أُمّةٌ في رَجُل
07آذار2009
محمد نادر فرج
أُمّةٌ في رَجُل
محمد نادر فرج
ميرلاند - أمريكا
فضيلة الشيخ سعيد طنطاوي. نحبه ولا نجرأ على البوح بكل ما تضمُّ قلوبُنا له. يُذكِّرُنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله أبا ذرّ، يعيش وحيدا، ويموت وحيدا، ويحشر وحيدا) فهو فريد عصره، وحيدُ في زمانه، يتصاغر أمام هيبته العظماء، وتتضاءلُ الدنيا في عينيه.
ملَكَ حبُّهُ مَشاعري، فلم أملك أن أبوحَ به، رغم خوفي من تأنيبه.
يـا طَـلـعةً جَمَعتْ شَمائلَ وجـهٌ أطـلَّ النُّورُ من قَسَماتِهِ فـيـهِ الـوَقـارُ مُجَسَّداً وكأنَّهُ فـي هَـيبةٍ رَسَمَ الوَقارُ ظِلالَها هـو أمةٌ في شَخصِ أروعَ ماجدٍ قـدْ لا تُطيقُ لمل يُطيقُ ممالكٌ لَـيثٌ ويَحكي اللَّيثُ وافرَ عَزمِهِ مُـتـضـعِّفٌ يَطوي جَناحَي ذِلَّةٍ * * * مـاذا سـأذكر من جليلِ صِفاتِهِ مَـثَـلٌ رأتْ فيهِ المروءَةُ طَيفَها بَـحرٌ يَضيقُ البحرُ في أرجائِهِ عـاشَ الـحياةَ كما أحبَّ مُجاهداً أرخى الزَّمانُ له غضونَ سَعادةٍ فـالـلـيلُ يَعشَقُهُ لِطولِ قِيامِهِ والـفَـجرُ يَرنوا شاهداً تَسْبيحَهُ * * * لِـيـراهُ مُـبـتهلاً على أعتابِهِ شَـهـدَ الـوجودُ سُكونَهُ ووقارَهُ يُـغـضـي لِهَيبَتهِ الزَّمانُ تَذلُّلاً يَـئِـسَتْ نَوازعُ نَفسِهِ من جَذبِهِ وإذا الـهَـوى أوحى لهُ في زينةٍ مَـلَـكَ الـدُّنـا إذْ قَلَّدتهُ خِطامَها * * * ضـاقَ الـوجودُ برُحبِهِ وفَضائِهِ حُلُمٌ بهِ أمضى الشَّبابَ وقدْ قَضى حُـلُـمٌ يرى الإسلامَ فيهِ مُهَيمناً تَـعـلـو الوجودَ شَمالَهُ وجنوبَهُ مـا هَمَّهُ في الكونِ إلاّ أن يَرى أضـنـاهُ تَدنيسُ البُغاةِ حُصونَهُ * * * يـأتـيهِ أهلُ الرأي من أطرافِها مشكاةُ. يقتبسُ الوَرى من هَديهِ ومَـعينُ. أهلُ الفَضلِ هُم روَّادهُ ما قلتُ إلا بعضَ ما في مُهجتي يـأبـى بـأن يُثنى عليهِ وإنّهُ * * * شَيخي، وتَغمرُني السَّعادةُ والرِّضا شَيخي، ويَعلوني الفَخارُ لِذِكرها شيخي سعيدٌ، والسَّعيدُ مَنْ الْتَقى شيخي. وأطربُ أنَّ لي في نَفسِهِ مـا سـاعةٌ في العمرِ أروعُ لذَةٍ شـيـخي وأطرب هانئاً بوصالِهِ مـا لي رَجاءٌ عند ربّي ضارعاً إلاّ بـأنـي فـي الجِنانِ جَليسُهُ والـصـالحينَ من الذينَ نُحِبُّهمْ | أمَّةٍفـي هـالـةٍ كـالـبَدرِ إذْ فـي هـالـةٍ مِـنْ عِطرِهِ وشَذاهُ صَـقْـرٌ يُـحلِّقُ في سَماءِ عُلاهُ وأنـاخَ طَـيـفُ الزُّهدِ في مَلفاهُ عَـزمٌ وحـزمٌ لا يُـحـدُّ مداهُ وتـنـوءُ عَـجزاً أن تنالَ مُناهُ وشُــمـوخَـهُ وإبـاءَهُ ونـداهُ لـلـصـالـحـينَ وكلُّهم يَفداهُ * * * وأرى الإلـهَ أحـبَّـهُ فـجـباهُ ويُـجـسِّـدُ الأخلاقَ طيفُ سَناهُ فـي أن يُـحـيـطَ بعلمِهِ وتُقاهُ والـمـجـدُ مُنتَهِجٌ لِرَسمِ خُطاهُ واخـتـالَ مَـزهوّاً على مَمْشاهُ ويَـهـيـجُ مُـبتهجاً على نجواهُ والـيـومُ مُـرتـقباً يَمُدُّ ضُحاهُ * * * عـنـدَ الضُّحى شُكراً إلى مولاهُ وأهـابَ إجـلالاً لـكَسبِ رِضاهُ ويُـهـيـبُ حُـبّاً صُبحُهُ ومَساهُ لِـبـهـارِجِ الـدُّنيا، وما تَهواهُ سَـدَّ الـطـريقَ بوجهِهِ وعَصاهُ فـأنـاخَـهـا لـلفَوزِ في أُخراهُ * * * فـي أنْ يَـضُـمَّ رَجاءَهُ ومُناهُ مـا زالَ فـي نَشْرِ الهُدى يَرعاهُ أعـلامُـهُ خَـفّـاقَـةٌ بـعُـلاهُ ويَـعُـمُّ أرجـاءَ الـوجودِ سَناهُ الإسـلامَ مـقـهـوراً. فذا أعياهُ =ـوبـأن يُـمَسَّ عَرينُهُ وحِماهُ * * * كـي يـنـهَـلو من عِلمِهِ وتُقاهُ نـوراً تَـبُـثُّ بـريـقَهُ وسَناهُ وهـمُ الـفـروعُ لـعلمِهِ وهُداهُ فـي مَـدحِـهِ. وأنـا بذا أخشاهُ لأَحـقُّ مـن يُـثنى على تقواهُ * * * لـمّـا أراهُ، وأنـتـشـي بلِقاهُ وأُحـسُّ كـلَّ مـشاعري تهواهُ يـومـاً بـهِ، أو شـاقَـهُ فأتاهُ ذِكـراً. وهلَ أسمو إلى عَلياهُ؟.!! مـن جَـلـسـةِ تَمتدُّ في نَجواهُ ويَـشـوقُني إن غِبتُ طيفُ رُآهُ أدعـوهُ فـيـهِ وأستشِفُّ رِضاهُ فـي حَـوزةِ المُختارِ ، مَنْ نَهواهُ مـنْ صَـحبِهِ. والناّهجينَ خُطاهُ | تَلقاهُ
صلّى عليه الله ما شَهدَ الوَرى

