كن طائري

كن طائري

لقمان إسكندر

جمعت انحنائي على صخرة

وقفت بلا قدم او يدين

أدور وأسقطُ ثم أدور وأسقطْ..

صرخت : كأن الغريبَ كثيرَ السفرْ

رفيقَ اللجوء ، اسيرَ بيوت الصفيحْ

بقلب ذبيحٍ ، يلملمُ اشلاء رقصة

موتٍ اخيرٍ

ولكنها الان دون جواز سفرْ

بقنبلة قلبها من حجرْ

تدور ويسقط ثم تدور فيسقطْ.

فكن طائري يا مطرْ

جمعت انحنائي على صخرة

سمعت أنينا طريدا

نظرت حواليّ..

هذي يدي .. ذاك رأسي ، وتلك أصابع يمناي

تجفل ثم تطير بعيداً بعيدا

صرخت : كأني غريب كثيرُ السفرْ

جمعت انحنائي على صخرة

نظرت.. هنا قبر جدي ، هناك حكايا تذوب

على غصن زيتونة تحترقْ

هنا رأس طفل ، وفي فمه ثدي امهْ

هناك حذاء عجوز يلملم أحشاءه

عن طريق الجنود

وخلفي طريق الشهيد الى قريته

ومئذنة زخرفت بالرصاص

وخلفي الشهيد يدق على اهله الباب :

أنْ افسحوا لصديقي الملاك كثير الخجل

فلم يسمعوه ولكن دخلْ

يقولون :كانوا أناسا يحبون أن تولد الارض

بين أصابعهم مرة ثانية

ولكنهم يرفضون السفرْ