لوحة حزن

يحيى بشير حاج يحيى

شعر: يحيى بشير حاج يحيى

"إلى الأحبة الراحلين، وقد خلّفوني وحيداً".

لا ترسـمي همي ولا أحزانـي      فأنا –فديتُكِ- في نزيف دامي

وأنـا جراحي لم تزلْ  مذعورة      قد زادها رهـقاً دجـى أيامي

أرقـي الذي أودعتُه فـي نجمة     متـوجـعٌ مـتطـاول  الآلام

هو لوحة مهمومة فيـها الأسى     من نزف أعصابي وفرط أُوامي

ماذا أقصُّ عليكِ، بعض توجعي      أنـي فجعت بيقظتي ومنامـي

أصحو على همـي فأذكر إخوة      بـالأمس كانوا زهرة الإسـلام

وأنام –  لا والله – مـا فارقتُهم      فـجميلةً تغـدو بهـم أحلامي

الهـمُّ أرهقـني، وكبّلني الأسى      وتعـثرتْ في  مهمهٍ  أقـدامي

لولا الهداية ضوَّأتْ  في حيرتي       هذا الظلام لما حفظتُ  ذمامي

غيري لديه قصائد  تصف الهوى      فاستنشديه رقـائـق الأنـغام

إن شئتِ أن تصغي فهذي لوعتي       قيثار حزن مثـخن الإلهـام

فلديّ قلـب لا يميل مع الهوى       وعـواصفٌ هي رقة الأنسـام

ولـديّ كنزُ مجامرٍ من  حرقـة      ولـديّ غابات الأسى المتنامي

ماذا لديـكِ لراحل قبـل  النوى       قالت: دموعٌ! قلت: خـير إدام

قالت: وأنـاتٌ ! فقلت: لعـلها       خير العزاء إذا  لقيـتُ حِمامي

حسبي وجدتُ –اليوم-من يحنو على   جرحي ومن يأسو على أسقامي

لا ترسمي همـّي ، فهذي حالة      للحزن، قد عزّت على الرسَّـام