الإعراب
الإعراب
د. محمد علي الرباوي
هَا أَنْتَ اللَّحْظَةَ تَغْزُو غَابَةَ ذَاتِِكَ تُغْرِيكَ الأَدْغَالُ ٱلْعُرْيَانَةُ بِالإِِبْحَارِِ إِلَيْهَا. لَكَأَنَّكَ تَبْغِي أَنْ تَبْحَثَ فِيهَا عَنْ أَبْعَادَِِِك. أَنْ تَبْحَثَ فِيهَا عَنْ سِرِّ غِيَابِكَ عَنْ وَجْهِكَ أَثْنَاءَ ٱلرِّحْلَةِ قُلْ لِي أَحَلاَلٌ أَنْ تَرْحَلَ مِنْكَ إِلَيْهَا أَحَلاَلٌ أَنْ تَهْجُرَ مِنْكَ إلَيْهَا. هَذِي الرِّيحُ الظَّمْأَى تَسْأَلُ عَنْكَ وَتَسْأَلُ عَنْكَ الأَنْوَاءُ يُطَارِدُكَ التَّرْحَالُ تُرَاوِغُ وَجْهَكَ جَهْراً بِالله لِمَاذَا أَنْتَ تُرَاوِغُ وَجْهَكَ جَهْراً هَلْ عَرَّشَ فَوْقَكَ طِفْلُ الأَمْسِ وَهَلْ هَذَا الطِّفْلُ صَحَا يَطْلُبُ رُمَّانَتَهُ ٱلْحَجَريَّةَ هَلْ وَاجَهْتَ مُحَيَّاهُ أَمْ هَلْ خَانَتْكَ الْكَلِمَاتُ فَكَيْفَ ٱنْهَزَمَتْ كُلُّ مَزَامِيرِكَ كَيْفَ أَتَى هَذَا الطِّفْلُ ٱلْجَبَّارُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الشَّاطِئِ كَيْفَ أَتَى أَوَ مَا أَوْدَعْتَ لَوَافِحَهُ بَطْنَ الْحُوتِ صَبَاحاً وَخَرَجْتَ بِزَوْرَقِكَ الْمَخْمُورِ إِلَى الشَّارِعِ تَكْتُبُ أَشْعَارَ الثَّوْرَةِ تَرْثِي الْحُوتَ التَّائِهَ فِي أَعْمَاقِ الصَّحْرَاءِِ وَأَنْتَ شَرِِبْتَ جَدَاوِلَهَا وَتَرَكْتَ جَدَائِلَهَا تَشْرَبُ وهْجَ الشَّمْسِ وَآهٍٍ مَا أَطْوَلَ أَيَّامَ الشَّمْسِ هُنَاكَ عَلَى الْمَغْضُوبِ عَلَيْهمْ وَعَلَى الْمُنْعَمِ بِالأَمْسِ عَلَيْهِمْ مَا أَطْوَلََهَا..مَا أَقْسَاهَا..لَكِنْ مَا أَقْسَى أَنَّكَ لاَ تَعْرفُ أَيْنَ مَحَلُّكَ أَنْتَ مِنَ الإِعْرَابِ وَآهٍٍ مَا أَقْسَى أَنَّكَ مُخْتَبِئٌ فِي هَذِي اللَّحْظَةِ بَيْنَ الأَدْغَالِ وَلاَ تَدْرِي أَنَّ عُيُونَ الإِعْصَارِ تَرَاكَ..تَرَاكَ تَرَاكَ عُيُونُ الإِعْصَارِ فَوَيْلٌ لَكَ حِينَ يَهُبُّ ٱلإِعْصَارُ إلَيْكَ وتُقْتَلَعُ الأَشْجَارُ وَتُذْكِي الأَمْطَارُ لَهِيبَ ٱلْجَنَّةِ فِي ذَاتِكْ