كفى يا نفس
14شباط2009
فاطمة حدّاد
كفى يا نفس
فاطمة حدّاد
كـفـى يا نفسُ حقداً كـفـى لـؤماً، كفى لوماً وذمّاً لـعَمريْ ما عَهِدْتُكِ بنتَ شُؤمٍ عـرَفْـتُـكِ تمرَحين بكلِّ وادٍ تُـنيرين المَسالكَ في الدياجي أمـا قُـلتِ الدُّجى مفتاحُ فجرٍ وكـنـتِ إذا تطاوَلَتِ الليالي وكنتِ إذا رَحى الإعصارِ دَوّتْ وكـم حوّلْتِ مُرَّ الصّابِ شَهْداً وكـم فـي اليمِّ والحيتانُ تهفو عـلى الأمواجِ تَرقَيْنَ الأماني ذراعُـكِ لـلعُلى مِجذافُ أَوْجٍ لـدُنـيا الصّفْحِ يا نفسيْ تعالَيْ وإمّـا سَـفَّ قـلبُكِ أو تدنَّى تَسامَيْ عن سَوادِ الحِقدِ واعفِيْ ألا نـفسي: عشيرُ الوَردِ شَوكٌ فما الوردُ اشتكى يا نفسُ شَوكاً فـكُـوني الوَردَ طِيباً وابتهاجاً وقـولـي رُبَّ صخرٍ فيه دُرٌّ | وارتيابابَـلَـيتِ العُمْرَ هَدْراً كـفـى هـمّـاً وغمّاً واكتئابا ومـنكِ الطِّيْبُ ينسكبُ انسكابا وتَـجْـنِـينَ المَغانمَ والرِّغابا وتـقـتـحمين بالحُلُمِ الصِّعابا وقُـلتِ النُّورُ يخترقُ الضّبابا سـألـتِ الليلَ قَصْراً فاستجابا رقـصتِ لصوتِها واللحْنُ طابا وقُـلْتِ كفى نظُنُّ الشَّهْدَ صابا تجاوزتِ الرّدى والحوتُ خابا وتـحـتَ الـلُّجِّ تَلْقَينَ الطِّلابا وزَنْـدُكِ إنْ رَمَى هدفاً أصابا ورُفّي وارتقي واطوي السّحابا يحاسِبُ معشراً جهِلوا الصوابا وخَـلِّـيْ الّـلومَ نَسْياً والعِتابا وعذْبُ الماءِ صَلْدَ الصخرِ شابَا ولا الـماءُ استجارَ ولا استغابا وكـونـي الماءَ جَرياً وانسيابا وشَـوكٍ منه فَوْحُ العِطرِ طابا | والشبابا