على أسوار دمشق
شعر: محمد ملا غزيل
الصخرة الشمّاء سامقـة الذرى والطود راسٍ شـامخ البنيان
و الناطحون تحطمت أهواؤهـم ذهبت جفـاء نفثة الثعـبان
وعناكب التضليل ضل بخورهـا وخلت هياكلها من الكـهان
زبد الضغينة قد تلاشى وارتمـى مزقاً على الأسوار والجـدران
و الغرسة المعطاء يصعد فرعهـا يسمو عـتياً وارف الأفـنان
تؤتي بإذن الله طيــب ثمارهـا والعود يقوى والقطوف دوان
وجذورها بين الضلوع تشابكت وتـعانقت في بؤرة الوجـدان
مغروسة عبر النجيــع نواتهـا محـروسة بالوجد .. والتحنان
و عناية الرحمن تفـعم نسغهـا بالـكوثر الثجاج.. والرضوان
لله أصـل ثـابت وغصـونـه عند السماء بفرعها الفـيـنان
بوركت يا غرس العقيدة نامـياً عبق الجـنى بالروح و الريحان
تفديك أفواج الكفاح على المدى و قوافل الشهداء كـل زمان
يحميك شعب مؤمـن وطلـيعة مرصوصة تجـتث كل هـوان
أبداً يذكـرني صعودك شـامخاً غزو الظلام و قـصـة الطوفان
ثار الدخان عجـاجة محمومـة من حمـأة البغضاء والشـنآن
والحقد يشعل في الصدور شراره ويضج قلب البغي .. بالنيران
وحناجر الأحرار ترسل صرخـة هدارة تجتاح كل .. مكــان
قم يا صلاح الدين عاد عدونـا عادت جحافله بلا صلبــان
عاد التتار فـيا جموع تحفـزي للقائـهـم في حـومة الميدان
عاد التتار فـيا دمشق تجلـدي واستمسكي بسلاحك الربـاني
تأبى العقيدة أن نطأطئ هامـنا للـذل و الأغلال بالإذعـان
تأبى الأصالة أن يدنس أرضـنا رجس الدخيل و شرعة العبدان
تـأبى الأخـوة أن تنـام كنانة والشام يـحيا في دجى الغربان
بالـوحدة الشماء نهزم كيدهم مـوتي بغيظك زمرة الشيطان
والـوحدة البيضاء طود راسخ لا يـستكين لسطوة الطغيان
ويطوف في قـلبي سؤال لاهف عـن غرسة الزيتون في بغدان
طـمرت بأقدام الدخيل ولم تزل تذرو الركام عن الجنى الفتان
تـسقي التراب سـخية بدمائها والعـود يقوى بالدم الريان
زيتـونة الإيمـان إن صـباحنا قدر سيطلع رغم كل ... جبان
والطـغمة الرعـناء إن مصيرها تحت السنابك في غد الفرسان
يا أيـها العـربي تـلك سبيلنا عُـلْويةَ المـنهاج ... والميزان
والعـالم المحـموم ضـاق بشرقه ذرعاً وضاق بغربه .. الحيواني
فلينطلق باسـم العـقيدة زحفنا لنـطيح بالأصنام .. والأوثان
لاح الـسنا يا جـاهلية فاركعي للنور يسطع واسجدي لأذان
الله
أكـبر يـا هـداية أطـفئي نـار المجوس وزخرف الرومان