الروضُ المُصَوِّحُ
29تشرين22008
صالح جرار
صالح محمد جرار/جنين فلسطين
عَـهِدْتُ الرَّوْضَ مَسْرحَ كلِّ عهدتُ الروضَ موطِنَ كلِّ حُسْنٍ فـلا ضِـيـقٌ ولا أحـزانَ فيهِ * * * فـمـن ذا كَـفَّـنَ الأحلامَ فيهِ ومَن ذا قد أَحال الروضَ قبراً؟! كـأنْ عَصَفَتْ بهذا الروضِ ريحٌ * * * فـواهـاً لِـلـمُنى كانت عِذاباً وكـانـت في دُجَى الأيام نجماً فـخـرَّ الـنـجمُ محترِقاً بأُفْقي * * * بـكـيتُ الروضَ والأحلامَ فيهِ بكيتُ على المُنى أضحتْ جحيماً بـكـيـتُ على جِنانٍ، كان فيها وَهَـمْـسٍ لـلـنّسِيمِ بهِ انتشينا وظِـلٍّ وارفٍ وشـذا عـبـيرٍ فـألـقـى فـيـهِ لَذّاتٍ لِعَيْني * * * وكم حَلِمتْ بذاكَ الروضِ رُوحي سـألـتُ الرُّوحَ عن عُمُرٍ قَضَتْهُ فـقـالت: مالَهُ في الأرضِ مِثْلٌ فـإنْ تٍَـبِـغ الـمِـثالَ لهُ تَجِدْهُ فـروضـاتُ الضميرِ إلى بقاءٍ | شادِوأغـنـيـةَ الهوى في كُلِّ وذا عَـيْـشٍ يـطيبُ لكلِّ غادِ! ولا جُـوعٌ ولا نَـفَـثاتُ صَادِ! * * * وأشـعـل فـيهِ نيرانَ العوادي! ومَن ذا أَخْرَسَ الوُرْقَ الشَّوادي؟! كـريـحٍ صَرْصَرٍ في يومِ عادِ! * * * فـجُـثَّـتْ قـبل أيامِ الحصادِ! يـقـودُ خُطايَ في دَرْبِ المُرَادِ! وجـلّـلَـنـي سَوادٌ في سَوادِ! * * * بُـكاءَ الجدْبِ مِن هَجْرِ الغَوادي! وكـانـتْ جَـنّةً تُحْيِي فؤادِي! حـيـاةُ الـمَرْءِ مِن مَاءٍ وزَادِ! كـهـمْـسِ أَحِـبّـةٍ عِنْدَ اتِّعَادِ! ومَـهْـدٍ لـيِّـنٍ ومُـنَى وِسادِ! وألـقـى فـيـهِ لَـذّاتِ الفؤادِ! * * * وكـان الـحِـسُّ في قَيْدِ البِعادِ! تُـحـلِّـقُ فـي سماءٍ مِن وِدادِ! وهـل مِثلُ السَّماءِ بُطونُ وادِ؟! بـدارِ الـخُـلْدِ في يَومِ المَعَادِ! وروضـاتُ الـعيونِ إلى نفادِ!! | نادِ!