هل مات الرجال؟!

رأفت رجب عبيد

[email protected]

دلال أبو عيشة طفلة فلسطينية عمرها 13 عاما لم يبق لها من عائلتها إلا الصور وبعض قطع من ثياب، بعد أن أتت آلة الحرب الإسرائيلية على منزل الأسرة فحولته إلى مجرد ركام على رؤوس ساكنيه.

وإلى ابنتي "دلال" أرسل هذه الأبيات.

بُنيَّتي دلالْ...

أبكيكِ سالتْ أدمعي...

أبكي على زمن ٍ به غاب الرجالْ....

و رأيتُ دمعكِ قاتلي ....

يغتالني وأموت حيّا ً....

يا ليتني تحت الترابِ أو الرمالْ...

واليُتمُ في عينيكِ بانْ...

والدمع في عينيكِ بانْ...

وأرى بعينيكِ السؤالْ...

أين الرِّجالْ؟؟

أين الرِّجال؟؟

وأنا أرى جُنْـدَ احتلالْ...

هنا في الجنوبِ أو الشمالْ....

سالت بأيديهم دماءْ...

هدموا بأيديهم بناءْ....

لكنهم لم يسحقوا فينا الإباءْ...

لكنهم لم يقتلوا فينا الفداءْ....

فأجبتُ واها ً يا دلالْ....

أشباهُ أشباهِ الرجالْ....

في عصرنا همْ كالبغالْ....

هذي الجموعُ الهادراتْ....

هذي الشعوبُ الثائراتْ....

قد كمَّموا الأفواهَ فيها بالرَّغامْ...

قد حطموا فيها الرجولة َ بانتقامْ...

قد أغرقوا الشبَّانَ فينا بالغرَامْ....

همْ حاصروا الإيمانَ فينا بالسُخامْ...

أبطالنا صاحوا ولكنْ في معاركَ بالكلامْ...

والناسُ تاهوا يا ابنتي وسْط َ الزحامْ ....

يتسائلون عن الدواء أو الطعامْ .....

يتسائلون الليلَ _ طولَ الليل ِ _ عن هذا الظلامْ....

وأرى بعينيكِ السؤالْ....

قد تسألينَ عن الملوكِ الأذكياءْ !!!!

هم في احتفالاتِ الرئاسةِ بالبطولةِ والفداءْ...

هم في احتفاءاتِ الإمارةِ والوجاهةِ والولاءْ...

هم لا يخافون الشعوبْ....

 وجهُ السياسةِ كالح ٌ فيهِ شحوبْ...

ماتت كرامتهمْ وماتتْ مِنْ خيانتهمْ قلوبْ....

أهمُ الرجال ؟!

إنا نشــاهدهمْ  دلالْ.....

يمشون لكنْ في اختيالْ....

ونضـالهم قيـلٌ وقالْ...

خطـَبٌ بها بان النضالْ....

لستِ بُنيَّتـنا اليتيمة َوحدكِ...

نحن اليتامى مِن نساء ٍ أو رجالْ...

فاليتمُ لاحقـَنا وما زدنا به إلا اعتلالْ.....

وأرى بشارعنا العيالْ...

في لهوهمْ  هُمْ  يلعبونْ...

همْ يمرحونْ....

 كلماتهمْ نورٌ يعانقه ُالوجودْ..

وعلى وجوههمُ ابتساماتُ الورودْ...

فإذا رأوا بحرَ الدماءْ..

في كلِّ شاشاتِ الفضاءْ.. 

ماذا رأوا غيرَ الدماءْ...

ماذا رأوا إلا مذابحَ في الصباح ِأو المساءْ!!!

لاذوا بآهاتِ المشاعر ِ والبكاءْ...

******   

بنيتي دلالْ....

ألئنْ أبُيدَ الوالدانْ...

ألئن رأيتِ البؤسَ في هذا الزمانْ....

لكنْ بكلِّ ثباتكم....

أنتمْ رجالْ..

أنتمْ رجالْ..

أنتمْ رجالْ..