خريطةُ طريقنا..!

فيصل بن محمد الحجي

شعر : فيصل بن محمد الحجي

ما أرى في سَيرنـا هذا جديـدا   إنما نمشي بَعيداً.. وبعيـدا!

في زحامِ الناس أشكو وَحشَـةً   وكأني دونَهمْ أمشـي وَحيـدا

سَقْفـي الـذَّلُّ وأنفاسـي لَظَىً   وأعـاديَّ أحالونـي طَريـدا

ما كسِبْنا طارفـاً رَغـمَ العَنا   في مساعِينـا.. وضيَّعْنا التّليدا

في ظلامِ التيهِ إن طـالَ المَدَى   فمُحـالٌ بَعـدَها أن نستفيدا

عَالَـمُ اليــومِ أراهُ غـابَـةً   وبهـا غيرُ قـويٍّ لن يَسودا

أيُّهـا (الغَربُ) تخَطيتَ الزُّبّى   وتجـاوزتَ بإيذائي الحُدُودا

بـ (المِثاليـات) قد أغـرَيْتَنا    فانتظرنا مِنكَ إنصافاً و جُودا

ربَّما تدعو إلى الحـقِّ.. وهلْ   لَقيَ الحـقُّ بكمْ إلا جُحُـودا؟

ربَّما تَدعو إلى العَدلِ.. وكَمْ   لَقِيَ العدْلُ مِنَ (الغَربِ) صُدُودا!

ربُّما تَدعـو إلـى حُريّــةٍ    لمْ تكنْ إلا قُشُـوراَ و جُلـودا

قـدْ ملأتَ الجَـوَّ آمالاً.. وما   هَطَلَ الغَيثُ.. وكذَّبتَ الرُّعودا

غـرَّنا الوَعْدُ معَ الوعْدِ.. فإنْ   أزفَ الإنجازُ أنكرتَ الوُعُودا

أنتَ –يا غرْبُ- ظَلومٌ طامِـعٌ   تبتغي منّا حيـاةً وَ وُجـودا

سوفَ يجتثكَ إسلامي كمـا اجْـ تثَّ فِرعَونَ وعَاداً وثَمـودا

*     *     *

يا دَليـلَ الرَّكْبِ قد أضللتَنا   واتَّبَعْتَ (الغَربَ) مِنهاجاً فَريـدا

سرْتَ خلفَ (البُوم) مَسحوراً فإن    نَعَقَ البُومُ تَهاويْتَ سُجُودا

ونَسِـيـتَ اللهَ فـي علَيائهِ   وظنَنـتَ العَيشَ لَهْـواً ونُقُـودا

ضَلَّ مَنْ قدْ شذَّ عَـنْ قُرآنِنـا  ما تَوَخَّى منهُ تَوْجيهـاً سَديـدا

ضَـلَّ مَنْ طأطأ للباغِي.. ولَمْ   يَصْفَعِ البَاغيَ رأساً وخُـدودا

مِنْ إدامِ الـذُّل قـد أتخَمْتَنـا    فتَجَشّأنـا هَوَانـاً وخُمُـودا

في قيودِ الخوفِ قـدْ أوثقتَنـا    فجَرى الجُرحُ دِماءً وصَديدا

في قبورِ القهرِ قـدْ واريتنـا     فَغَدَتْ كـلُّ مَغانينا لُحُـودا

في غدٍ تَلقى (قليباً) كأبي   جَهْلٍ الباغي.. ألأا تَخشى الوَعِيدا؟

*      *      *

يا أخي في الدَّربِ حَتّامَ الونى؟    ولماذا يَشتكي الرَّكبُ جُمُودا؟

لا تقـلْ: كُنّا.. وما النَّفـعُ إذا    سادةً كُنّا..وقدْ صِرنا عّبيدا؟!

اجعل الماضي نبراساً.. ولا     تجعلِ الماضي قُيوداً و سُدودا

إنما التاريخُ –إن شئتَ الهُدُى-   حافزٌ يحشُدُ للحربِ الحُشودا

فاجعلِ الماضيَ فَجراً ساطعاً    إنّهُ ليسَ غُروبـاً و رُقُـودا

إنمـا التاريـخُ أستاذٌ لِمَـنْ    رامَ عِزاً.. رامَ سُلطاناً مَجيدا

فَكُـن التلميذَ بّـراً.. إنمـا    حقَّهُ البرُ..فلا يرضَى جُحُودا

أننا كنّا.. أجلْ كنّا. فهـلْ   يَرجعُ الوَاهي –كما كنّا- شَديدا؟

قُمْ لكي نَطرحَ قيداً.. إن يكنْ    مِنْ حَديدٍ.. فُلَّهُ.. أفْنِ الحَديدا

قُـمْ نُغادِرْ قبرَنا الدَّاجي الذي   زجّنا الباغي بهِ حتى نَبيـدا

انتفِضْ وانهضْ وحَلِّقْ في العُلا     فعَلى آفاقِها تلقَى الجُدُودا

قد سَمَوا لمّا اتّقوا.. والتزموا     بكتـابِ اللهِ نَهجاً وحُـدُودا

نحنُ جيلُ الصَّحوةِ الغّرَّاء لَنْ      نتوانَى في جهادٍ أو نَحيدا

نحنُ ما زلنا على العهدِ –وإن     ثقُلَ العَهدُ – دعاةً وجُنُودا

إن بَدا العُدْوانُ أشعلْنا لَظـى      في مآقيهِ وأقبلْنـا أُسـودا

نطرُدُ المُستعمرَ العاتي..ولا      نمنحُ الإذعانَ شَيطاناً مَريدا

كلُّ شِبرٍ مسلمٍ من أرضنا       يَرْكُلُ المُحتلَّ مَدحُوراً طَريدا

إنما القُدُسُ وكابـولُ لَنـا        والعِراقُ الحُرُّ يأتينا وَدُودا

باعتزازٍ واعتدالٍ نَقتـَدي      برسولِ اللهِ..لانرضى شُرُودا

أُمتي أمُّ البُطولاتِ التـي       تجعلُ العيشَ عزيزاً وَرغيدا

لمْ تكنْ يوماً عَقيمـاً أبـداً    إنّما كانتْ حَصاناً وَ وَلُـودا

لَـكِ يا أُمتَنـا العَهدُ بـأن   نملأَ الدنيا جِهـاداً وَ جُهُـودا

ونرى المستقبلَ الزَّاهي سَعيداً    دائماً..يبقى على الأيامِ عِيدا