الشوكة

الشوكة

شعر: سليم عبد القادر

لماذا تخـافونـني، لستُ أدري   فليـس  لديَّ قُصورٌ وجُـندُ!

لماذا تفـورون غيـظاً علـيَّ    ولـيـس لديّ سعاد  وهنـدُ

ولا المال يرقص بيـن يـديّ    -وإن كـان ما عِندَكمْ لا يُعدُّ-

ولا الخمر ، عفتُ الخمور لكم    صُـنوفا ً بأوصـالكم تسـتبدُّ

وعـفت السَّلالم للمغرمـيـن    وعـفتُ الكراسيَ ، وهيَ تشدُّ

وعفت المسارح، حتى  لأجهل    إن غاب نجم متى كان يبـدو

وعفت البريق، فلو قـد تألّـه    كـلُّ العبـيد ، فإنّـيَ عبـدُ

تركتُ لـكم مغريات الحـياة    جميعاً ، فماذا تريدون بعـدُ!؟

*    *    *

أما زلتُ في حلـقكم شـوكة    على رغم أنفي، وما  ليَ قصد!

أما زلت  في دربكم شـامخاً     يُعـيق مسيرتكم ، أو يصدُّ !؟

أما زال حُبّي لربّي، وطهري    على بعضكم خطـراً لا يُردُّ!؟

كأنَّ الذي  بين جـنبيّ مـن     يقينٍ ونـور ، ردىً أو أشـدُّ

فتجـتمعون حشـوداً علـيّ     يؤلـفهـنَّ ضـلالٌ وحـقـدُ

فحـشد ذئاب ، وحشد ذباب     وحـشد جراد ، وحشد، وحشدُ

*    *    *

سأبـقى نهار  الحياة  الوحيد    أراد أم احتـجّ  عمرو وزيـدُ

سأبقى، فـلا تسألوا  النائبات    وكيـف على السادرين تردُّ !؟

وكيف يعي دورةَ الدهر عُميُ    البصائر، مهما طَغَوا  واستبدوا

سأشرق في اليوم، أو في غدٍ    فـإنَّ المقـاديـر جـزر ومدُّ