأردتُـهـا أن تخمدا إنـي أخـاف أرى مـصارعها غدا صـفـحـاتُـهُ إلا العلى والسؤددا مـن طـامـعٍ أُردي وطـاغٍ أُلحدا ويـداكِ مـا انتهتا، وكبْرُك ما ابتدا مـيـعـادِ وثبتكِ الجموحِ على العِدا |