قصيدة لم تجدْ ورقا

محمد إبراهيم الحريري

قصيدة لم تجدْ ورقا

محمد إبراهيم الحريري / الكويت

[email protected]

إلـى  قـصـيدةَِ قلب ٍ لم تجدْ iiورقا
فـيـمَ اعتذارُك عن ليل ٍ ضربت له
أمـا  وقـد حان لومي غيرُ iiمعترفٍ
بـيـنـي وبـيـنك لا تكفيه iiخابيةٌ
والـشـعـرُ  يـجفلُ حتى لا iiأُدَجنهُ
وقـدْ خرجتُ اتقاء الهمس عن شفتي
سـكـرِيْ تـقـهقرَ والتفتْ iiمشاربه
وفـي مـبـاهـلةٍ قيْمَتْ على iiخجلٍ
أعـارنـي الـلـيلُ كرَّاسا iiًوحَنْجَرَةً
وقـد عـزمتُ على iiتهريبها،جمحتْ
فـقادني  من شمال النبض نحو iiيدي
لـو كـنتِ جنبي أيا أعنيك iiِلانتبذت
صـرعى عيونُ البكاء المُسْتحِقِّ iiدما
أوَّاه  مـنذ ارتكابِ الصمت حنجرتي
قـلـبـي إلى غزةَ المجنون ِ iiسائلها
بـأيِّ  أطـيـافِ هذا الجرح iiقيدني
قـد أطـفـأ الـبدرُ قبلَ الليل iiطلتهُ
والـشعر من أجلك استرضيت iiنفرته
وأخـلـفـتـني  يراعا كانَ iiيجمعنا
شـدَّتْ إلـيـك سـبيلي كلَّ أزمِنَتِي
ومـا  تـوَسلتُ إلا الحزنَ iiيَصْحَبنِي
وكدت  أحرقُ في ركن ِ الغياب iiدمي
هـا قـدْ دخلتِ مجالَ الحلم ِ iiسيدتي
عـودي  إلـيَّ لـقـد هـيأتُ iiمتكأ
بـيـن الضلوع حصى عمري iiأقلبُها
أيـن الـمـواعيدُ هل غارتْ دقائِقها
يـا .. صرتِ ملهمتي ما بالُ مكتبتي
حـتـى الـكـلامُ بلا مأوىً يلوذ iiبه
أعـرتـهُ صَـفـحَـاتٍ كان iiخبأها
وَعـقـنِي الصبحُ بعد الكأس منشغلا
تـجـثو  على رُكبِ الأطلال iiخاويةً
كـأنـها  من جواري الشعر iiراودها
نامت  على زندِها الألعابُ iiواحتجبتْ
لا  الـحـبـرُ يُرْجعُ عنها قيدَ مقلمةٍ
طـفـل هـناك وأطراف هنا iiبترَتْ
أجـلْ  أتـيـتـكِ من أقصاي iiأتبعهُ
سـوءاتنا  في مهب الخصف iiعاريةٌ
هـبـي  بكامل أوجاع وإن iiقصرت
فـي كـل واد خصيب الموت iiمثقلة
مـن كـربـلاءَ مرورا بالفراتِ iiإلى
وكـم تـوجَّـس مـن أبصارنا iiأمل
مـنذ امرئ القيس أرخى عن iiمناكبه
حـيـنا  مع الريح نمشي أو iiنخالفها
ومـا جـمـعـنا بأيدينا سوى iiسقط
حـتـى إذا امـتـلأت بالذل iiخيبتنا
تـأبـط النوم من عين الدجى iiالغسقا
وبـيـن  آثـاره فـي عشو iiسيرتنا
فـي ذمـة الـلـيل أحلام وكم حلم ٍ
لـكـنـه  مـع رفات أضمرت iiلغد
مـا  بـالها عتباتُ الفخرِ تحتَ iiيديْ

















































أو  مـكـتباً يتشَهَّى سطرَ مَنْ iiعَشِقا
وعـدا،  وأخـلفته عن موعد iiحدَقا؟
لـولاك،  فاللوم غيرَ النوم ِ ما iiسرقا
أو حـانـة ٌ وفرَّتْ للصحوة ِ iiالرَّمقا
مـنـي، وقـدْ هجرَ الأحلامَ iiوانطلقا
فـهـل  آتاك حديث بالرضا iiاختنقا؟
حـولَ انـدحارٍ أتى للصيف iiمرتزقا
تـقـدَّمَ الـصـفحُ من أطرافنا iiنزِقا
ومـا اسـتـطعتُ بما يُهديه أنْ iiأثقا
عـنـي  فـأرسلتُ في آثارها iiالقلقا
وجـه  مـع العفو والأعذار ما iiاتفقا
عـيـناي  قبلَ دخولي نكبتي iiالخرَقا
فـهـل تـعود بشمسٍ توْقظ iiالمؤقا؟
أو  كادَ،عاثَ النوى في غصَّتي iiطلقا
مـاذا؟سـيـدركه حيثُ الكرى iiمرَقا
عـشـقٌ ومـبْـدَؤُهُ في قيدهِا iiوَثقا؟
حـزنـا  عليك ولم يحفلْ بما احترقا
فـعـاد حـولَ دواة ِ الرفض iiِمنغلقا
والـهـمُّ  ثـالـثنا لم نغتصِبْ iiشفقا
فـعدتُ  أدراجَ عُمْريْ أحملُ iiالطرُقا
حـيثُ  الطفولة ُ تقصَى للأسى iiمزقا
لـكـنَّ  قـلـبـي إلى غاباته iiسبقا
فـهـل عَرَفت ِ سواه اليومَ iiمحترقا؟
والـشـوقُ  أحنى لمن أكبَرْنهُ iiالعنقا
ولا أزيـد لـهـا مـسَّـا iiلـتنسحقا
في مُوْحِلِ الهجر،أم وقتُ الهوى نفقا؟
جَـفـتْ وغـزَّةُ لم تسقط لها iiورقا؟
إنْ هبَّ شعري وأمسى بالصدى iiزلقا
بـالأمس صمتي ،ولم يبلغْ بها العَرَقا
عـن ردةٍ نـازعـتني السُّكرَ iiمُعتنقا
شـمسٌ وتطلب ضوءا بالدُّجى التحقا
لـيـلٌ  وما أغلقت عن حلمِها الأرقا
عنها  الطفولة ُفي حِضْن ِالثرى iiمِزَقا
مـوتـا،ولا الشعرُ أشلاءَ الدُّمى iiرَتقا
والـمـوت بـيـنهما نهر الدما iiلعقا
حـيـنَ  الـمسار أتى بالذل iiممتشقا
والـعـار  في جمعها من أمتي iiطفقا
عـمـا  استجد لجرح فاذرعي iiالفلقا
بـالـحزن  تأتيك أمٌّ صبرُها iiانسحقا
(جـيـنينَ) كمْ ألم ٍ في أمتي iiغرقا!!
والـلـيـل  أخفاه واستبقى له iiالأفقا
هـمَّـا وقـفـنا له نستوضح iiالغسقا
وجـهـا ونـمضي إلى تجميله iiفرَقا
ومـثـلـه في متاهات الكرى iiانزلقا
عـن بـكرة الخزي،جئنا دربها iiنسقا
وَجـيْءَ  بـالـليل مكتوفا وما iiنطقا
ومـا  تـيـسـر مـن خيباتنا iiعلقا
يـفـرُّ  مـن ظـلـمنا لليل iiمختنقا
طـفـلا  بكل مسارات الدمى iiصدقا
ذلٍّ وخـلفَ النجُوْم ِ استعبدت طرُقا؟