الحرية
28شباط2009
د. فلاح محمد كنه
د. فلاح محمد كنه
سـألـت عنك بلاد الأنس سـألت عنك. نجومُ الليل تشهد لي فـتشت كل بقاع الأرض من وَلَهي رجوت أشرعتي في البحر تطلقني مـراكـبـي بـبحار الهمِّ راحلة حـتى انتهيتُ بأرض لم تُطأ قِدَما أتـيـتـها جزر الأحلام تفرحني الـشـمـس تغمرها حبا وتطعمها غـابـاتـهـا كجنان حار مبدعها نـسـيمها من زفير البحر تحسبه كـسـرتُ أسـوارها شوقا لمعرفة فـأمـطرتني عتابا بات يوجعني مـضـت تـرافقها الأجيال طائعة أمـيـرة سـكـنت أطلال أزمنة تـرى بـشـائرها شمسا بلا أفلٍ لـهـا الـمـلوك بإجلال تلاطفها والـناس من حولها موتى بلا كفن سـألتها عن ضحاياها فما اكترثت نـاديـتُها وأصم الصخر يسمعني بـك الـعبودية البلهاء قد سخرت لـك الـدمـاء كأنهار جرت شغفا الـحـق يـوجعها والظلم يبهجها وبـعـد لأيٍ أصاخت لي مسامعها أستنهض الناس من جور أحاط بهم يـا أيـهـا الـمارد المعتوه آلمني أنـا الأسيرة في سجن العقول وما أورثـتُ من عَشِقَ العلياء مكرمة الـمـجـد ديدن أشياعي وغايتهم يـبـايـعـون سفيه الرأي منزلة سـكـنـتُ في قمم تحلو لناظرها لـكـن لـي سـبلا قد أتعبت أمما الـعـز مـن نسبي والذل يجهلني الـكـل يـطلب ودي لست أمنحه حـريـة الرأي في قول وفي عمل لـكـن مـن قـيد الآراء يهدمها وإنـنـي فـي سجايا الناس ملهمة أسـرت فـي خيلائي مَن يقدسني سـرقـت من شفة الأحلام بسمتها أنـا الـمطاعة لا شيء يخاصمني عـزمـي جبال وصحراء تتيه بها | والجانِبـحـثـت عنك بأشواقٍ ووجدان والـنـفس متعبة من طول أشجان فـمـا وجـدتـكِ إلاّ بحر حرمانِ والـريـح تحملني والموج يلقاني والـموت من طرب يشدو بألحان مـجـهولة العمر لم تُعرف بأزمان أمشي على عجل في خطو نشوان دفـأً سـخـيـا يروّي قلب ولهان مـن أيِّ حُـسنٍ سقاها أم بإحسان أمٌّ تـحـنُّ عـلـى ترجيع شطآن ظـنِّـي بـها أملا من بعد حرمان بـزخرف القول يغري كل حيران حـتـى أطـلّت بوجهٍ ذات ألوان شـاخ الـزمـان ولم تعبأ لأزمان تـغـري الـنفوس بآمال وتيجان وتـرتضي موتها من طول حسبان يـمـشون في موكب بالوهم ملآن ومـا أجـابـت لـكِبْرٍ أو لنسيان مـا أنـتِ إلاّ غريب دون أوطان مـن كـل مستضعف للحق ظمآن وتـهـزئـيـن بـأنـهار ووديان وبـيـن حـق وظلم حار وجداني تـقـول لي أبريءٌ أنت أم جانِ ؟ وهـم نـيـام عـلى ظلم وعدوان هـذا الـتجني وهذا الظلم أبكاني عـشـعشت يوما بعقل جاهل فان بـالـحـقِّ يعلو بها دوما وينساني ومـا عـرفـت لمجد غير طغيان كـأنـهـم نُـصُبٌ تشقى بأوثان كـالـنـجم في ليلة أبدو لحيران يـفـيض منها الردى سيلا بوديان والـعـزم فـي همتي نار ببركان إلا لـحـافـظـه من غدر أزمان أبهى من الشمس زهوا في حزيران ولـيـس مـن هدم البنيان كالباني كـزهـرة نـثـرت حسنا بنيسان لـيـحرق العمر في زيف وأحزان فـأورثـتـني خنوعا بعد عصيان وإن غـضـبت فلا أحنو لإنسان كـل الـخـلائق من جِنٍّ وعُقبان |