وَاصلاحَ الدِّينْ

شعر: هيفاء علوان

حـُرَّة باتت يواسـيـها الـهدى     وارتدى أبناؤها ثـوبَ الـرَّدى

تاهت الآمـال في  سـردابـها      هـل تراها تلتقي الفجـرَ غدا؟

غابَ أُسْدُ البيتِ في  جوِّ اللظـى     أضرموا النارَ لهيـباً مُـرْعِدا

نامـتِ الآمـاقُ إلا شــبلـةً       تتوخـّى صيدَ وغـدٍ أَوعَـدا

تربطُ الخَصْرَ بحـبلٍ  صاعِـقٍ      كـي تُقِرَّ العينَ في اللُّقيـا غدا

في جِنـانٍ  وارفـات بـضَّـةٍ      ألفُ طـوبى، نالها منْ أُسـعِدا

وحلـيل مـثخـن في حـيـرةٍ     عانقَ السيفَ  وشامَ  الـموردا

عـاهـدَ الله علـى الثـأرِ  إذا      سامهُ الخِسفُ ، وأضـناهُ العِدا

نـظـرة ذاهـلةٌ قـد حطّـمتْ      منهُ قلبا ً، صار للعسفِ مَـدى

طفلةٌ صاحتْ : أبي لا تـنحـنِ      أذِنَ الفجـرُ وأدنى  الموعـِدا

نحنُ في خيـر ٍ، أبي لا تبتئـسْ      كلُّنا ، لبيـّكَ ، للأقصى  فـِدا

بسمةٌ شـاخـتْ  على أحداقِـهِ      حـمدَكَ اللهمّ َ، نـعم المـُفتدى

ومشـى فـي عِـزَّةٍ  مختالـةٍ      يَحـمدُ الله علـى دربِ الـهدى

طُغمةُ  البغـي رمـتـْهُ  رميةً      أقصـدتْهُ ،  تـركـتْـهُ بـددا

آهِ مـا أقسـاكـمُ ، يا  طُغْـمةً      قلبكـم  صخرٌ يفوق الجلمـدا

قلبكم يلعنُـهُ الصخـرُ ، وكـم      لانَ صخرٌ، واكتسى بُسْطَ الندى

من حنايا الصخر يجري سلسلٌ       يُنعش النفسَ، ويروي من صدى

أطـبقَ الغِـلُّ علـى أكبادِكـم      لن تنـالوا قلبـنا مهـما غـدا

     

مسجدٌ في الهـمِّ أمسـى نادبـاً     ويحكم ، ما خطبُكُم ؟ لن  أُلحدا

ها همُ الأشبالُ في جنح الدُّجـى     سبقوا الليث ، وطابوا  محـتِدا

     

واصلاحَ الدّينِ ديستْ أرضـنُا      واصـلاحاً خـيرُنا قد أُفسـِدا

واصلاحاً ، عربُنا قد  شيَّـعوا      نخوةَ المجد ِ، وعافوا السـؤددا

واصلاحاً بلغَ السـيلُ الزُّبـى      أُحكمَ النصلُ وأدمتـنا المُـدى

خابتِ الآمـالُ إلاّ من  فتـىً       مثلُكُم يهـوى النبيَّ المُرشـِدا

عُدْ لنا صرنا بُغاثاً في الورى       وأسوداً  ضـدَ إخوانِ الهـدى

     

يا صلاح الدّينِ يا سيفَ الهُدى    أنتَ في تقواكَ كفَنت العِـدى

كنتَ ناراً، كنتَ نوراً غامـراً    دحرَ العَتمةَ ، أضحتْ فدفـدا

حزتَ بالإيمانِ  مجداً باذخـاً     صرتَ في العلياءِ نجماً فرقَدا

كم رويتَ التربَ مِسكاً عَنبراً     وجعلتَ الشوكَ زهراً وَنَـدَى

من خصالٍ سامقاتٍ في السما     وفعالٍ شـامـخاتٍ خـلـَّدا

وترسَّمتَ خُطى خيـر الورى    كنت قرآناً وسِـفـراً  أمجدا

جئتَ والليلُ طـما في أفْقـِنا     يطمسُ النورَ ويغتالُ الـهُدى

هاهوَ الأقصى يتيـمٌ ناحـبٌ     يشتكي الوغدَ، ويدعو المنجِدا

وهداةُ  القومِ أضحـوا سـلباً     ونساءُ الحقِّ صـرنَ  بـددا

شيمةُ الحرِّ وفـاءٌ  صاعـقٌ     يقلعُ الظلمَ ويحمي المسـجِدا

     

فإلـى الله شَـكَونا همَّـنـا      وللـقـيـاهُ غَـدونا شُـهدا

ربـنا إياكَ نبـغي ، ربـنا      فاكتبْ النَّصرَ لنا، يا مُنجِـدا

أردد القدس منـاراً هاديـاً      يصفعُ البغيَ ويُخزي  المُلحِدا