ربيع البعث في الشام
ربيع البعث في الشام
د. محمود
حسين
صارم
مُـتـوجِّـــسًا مـن سُـــقـمهِ مُتـشـــائمَا |
نــزلَ ا لربـــــيعُ بشـــا مِنا مُـتـــــــألمَا |
نخــر ا لجــذوعَ غـصـونَها وبـراعــمَا | من أربعـــينَ يُعـــاني سـُــــمًّا قـــاتِلا |
إلا وألبَسَــهَا ا لســــوادَ الأفحــــــــما | لـم يُـــبق ِ فـي أرض ا لشـآم جُـنيــنة |
هــــدمَ ا لعــراقَ وجـيشهَا وتـهــــدمَا | في ا لـرافدين ا لبعــثُ طاعـــــونا أتـى |
وا لبــــومُ وا لبعــــثان صــارَا تـــوأمَا | كل ا لربـــوع حــــرائقٌ وعــــواصفٌ |
لـرأيـــتَ أفــــراحَ ا لـربـــيع مآتـــــمَا | فالغـوطــتان لئن مــررتَ بـروضِــــهَا |
يُـــبكي.. فــتـَبكـينا مـلائـــكة ا لسّـــمَا | وســمعـتَ لحْـــنًا للعـــنادل مُحــــزنًا |
حُـلــلا.ً. بــهـَا ربُّ الخلـيـقـةِ أنعــــما | كــانَ الربيـــعُ إذا أتــــاَنا يــرتـــــدي |
ســبحانَ من خــلقَ ا لجمــا لَ مُتـمَّــمَا | مِـنْ كـلِّ لـــون ٍ حُســــنـُهُ وجمـــا لـُه |
يصحــو إ ذا عــاد ا لنســيـمُ ونسَّــــمَا | وا لعِـطــرُ يغـفــــو في ديــار أمـــــية |
ومـن ا لقــــديم بعـطــرهـنَّ تحمَّـــــمَا | عَـشِــقَ ا لربيــعُ شــآمنا وظـــــباءها |
لم نــدر مَنْ منـها الأرقَّ الأوســــمَا | وا لشــعـرُ جــاء مـع ا لربيـع مُــغـرَّدًا |
ا لشــــعـر كان أم ِا لربيـــعُ ا لأ نعــمَا | فاسأل صـبايا الشـام عــن حِـبيْهـــمَا |
عــــزًّا ومجـــدًا في الفتـــوح تعـاظمَا | وأمـــية ٌمثــــلَ الربيـــع أتــى هـــنا |
ليعـــانقــوا فيــــه الســـلامَ المُســـلِمَا | وتــنافـسَ ا لكــونُ ا بتــهاجَ قـــدومه |
تعــطي العـلـــومَ مـوا سـمًا فموا ســمَا | وهنا ببغــــداد العـقــــولُ تلاقحــــت |
العـقــلٌ والـدين الحـنيــفُ وعـلـَّـــــمَا | أرأيــتَ كــيف تـوحــدا فـي قــــرطبَا |
وتـفاهــــمَا وتــــــلازمَا وتـــــــلاحمَا | معـنى التســامح والمحــــبة والإخـا |
كل العـقـــول بـــــرأ يه فـتحـطــــــمَا | لكـن مـن حـمـلَ التــراثَ طـغى عـلى |
**** | **** |
بـلْ كـانَ مـلحـــمة ً تـُعـــدُّ لتـُنظـــمَا | والـبعــثُ كانَ قصــيدة ًمـن لحـــــنِنَا |
أرضَ العــــروبةِ والــــديارَ ومـثـــلمَا | قالـــوا بـأن البعــثَ جــاءَ مُحـــــررًا |
لكـــــنـَّهُ كـان الــــــدَّعـيَّ مُســــيْـلمَا | فـعــلَ الأوائـلُ ســوف يأتي فعـــــله |
هــــربًا ليحـميَ حكــــمَهُ المُسـتسـلمَا * | وتخـلَى بعـثُ الشـام عـن جـــولانِها |
قـتــل الأحـبــةَ في حمـــاة َوهـــــدَّما | حُكْـــمٌ تعـــاطى قـتـلـــنا لا رحــــمة |
كانـت فـرنسـا طاغــــيًا مُـتحكـــــــمَا | الداعمين الشــيخَ صــالحَ عـنــــدمَا |
والحـقــدُ عـند البعـث صـار جهنَّـــمَا | قطــع التواصـلَ والتسـامحَ بـيــــننا |
لـم يعــــرفِ التـاريخُ مـنـه أظـلـــــمَا | فـاقَ الطغـــاة َالغـــابرينَ بـظـلــــمِهِ |
لـرأيـتَ هـولاكــو عـليــنا أرحــــــمَا | لو قِسـتَ هـولاكــو عـلى إجــــرامه |
لتشـن حـربًا فـي الـدِّعاية أســــلمَا 1 | تركـوا فـلسطين الـذبيـحة للعِـــــدى |
مـا سـُـــلَّ إلا كي نُــــذلَّ ويَـنعَــــمّا | وتـُبَــــــيـِّنُ الأيــــامُ أن ســــــلاحَـه |
كان احـتـضـانـًا للخـــلافِ مُـنظَّـــــمَا | حـضنوا مقـاومة.ً. ولكـنْ فـعـلــهُـمْ |
لـيُعـــيدَه وَسَـــط الشــآم ومَعْــلـــمَا 2 | وتـُهُـــــوِّدَ الجـــولانُ لـمْ يَـثـأرْ لـهُ |
لـم يســـمحـوا لفـــداه أن نتـقــــدمَا | والشعـبُ في السجـن الكبــير مكبـلٌ |
فـلسوفَ نعطي الهـودَ درساً قاصـمَا | إن يسمحـوا للشـعـب فـي تحــريره |
وهــنا على الأنفــاس أن تـتـكتـــــمَا | ويزايـــدون هــــناك فـي إســـلامنا |
وتعـقـَّـــبُوا حـتى النـبيَّ الأعـظــــما 3 | وجبا لنا حــذفـُوا عـليَّ من اســـمهَا |
لـن يرحــمَ التـــاريخُ منـهم ظا لـــمَا | يا ويلــهُـمْ يــوم الحســـــابِ غــــدًا |
ومن التجارة يـأخذون الأســهُمَا | أخذوا من الفــلاح ريع غِلاله |
صــــاروا أحط مـن اليهــــود وألأمَا | والآن فــــازوا بالــــثراء وهَــا هُـمُ |
يا خزيهُمْ.. خـذلوا المسيحَ ومـريمَا 4 | والسبتُ صارَ السبتُ يـومَ مِـراحهمْ |
وتــوارثـوا حُـكـمًا بـغـــيًّا غاشـــمَا | خانوا الرسـالة َوالعـقــيدة َوالحِـمَى |
عــمَّا تخــرَّبَ فـي الــديار وهُــــدِّمَا | مـاذا ســيكتـُــبُ عــــنكمُ تاريخُــــنا |
وبعـثتـُمُ كـلَّ ا لضغــائن ِفـي الحـمَى | أورثـتـُمُــــونا الـــذلَّ فـي أحـــيا ئِـنا |
**** | **** |
حَـنِـــقـًا عـلى كلِّ الطغــاةِ مُــدمْـدمَا | هـذا الفــراتُ يجـيشُ غـيظــًا منـكمُ |
والشعـب ما زال القـــــويَّ الكاظــمَا | جـولاننا ما زال في سـجن العِـــدى |
فأمـــية ســـــيضـم حـــبًّا هـاشــــمَا | وعـراقـنا.. بالــرغـم من أفعــــالكم |
جَـلَّ المُصابُ فسامِحيهمْ يا حَـــــمَا 5 | شـيخُ ا لجــبا ل يقـولـها مـنْ سـجنِهِ: |
بالعـقــــل نبـني لا بإهـراق الـــــدِّما | شُدِّي دمشقُ على الجراحِ وشددي |
مُتســامحًا فالكــونُ منــكَ تـَعــــــلمَا. | يا مـوطـني إني عـرفـتـُـكَ مـؤمــنًا |
هوامش :
*
ـ في
حرب67 .. وبعد أن تبين للبعثيين سقوط سيناء راحوا يستغيثون بالأمم
المتحدة
ويستجيرون بها لإيقاف الحرب التي لم تكن قد بدأت على الجبهة السورية.
تلك
الجبهة التي كانت محصنة تحصينا هائلا, بحيث إن قوات العدو لن تستطيع مهما
كانت
قدرتها على اجتياحها لو أن
البعثيين أرادوا فعلا الدفاع عنها وبالسلاح
المتوفر. ولكن من أين لهم أن يدافعوا بعد أن سرحوا كل القيادات والكفاءات
العسكرية المتمرسة بالقتال والمشبعة بحب الأهل والوطن
والقوم والدين والتي تربت
على
النظام والدفاع عن الوطن في عهد الاستقلال الوطني,واستبدلوا بها جيشاً حزبياً لا
يصلح
حتى لقيادة المظاهرات. وقد رأينا بأم أعيننا كيف واجه
شقيقه
جيش البعث
العراقي قوات الاحتلال.. فلا هو حارب بشرف ولا هو استسلم بشروط و بشرف
أيضا..
بل
تلاشى كزبد سيل وترك العراق في بحر من الدماء.. وهذا ما توقعناه
1 ـ عـندما كلف عـبد الـناصر, رئيس الجمهورية العـربية المتحدة, رياض المالكي زارة الثقافة و الإرشاد قال الأستاذ له: "الإعلام والدعاية أهم من القوات المسلحة لأن الحرب الدائرة بين العرب واليهود هي حرب نفسية دعائية, تلعب فيها أجهزة الإعلام الدور الأكبر" . هذا ما جاء في الصفحة/207/ من كتاب جيل الهزيمة للدكتوربشير العظمة نقلا عن كتاب: على دروب الكفاح والهزيمة لرياض المالكي. وقد أثبتت الأيام فعلا صدق استراتيجية التيار القومي العربي الاشتراكي السرية تجاه إسرائيل منذ نصف قرن مضى. ولا بأس عليهم إذا عادوا واعترفوا وأقاموا الوحدة الوطنية الحقيقية.
2
ـ
قال الرئيس حافظ الأسد في خطاب له سنة /84 /: "
سنجعل
من الجولان وسط سوريا ".
وكلمة سوريا تعني هنا سوريا الطبيعية
أي
بلاد الشام!! .
3
ـ
جبالنا: هي جبال العلويين التي أصبحت في عهد البعث تسمى
جبال
الساحل السوري...
وكأن
انتماءها للإمام علي مذلة.. بل إن عليا برئ من
البعث
والبعثيين.
4
ـ
خذلوا المسيح ومريم, عليهما السلام, في لبنان
باتخاذهم السبت عطلة رسمية للتقارب
مع
إسرائيل لا مع أوروبا كما يدعون ويقولون.
فلبنان هو الأقرب إلى أوروبا يتخذ الجمعة
والأحد عطلتين رسميتين.
5
ـ
شيخ
الجبال: هو جبل الشيخ