أم القصائد
13آذار2004
أنس الدغيم
أمُّ القصائد
شعر : أنس الدغيم
هذه القصيدة من ديوان : حروفٌ أمام النار
| مِنْ عنده الأرزاقُ والآلاءُ | يا من له الحسناتُ و الأسماءُ |
| يبكي على أبوابه الضعفاءُ | يا من يلوذ البائسون به و من |
| في بابه النبلاءُ و الأمراءُ | يا من تذلُّ له الملوك وتنحني |
| و تموج في أعتابه الزعماءُ | يا من يدين الحاكمون لحكمه |
| أبداً أمام كماله الكبراءُ | يا من له التيجانُ ذلّتْ و انحنى |
| صعقتْ أمام جلالها العلماءُ | يا من له في كلّ شيئٍ آيةٌ |
| والكلّ في ملكوته دهماءُ | يا من أتته الأرض طوعاً و السما |
| و تميد من سلطانه الغبراءُ | يا من تخرّ له الجبال مهابةً |
| يبغي و حاشا أن يُردَّ قضاءُ | يا من إذا ما قال كنْ كان الذي |
| فرداً و ليس لذاته شركاءُ | يا من على عرش البقاء قد استوى |
| حاشا لغيرك يا عظيم بقاءُ | باقٍ و لا تفنى وكلٌ ميتٌ |
| هذا الوجودُ بما عليه هباءُ | الكونُ قبضة راحتيكَ و إنما |
| ما بلّ جوفَ الكافرين الماءُ | لو ساوت الدنيا جناحَ بعوضةٍ |
| إلاكَ إن عصفت بي الأرزاءُ | يا خالقَ الأكوان يا من ليس لي |
| كلّ الشؤون وما عليك خفاءُ | يا عالماً بالسرّ و الإعلان في |
|
و تهافتت من كفّكَ النّعماءُ |
يا من رزقت الكائنات بأسرها |
| زانَ السّما والطير والحصباءُ | يا من بحمدكَ سبّح النجم الذي |
| من فيض جودك يستقي الفقراءُ | أنت الغنيُّ المستعانُ و إنّه |
| فوقود نارك هذه الأشلاءُ | يا ربّ إنْ آخذتنا بفعالنا |
| قد أشفقتْ من حرّها الرمضاءُ | حرّم على النار الجلودَ فإنّه |
| خجلاً و أثقل عا تقيه حياءُ | من للضعيف إذا أتاكَ مطأطئاً |
| دوماً رضاكَ الرقّ و الرؤساءُ | إلاكَ يا اللهُ يا من يرتجي |
| و تجمهرتْ من حولنا الأعداءُ | يا ربّ قد قصد الغزاةُ ديارنا |
| فوق البسيطة ما لنا نصراءُ | يا ربّ جاؤونا و أنت نصيرنا |
| و محلّ عرش "محمدَ " الجوزاءُ | كي يحرقوا عرشَ النبوة قد أتوا |
| أنواره فتضمّنا الظلماءُ | يبغون دينَك أن يزولَ و تمّحي |
| نادى بها " ماركسُ " و السّفهاءُ | ( الدينُ أفيون الشعوب وداؤها ) |
| أطنابَه و بنو قريظةَ جاؤوا | قد عاد فينا سور خيبرَ ضارباً |
| شعبيّةُ أو ليلةٌ حمراءُ | ظنّوا بأنّ الدين فينا رقصةٌ |
| و الدهرَ يمشي كيفما هم شاؤوا | ظنّوا الحياةَ مطيةً لمرادهم |
| أطرافه ستلوكه الأدواءُ | و نسوا بأنّ لنا حمىً من يدنُ من |
| طيف الرسالة للعيون ضياءُ | من هديِ أحمدَ للقلوب دمٌ ومن |
| فإذا غضبنا خرّت الأجواءُ | فينا السماحةُ و العدالة منهجٌ |
| تسقي البلادَ فيرتوي البؤساءُ | منّا تفجرتِ العيونُ صفيّةً |
| فالكلّ في شرع الإله سواءُ | لا عبدَ أو سلطانَ في إسلامنا |
| ظلمٌ و لا كبرٌ و لا استعلاءُ | إسلامنا حبٌّ و إخلاصٌ فلا |
| خوفٌ و لا ذلٌ و لا استخذاءُ | نحن الأباةُ و ديننا باقٍ فلا |
| أرواحنا هبةٌ له و فداءُ | كنّا و ما زلنا جنودَ محمدٍ |
| شمُّ الجبال و دانت الأرجاءُ | لمّا مشينا خلفه لانتْ لنا |
| حملوا اللواءَ البيدُ والصحراءُ | و تزلزلت مِن تحت أقدام الألى |
| و كذا المكارم و الورى شهداءُ | إنّ العظائمَ في ربانا مهدها |
| وسع الورى والرملة الوعثاءُ | للحقّ نحن الملعبُ الرحبُ الذي |
| جئنا و نحن من البغاء براءُ | إنْ شئتَ سلْ يومَ الفتوح بمكّةٍ |
| قلنا وتشهد قولتي الصحراءْ | جئنا الذين تقاسموا أموالَنا |
| فرجوا وقالوا أنتم الكرماءُ | ما ظنكم أنّا سنفعل ويحكم |
| قلنا اذهبوا ولأنتم الطلقاءُ | لكنّما هي رحمةٌ نبويّةٌ |
| إلا وغاب بريقُه الوضّاءُ | ذهبوا و ما ذهبٌ على وجه الثرى |
| كم ذبحوا فوق الثرى و أساؤوا | كم قتّلوا كم أجرموا كم شردوا |
| أحجاره في النائبات دماءُ | سلْ عنهم الأقصى وكم سفكت على |
| سبيت و ماتت في الخليل نساءُ | كم يُتّمت في القدس أطفالٌ وكم |
| من جند أحمد جبهةٌ و لواءُ | سنجيءُ يا أقصى وكلّ مجاهدٍ |
| شوقٌ و يغلي في القلوب إباءُ | سنجيءُ يا أقصى و في أرواحنا |
| كبشُ الفداءِ إذا أحمّ لقاءُ | سنجيءُ يا أقصى إليك و كلّنا |
| زيت الجماجم توقَدُ الأضواءُ | نأتي بإذن الله يا أقصى ومن |
| وبذاته يتوسّلُ العظماءُ | يا من إليه الكلّ يرجع في غدٍ |
| ساحَ الوجود الصّيحةُ العصماءُ | ربّي إذا حان المعادُ و زلزلتْ |
| أبوابُها و اشتدتِ الدّوكاءُ | و الأرضُ مادتْ و السماءُ تفتّحتْ |
| و تقابل الأمواتُ و الأحياءُ | و الناسُ قد حشروا إليكَ بأسرهم |
| بالأمس في دار الفناء إماءُ | حُشروا عراةً مثلما ولدتهمُ |
| وتنافر الآباء و الأبناءُ | والمرءُ أدبر عن أخيه و زوجه |
| رسل الكرام و أُحضرَ الشهداءُ | ربّي إذا وُضع الكتابُ و جيءَ بالـ |
| كي تشهدَ الأجزاءُ و الأعضاءُ | ربي إذا الميزانُ عُدّ و جيءَ بي |
| وتقاذفتْ نيرانها السوداءُ | و كذاكَ بُرّزتِ الجحيمُ لمن يرى |
| فأنا ضعيفٌ والجحيمُ شقاءُ | فاجعلْ نعيمَك يا إلهي منزلي |
| يمحى عقابٌ أو يُماطَ بلاءُ | أمَّ القصائد قد كتبتُ عسى بها |
| في غير حيّك يستجابُ دعاءُ | ربّي أجبْ هذا الدّعا كرماً فما |
![]()