حبيبتي الشام

حبيبتي الشام

شعر : الدكتور محمود حسين صارم

فقمـت أرخـص في إنقاذهـا الكبدا

 

نادت دمشق تعاني الـذل  والنكـــدا

أعطي دمائي وأعطي الروح والجسدا

 

من أجلها من أجل تاريـــخ ومعتـقد

ونحن للشام سيف قط مـــا غمــدا

 

حبيبتي الشام نحن الأوفيـــاء لهــا

حب الشآم تغنى المجد واضطـــردا

 

فتحت عيني على حب الشـــآم وفي

أم العروبة والإســلام مذ وجـــدا

 

يا أخت مكة يا بنت الرســـول ويـا

فيها السهام سيرمي كل مــن جحـدا

 

كنانة لرســــول الله جعبتــــه

وعزة الشام من رب السمـــاء هدى

 

تجاهد اليـوم كـي تحيـا بعزتهـــا

وينهب الريف والتجــار والبلـــدا

 

خمسين عاماً يعــق الحكــم والـدة

لا مال فيها ولا وفــرا ولا تلـــدا

 

حتى غدت شامنا مــن ظلمـه شبحـاً

فأودعوها ولكـن في بنــوك عــدا

 

كل المواسم صبــت فــي جيوبهـم

وقد شكت للإلــه العـــون والمددا

 

وأضحت الشام تحيا الفقــر فـي ألـم

ويقسمون لهــا بالله لــن نحـــدا

 

فهب أبناؤهــا مـن كــل طائـفـة

وبالتسامح نلغــي الحقـد والحســدا

 

عن التآخـي وحب الشعــب قاطبـة

عانا من السجن مـا  عانا وقد صمــدا

 

هذا رياض ومأمــون وصحبهمـــا

بين الجميـع وودي لو تكــون غــدا

 

سجنت من أجلهــا أبغـي مصالحـة

لكن شربــت فراتـاً نبعــه بــردى

 

وصمت سبعاً وسبعــاً عن طعامهــم

وقوة تفتــدي من كــان مضطهــدا

 

وعدت من سجنهــم عز يرافقنـــي

فعزهــا عنـد رب العـرش قد مجـدا

 

وسوف أبقى لعز الشـــام منتصـراً

مع المفخّم شكـري *  كتلــة لفــدى

 

أتذكرين رجــالا قامــوا والتحمـوا

أم الحضــارة تعطـي النـور والرشدا

 

عينيك يا شـام يا أم الفتــوح ويــا

حضارة سمحـة فيهـا الكتــاب هـدى

 

لا الفرس لا الروم لا فرعون تعـدلها

علمت كيف التأخـي الامـس قـد وجدا

 

فإن قصدتَ تريــد الحــق أندلسـاً

للغرب في قرطبــا نـوراً بهــا اتقدا

 

تألقت من هنــا منــك حضارتنـا

لينجدوك فكانــوا الــدرع والـزردا

 

أتذكريــن أيـا أمـاه كيــف أتوا

سلطــان في ركبـه مجد لـه سجـدا

 

من السويــدا سويــداء القلوب أتى

مثل الجبال التي ربتهـــم نجــــدا

 

من الشمــال رجـال كلهـم أنــف

وشاعر زحم الأهـــوال منفــــردا

 

فيهم هنانو وشيــخ صالـــح ورع

توحدا بالاخــــاء السمــح واتحـدا

 

والجابري واليـــان وصحبهمـــا

وسيف دولتها البتـــار منجــــردا

 

تذكرتْ فيهمـا الشهبــاء عزتهـــا

كلاهما في ربــــوع المجـد قد ولدا

 

وقوم هاشـم في حمص وقـوم حمــا

إذا انتخيت رأيت الســــادة الصيـدا

 

وفي دمشــق أدام الله نخــوتهــا

تراهُمُ كل فـــرد فيهـــم أســـدا

 

ميدانهــا باب تومــاها  وغوطتهـا

وأعلنوها جهـــاداً دائمـــا أبــدا

 

أتوا لأمُهــم الفيحــاء واجتمعــوا

للكل من شعبنا أو كلهـــم شهـــدا

 

حتى يعيدوا لها استقــلالهــا وطنـا

عهدا باسم جميع الشعب قــد عقـــدا

 

وعاهدوهـا باســم الله واكتتبـــوا

فالشعب يبقى على الأيـــام متحــدا

 

مهما تأزمــت الأحـوال واضطربت

كأن فيه سقامــاً أو يعانــــي ردى

 

مالي أرى ياسميــن الشام فـي ضجر

يذكي الصبايـــا أو الشبــان أو أحدا

 

والصالحية مالــي لا أرى فرحــاً

من الكرامة أو من ظلم من فســـــدا

 

كأنهم كلهـم في حــزن  مافقــدوا

وكل فرد بنا حر كمــــا ولــــدا

 

إن الكرامــة للإنســان ســؤدده

آياته لتضم الشرك معتقــــــــدا *

 

تعزز الفكـــر في القـرآن واتسعت

أستغفر الله رباً واحــداً أحـــــدا

 

ولست أدعـــو  إلى شرك ومعصية

فقمت للعقل اذكـي النــور والـوقـدا

 

لكن رأيت عقـــولاً نورهـا خمدت

لكن بعقل وعلم تفلحـــون غــــدا

 

فيا شباب بني الإســلام عـودوا لـه

بل جددوا في علوم العصـــر ما وفدا

 

ولا تعيــدوا لنا ماض نعيــش بـه

وما أحدّ لها في الكون أي مـــــدى

 

فالله من نــوره صاغ العقـول هدىً

وبالتسامح نبني المجد والرغـــــدا

 

ثوابت الدين في القــرآن واضحــة

فجئت أنصحهم خيراً ومنتقــــــدا

 

ويا دمشق طغـــت حكامنـا وبغـت

والدين منك لهـــذا الكون منــك بدا

 

فأنت أم لنا في الفتـح مــن قـــدم

وأحمد نوره في الكـون مـا نفــــدا

 

هنا المسيح أنار الكــون مــولــده

وصنت وحدتنا شعبــــاً ومعتقــدا

 

دحرتِ كل غــزاة الأرض فاندثـروا

وكنت دوما ...  وللمستضعفيـن يــدا

 

وكنــت أمُّـا لنـا فـي كـل نائبـة

فهل يلبي لها بشـار مــا  وعـــدا

 

ومطلـب الشـام حريـات مجتمــع

لكل غاز ومحتـــل وكــل عــدا

 

وعندهــا ستكــون الشــام قاهرة

 سوريا – الرقة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الاسماء التي وردت تباعاً هي : شكري القوتلي ـ سلطان الاطرش ـ ابراهيم هنانو ـ صالح العلي ـ بدوي الجبل ـ سعد الله الجابري ـ ميخائيل اليان ـ هاشم الاتاسي .

* اشارة الى الاية الكريمة 17 من سورة الحج