لا

فيصل بن محمد الحجي

لا

شعر: فيصل بن محمد الحجي

يُنسب للفاروق عمر رضي الله عنه قولُهُ: إنَّ الرجلَ ليعجبني إذا سيمَ خُطَّةَ خَسْفٍ أن يقولَ: (لا) بملء فيهِ.

احذفوا من لغةِ الأعرابِ ( لا )       لا تـقولوا بعدَ  هذا اليـومِ: ( لا )

اذبحوا (لا).. مزِّقوها.. وانعموا      بـ (نعم).. كم صعبةٍ قولةُ ( لا )..!

طَلِّقوا ( لا ).. قد عرفنا عُذرَكم      إنَّ إسـرائيلَ  لا تـقــبلُ ( لا )

قـولُ (لا) قولٌ ثـقيلٌ مُجْهـِدٌ       يبتـغي شـهـماً جـريئاً رجـلا

فـمتى أعـرفُ فيـكم رجـلاً      طـاولـتْ قامتـُهُ قـامـةَ (لا) ؟

                 

قـول (لا) قولةُ عـِزٍّ شـامـخٍ     باهتِ الشمسَ وضـاهتْ زُحـلا

قـالها (المختارُ) لمَّـا عرضـتْ    زُمـرةُ الكـفـرِ لحـقٌ بـدَلا..

عرضوا المـالَ وما يُعـجـبُـهُ    من نسـاءٍ .. ليـنـالَ الأجمـلا

عرضوا المنصبَ.. أعلى منصبٍ    كي يجـاريهم فنـادى: لا .. ولا

لو وضعتم في يميـني  شمسـَكم    أو وضعتـم قمــراً.. لن أقبلا

لا وربّي لن أداريْ شِـركَـكُمْ       لا وربي.. أو ألاقــي الأجـلا

قـالهـا الصـدّيقُ لمَّا مـرَدَتْ     زُمـرةُ الــرِّدَّةِ تبـغي خَلَـلا

فانبرى الصدّيقُ يُخزيهم بـ (لا)     ومضى في حربهم مُسـتـبـسلا

قالها السـلطانُ محمـودُ الـذي     ثـارَ في وجـهِ التـتـار بَطَـلا

ظـنَّ طاغـوتُ الـتتـارِ أنّـه     بـحشـودٍ قد أصـابَ المَقـتـلا

فرأى في عـينِ  جالـوتَ الرَّدى    وتـوارى في المَـدَى مُنـخـذلا

وصـلاحُ الـدِّين  لمّا جـَمَحتْ    طُـغـمةُ الصُّلبانِ تمشـي الخَيْزلى

صاحَ في حطّينَ: لا.. لن تَعبروا    لـن تـنـالوا في رُبـانـا أمـلا

لن تعيشوا حولَ أقصـانا .. ولا    في  فلـسطينَ تـنـالوا مَـوئـلا

قبلكم كسـرى طـحنَّا جيشـَهُ     وطــردنا من رُبـانـا هِـرقِـلا

وانجلتْ حطينُ عن أشـلائِـهم     وهـوى الكـفرُ.. وإسلامي عـلا

                 

وخُـلقـنا في زمـانٍ غـافـلٍ      شَـبَّ لا يـعـرفُ أمراً جَلـَلا

في تفـاهاتٍ نقضِّـي عُمرنـا       ومـن الـذَُلِّ لَبسـنا حُـلَـلا

نحسـبُ الأمجـادَ في أيّامـِـنا    مَشـربـاً نكسـبُهُ أو مـأكَـلا

وبنـو صهـيونَ من طغيانهـم     نشـروا في كلِّ أوطاني البَـلا

و شيوخُ المسجدِ الأقصى يُـها      نونَ.. والحاخـامُ يمشي جـَذِلا

و غَدَتْ خيرُ القضـايا شَـرَّها     ومـنَ العـارِ تُعـاني الحَـبَلا

وشعـوبُ العـربِ في مأساتِها     تزرعُ الشـهدَ وتجني الحنـظلا

دولُ الأقـزامِ لـيسـت دُولاً       لـغـةُ الـزُّور دعـتـها دُولا

سيِّدُ الأقـزامِ لو يسـمـعُ في      مشـرقِ الدنيا بحـربٍ أجفـلا

و إذا أعلـمـتَـهُ أنَّ العِــدا     هـدمـوا الأقصى علينا حوقلا

بسـلامٍ كـاذبٍ يـُقـنـعـُنا     وغـدا يـزرعُ فـينـا الخَلَلا:

(إنَّ إسـرائيـلَ أعـتى قـوَّةٍ      ومـنَ الحـربِ فقدنا الأمـلا

إنما نـطـلـبُ حلاً  عـادلاً      له (أمريكا) أضاءت مشـعلا)

يـا أذلاءُ اخـرسوا لا تنطقوا      يـا أذلاءُ كـفاكـم جَـدَلا

انبـطاحيّـُون.. شاهوا  دُبُراً      ألِـفَ الصَّفعَ.. وشـاهوا قُبُلا

مـا الـذي يُثـمرهُ الصُّلحُ إذا     هَدَمُوا الأقصى وشادوا الهيكلا؟

أنجـازيهم على عُـدوانِهـم       قُـبَلاً تـلقى القَـفَا والأرجُلا؟

لـو يـعيشُ السيّدُ القائدُ مـا     عـاشَ نوحٌ مُكرهاً ما  قال: لا

                 

وصـديقٍ قال : مـا أنـصفتَهُ    كـم سمـعنا (لاءه) إذ سُئِـلا

طلـبَ الشعبُ مـن السـيدِ أن    يـغتديْ حُـراً كريماً قال:لا

صرخَ المسجونُ: أطـلقْ عُنُقي    مـن قيـودٍ أثقلتني  قال: لا

صرخَ الجـائعُ: أطعِمْ  صِبيتي    من فُتاتٍ فاضَ  عنكم قال: لا

طـلبَ المظـلومُ عدلاً قال: لا    كيـف ترجو ظالماً أن يعدلا؟

قـالتِ الأوطانُ : احفظ عزَّتي    وحدودي مـن عدوّي قال: لا

بـطلٌ قـد كثـرتْ  لاءاتُـهُ    قلتُ: هذي ال (لا) تُثيرُ الخَجَلا

بطـلُ الـسّاحِ..  ولو راقبتَهُ     لـم تجـدْ في السّاحِ إلا جُعلا

                 

يـا شـبابَ  الحقِّ يا أجنادَهُ     مَـنْ سواكم يُشعلونَ المِرجَلا

مـن سواكم بجهادٍ عاصفٍ      يـقتلُ اليأسَ  ويُـحيي الأملا

مَـن سواكم بـكلامٍ صادقٍ      يُنـعشُ الحرفَ  ويَبني الجُمَلا

مَزَّقوا القاموسَ.. إنَّا في غنىً    ليـس يُجدينا كلامٌ غـيرُ (لا)

وارفعوا ( لا) فـوقَنا مئذنةً     تُرشدُ  الشعبَ إلى أعلى العُلا

إنّما الدنيا امتحانٌ..  وعلى     من أرادَ  الفوزَ أن يصرخَ: لا

لا.. لأمريكا  وللغربِ وإنْ     مـلأوا  الدنيا سِلاحـاً مُذهِلا

لا.. لإسرائيلَ مهما قصفتْ     فـأطاحتْ أو أصـابتْ مَقتلا

لا.. لأنـفـاقِ سلامٍ كاذبٍ     يُعـجبُ الغِرَّ الجبانَ الأحولا

و(نـعم) للـحقِّ في قرآنِهِ     هـل رأيتم في سواه أملا..؟