يا أخي

أو

نَشيدُ اليأسِ والأمل

مصطفى حمزة

[email protected]

( 1 )

يا أخي في كُلّ أرجاءِ الوَطَنْ

في بُطونِ الأرضِ أم فوقَ القِمَمْ

بينَ أزهارِ الرُّبى ، أمْ في الوَخَمْ

أينَما كُنْتَ ، فلِي أنتَ ابنُ أمْ

وشَريكي في الألَمْ..

***

يا أخي : لا تذكر ِ الماضي لنا

حَكَمَ التاريخُ أنّا مِنْ عَدَمْ

كُلُّ ما فينا مَداسٌ لِلْقَدَمْ

فَدَعِ الشمسَ ، وقاسِمْني الظُّلَمْ

يا شريكي في الألَمْ

***

يا أخي لا تعزفِ النايَ هُنا

لا تُدَنْدِنْ – يا أخي – حُلْوَ النّغَمْ

قدْ دفنتُ اليومَ أذْني في الصَّمَمْ

فاكْسِرِ النايَ وشارِكْني البَكَمْ

يا شَريكي في الألَمْ

***

يا أخي : ودّعْ معي كُلَّ المُنى

لا أرى في الليلِ طَيْفاً مِنْ حُلُمْ

سوفَ نبقى في الورى مثلَ الغَنَمْ

سَوْفَ نَبْقى ضِحْكَةً في كُلّ فَمْ

يا شريكي في الألَمْ ...

( 2 )

يا أخاً أضْناهُ حُزنٌ وَشَجَنْ

فَجَنى مِنْ نفسِهِ مُرَّ الألَمْ

إنّني مِثلُكَ ، مِنْ لَحْمٍ وَدَمْ

غيرَ أنّي في الظّلامِ المُدْلَهِمّْ

مِلْءَ ثَغْري أبتَسِمْ ..

***

يا أخي دَعْ عنكَ قَوْلاً مُوْهِنا

لَنْ يُعيدَ المجْدَ حَبّاطُ الهِمَمْ

أو يَلُمّ الشّملَ يأسٌ قدْ ألَمّْ

إنْ أردتَ اليومَ أنْ يَشْفى السَّقَمْ

فانْسَ هَمّاً ، وابتَسِمْ

***

يا أخي أوطانُنا دُرُّ الدُّنى

يا أخي أمّتُنا مُنْذُ القِدَمْ

شامةُ الحُسْنِ على وجْهِ الأمَمْ

فارْفَعِ الرأسَ افْتِخاراً بِشَمَمْ

وانْسَ غَمّاً ، وابتَسِمْ

***

يا أخي إنْ تَدْنُ مِنّي فأنا

لكَ ، إنْ هَبّتْ شُرورٌ ، حُضْنُ أمّْ

وشَريكٌ في الغدِ الآتي الأشَمّْ

فاطمئنّ الآنَ ، واطرُدْ كُلّ هَمّْ

ثُمّ دَعْنا نبتَسِمْ