هي الحياة
03نيسان2004
د.جعفر الكنج
هي الحياة
شعر : د.جعفر الكنج
إلى أيمن وممدوح وعبد الجبّار ونبيهة ومشهور ومنهل وكلّ أولئك الذين كنت أتمنى رؤياهم بعد عودة المهاجرن والذين لن ألقاهم إلى يوم القيامة، إلى محبيهم ومحبينا أقدّم بطاقة التعزية التالية:
تـطـاول الهجر حتّى قـالَ
فـاعـتـبـري
يـا نفس ذاك الفتى في الـغـرب
وانتظري
لأخبـرنّـكِ كم من صاحبٍ رحلوا
إلى الفناء، فكفّي الآن
واصطبري
بعض الأمـاثـلِ في ريع الحياة
مضـوا
ولم تـهــبّ علــيـهم رايــة
الــكِـبرِ
فقلت يـاهـجر هـل تـنـسـى بــأنّ لـنـا
وعـدٌ مـع الفكْـر لا وعـدٌ مع
الوتر
هي الحياة، هي الخـوف الذي
نشـروا
بـذوره السـمّ بـيـن الجنّ
والبشــرِ
هي الحياة تـجوب العمر فـانـتـظروا
إلى الممات، هُنـاكم قـمّـة
الظفرِ
هي الحيـاة، لـهـا في ذاتـهـا
وبـهـا
وعـدٌمـع الموت مكتوبٌ من
القدرِ
هي الحياة، لـهـا والعمر
مُـفْـتَـرقٌ
على طـر يقٍ قـصـير الدرب
والسفرِ
هي الحياة، أتينـاهـا
بـخـاطـرِهِم
وقـد أتـوهـا كما جئنا إلى العُـمُـرِ
آبـاؤنـا ونـســـاءٌ كلّـمـا
حبـلـت
مـن الـرجال، حملنَ الـخـلق
لـلحُفرِ
فمن تباكىومن يبكي ليُبكيَّكم
ومن سيبكي على الأحباب في
السَّحَر
تــراهُ يــجـلـس مُـلْـتَفّـاً ومُـنــزويـاً
بـوحـدة الحزن، يـا روحـاهُ
فاعتذري
يـقـول قـائـلـهم فـيـما يُـسـرُّ إلى
ضميره الصّـرْف، مجـروحـاً مع
الوطرِ
لكم أسـأنـا إليهم قبلما
رحلوا
وعـقـدة الذنـب ترميـنـا إلى
الـعبـرِ
فـعـلّـه راجـعٌ في الحلم يعذرنا
وعـلّ في الحلم تخفيفاً من الضررِ
ويشرد المرء في الدنـيا
ويـسـألها
متى اللقاء؟ أفـي الجنّاتِ أو
سقرِ؟
فلا الجواب بـديـلٌ كي
يطمئنـنـا
ولا نــجـاة لـنـا مـن ذلك
الخطرِ
ويـعـبـر اليـوم بـعـد اليوم
يـدفـعـنا
إلى بـعـيدٍ منَ الآلام
والــصـوّرِ
وليـس في الأمر نسـيانٌ لهم
أبداً
لأنـها سـنّـة الرحمن في
البشـرِ
لـنسـتــعـدّ إلى آتٍ
ســـيـحمـلـنا
لـغاية الفهم،يا أعمار
فانكسري
فـلا تـسـلـنـي عـن الأيـام
مـنـطـقهـا
يـجادل العمر عـن جهلٍ بلا
فِكَرِ
ما عاتـب الموت إلاّ غـيـر
مـعـتبرٍ
لـِـحـقّـه المطلـق الطاغي على
البشرِ
فلا تـردّوا على قـلبٍ يـنـوح
إذا
مضى قـر يـبٌ من الدنـيا إلى
العِـبَرِ
كفيلنا الدهر، للنسيان
يدفعنا
يصيغ في المرء مـا يبـغـي بلا
بـصـرِ
يـشـدّنـا العمر للدنـيــا
فـتُجرعـنـا
من الـقناعـة بالإرغام
والـنــظر
وليسـت الأرض إلاّ لحـدنـا
وبها
سيسعد الدود بالأجسام في
الحُفـرِ
فكبّلوا الدهر إن شئتم ولا
تهِنوا
ضـعائـف الخلْق، جُـهّـالٌ من
الصّغَر
|