المتوحد بذاته

عبد السلام الكبسي

عبد السلام الكبسي

الإهداء : إلى مرضى التوحد بالذات من الأطفال ( Autism ).

مثلما

الحلزون ِ

يظل يدور على نفسه ,

" المتوحدُ بالذاتِ "

دون حدود ٍ,

لذلك لا يفصح النهرُ عما يراودهُ

من مسرات ,أو حسرات ٍ ,

لا بالإشارة ,

لا بالكتابة , لا بالكلام ِ,

وإن كان كالببغاء أحايينَ ,

يلغو بما يشبه الكلمات ِ ,

لذلك أيضاً ,

لا يستجيب إلى أي شيءٍ

من حوله ِ

ماعدا الدورانَ , بلا ملل ٍ

بإتجاه ٍ معاكسَ للأرض ِ,

دارتْ عقاربُ أيامهِ الشارداتِ ,بلا عد ِّ

نحو الفراغِ فقطْ بعيون الحقيقة ِ

سوف يحدقُ ,حيث ُ الوجودُ لديه ,

على شكل ِ تفاحة ٍمستطيرة ,

لا تتوقف كالحلزون , بلا حد ِّ

من أجل ذلك َ أيضاً ,

يرفع بعضَ يديهِ

كمستسلم ٍ للهزيمة ,

لا , بل كصاريةٍ,

تستفز ُ سفائنهُ ( الخضر َ )

نحو بحار أخيرا ً , من الدهشة ِ المستمرة ! ,

مَنْ لأسير الشرود ِ الطويل ,

ومَن للمعنّى بكل ذهول ؟!!