نزيفٌ من جراحِ غَزَّة

نزيفٌ من جراحِ غَزَّة

محمد نادر فرج

ميرلاند - أمريكا

 [email protected]

مـا مِـلتُ للصَّمتِ إلا اليومَ iiمُكتئباً
أبـكي وأهمسُ في صَمتٍ iiوتَخنُقُني
وقَـطَّعتْ  هَمَساتُ الرُّوحِ iiحَشرجَةً
أُنـاغِـمُ  الـفَجرَ مَكلوماً على iiأمَلٍ
فـإنَّ فـي خـافقي النَّجوى iiمُلَوَّعةً
تَـهمي  إلى فِتْيَةٍ في القَلبِ iiمَسكَنُهُمْ
فـي غَزَّةَ الفَخرَ مَجنوناً وقدْ iiعَشِقَتْ
فـي جَوفِهِمْ هَمُّ أهلِ الأرضِ iiقاطِبَةً
أرى هَـنـيَّـةَ يُـضفي وَجهُهُ iiثِقَةً
ويُـشـرِقُ  الأملُ المَكبوتُ iiمُبتَسِماً
*               *               ii*
بـشـائرُ الفَخرِ صَبراً في iiعزائِمِكُمْ
سَـيُـشرِقُ  الأملُ المكبوتُ iiمُبتسماً
ويَـشهَدُ  النَّصرُ يوماً حافلاً iiورؤى
صَـبراً  وفي صَبرِكمُ بُشرى مُؤَمَّلةٌ
تَـضيقُ  والنَّصرُ يأتي كلَّما iiكَرِبَتْ
صَـبـراً  وأسـأل ربي أن يَمكِّنَكُم
تُـحيطُ  فيكُمْ كلابُ الأرضِ iiأَجمَعُها
فـي  كـلِّ ناحيَةٍ ذِئبٌ وقَدْ iiشَرِهَتْ
وخَلفَ  خَندَقِ أهلِ الحقِّ قَدْ iiحَشَدَتْ
ودونَ بـابٍ بـهِ الـنَّجوى iiمُؤَمَّلةٌ
سَـتَلعَنُ  الأرضُ في سَيناءَ iiمَوطِئَهُ
هَـلْ لـلـكِـنـانَةِ إلا أنْ iiتُصَعِّرَهُ
*               *               ii*
مـاذا  أقـولُ ومـا نَفعُ الكلامِ iiوقَدْ
تَـبـكـي الفَضيلةُ إلاّ مَنْ iiيُضَيِّعُها
ويَـسـخَرُ الكونُ من أسيادَ iiيَجمَعُهُم
لـم  تَـبْكِ في غَزَّة العَصماءِ أرملَةٌ
هَـلْ  لـلطُّفولَةِ إلاّ أنْ  تَهيبَ  iiبِهمْ
أَعِـزَّةٌ  خَـفَـقَـتْ بالعَزمِ iiرايَتُهُمْ
نَـجـواهُـمُ  ليسَ ّإلا أنْ تَهيبَ بنا
ضَـجَّ الثَّرى من دِماهُم وهي ساكِنَةٌ
قَـدْ  حَـمَّـلَتْنا جَميعاً عِبءَ iiمَهزلَةٍ
ألـيـسَ في أُمتي العَصماءِ iiمُعتَصِمٌ


































قـدْ فَـتَّتَ الحزنُ أحشائي iiفأعياني
مَـرارةُ الـجرحِ تُدمي قَلبيَ iiالعاني
قـدْ كانَ في رَجْعِها أُنسي iiوسُلواني
فـي أنْ أرى فيهِ ما أرجو iiلإخواني
لـمـا بِـهمْ منْ أسى بَغيٍّ وحِرمانِ
أطـيافُ  بِشْرٍ تَهادى بَينَ iiأحضاني
عَـرائـسَ الـمجدِ أحرارٌ iiبِوجدانِ
وهُـمْ بَـشـائِـرُ للقاصي iiوللدّاني
خَـلـيفةُ  الفَخرِ هذا الماجدُ iiالحاني
عـلـى مُـحَيّاهُ هَدياً. نَبضَ iiإيمانِ
*               *               ii*
قَـسـائمُ النَّصرِ يَرويها الدَّمُ iiالقاني
إذ أنَّ هَـديَ شُـعـاعِ النُّورِ رَبّاني
لـيـومِ حـطّـينَ مَتبوعاً iiبإحسانِ
فـلَـيْـسَ  إلاّكُمُ المَرجو iiبأوطاني
ويَـبعَثُ  الصَّبرُ في جَنبيَّ iiأشجاني
تَـفـديكُمُ الرُّحُ. منْ قَلبي iiووِجداني
يَضُمُّها البَغيُ في ثَوبِ الخَنى العاني
قـدْ  هَـيَّجَ الفَتكَ فيها فِريَةُ iiالجَاني
كـلُّ الـجُموعِ تَهادى خَلْفَ iiشَيطان
أبـو رِغـالَ بثَوبِ النَّاصِحِ iiالحاني
ويَـزدريـهِ  ثَـرى طُـهرٍ وإيمانِ
فـقـدْ أفـاءَ إلـى خِذيٍّ iiوخُسرانِ
*               *               ii*
تَـضمَّخَ الأفقُ من نَزفِ الدَّمِ iiالقاني
ويَـفـخَـرُ  الـمَجدُ مَزهوّاً iiبفِتيانِ
عـلـى الـغـوايةِ مَخذِيّا بلا iiشانِ
ولا تَـضـرَّعَ طـفلٌ بينَ iiأحضانِ
فَـمـا  لأمثالِهم في الكَونِ منْ iiثاني
رُغـمَ  الِـجراحِ ولا تَشكو iiلإنسانِ
بَـراءةُ الـصِّـدقِ مْن بَغيٍّ iiوبُهتانِ
رَضـيَّـةٌ بَـرِأَتْ في دَحرِ iiعُدوانِ
كُـنّـا  جَـميعاً بِها في دَورِ خِذلانِ
أم  لـيـسَ فينا فَتىً من آلِ iiمَروانِ