حذاءُ الختام
د. محمد عبد المطلب جاد
أستاذ سيكولوجيا الإبداع
جامعة طنطا-جمهورية مصر العربية
لقد عَزَّ يا كربلاءُ الكلام
لخمسِ سنينَ بِفِيهِ العِظَامْ
وعَرْبَدَ فى كُلِّ شيءٍ طُغَاةٌ
وأفْسَدَ كُلَّ الحياةِ لِئامْ
دماءٌ تموجُ وعُهْرٌ يَرُوجُ
وحانَ الوُلُوجُ لِفَضِّ الخِتَامْ
فقال الحذاءُ الكلامَ الأخيرَ
وأَوْجَزَهُ فى بليغِ الكلام
حِذَاؤكَ يا سيِّدِى صانَ عِرْضَاً
وَرَدَّ اعتباراً لِقَوْمٍ كِرَامْ
وفَضِّ غشاءَ ادْعَاءِ الوِفَاقِ
على زَفِّ بغدادَ لابنِ الحرامْ
**
حذاؤك أكْرَمُ من كُلِّ سيفٍ
ومن كلِّ رُمْحٍ وكلِّ حُسَامْ
حذاؤكَ أبْلَغُ من خُطَبَاء
ومن بُلَغَاء بكل مَقَامْ
ومجلسِ أمنٍ ، ومجلسِ فتوى
وأحزابِ خِزْيٍ بغيرِ زِمَامْ
حذاؤكَ سَطَّرَ آخرَ سَطْرٍ
يُعَرِّى الزِّنَا فى دُعَاةِ السلامْ
ويَفْضَحُ مَنْ أسْلَمُوا العِرْضَ فُجْرَاً
وداسُوا على أولياءِ المَقَامْ
ضعافَ النفوسِ ، بقايا التيوسِ
خُوَاةَ الرؤوسِ هنا كالنَّعَامْ
حذاؤكَ سدَّدَ للظُّلْمِ صَفْعَاً
سيبقى يُرَدَّدُ فى كُلِّ عام
ويُصْبِحُ عِيدَاً لشَرِّ انتقام
لِيُلْعِنَ غَضْبَةَ قلبٍ أبِىٍّ
وشعبٍ عَفِىٍّ ورمزٍ هُمَامْ
حذاؤكَ داوى جِرَاحَ الثَّكَالَى
وأشْفَى الغليلَ وعافَى الحُطَامْ
وواسى الأراملَ واسى الشيوخَ
وواسى عذاباتٍ يُتْمِ الغُلامْ
**
وللحديث عن بلاغة الحذاء بقية