لغتنا الجميلة
لمياء الرفاعي
مَجدُ العروبةِ منْ أديمِ رُباها
شربتْ رحيقَ المجدِ من أقصاها
عَربيّةٌ.. من نسْل إسماعيل قدْ
أسرى بها دربُ العُلا وشذاها
قدسيّةٌ.. واسمُ الإلهِ جَلالُها
وسناءُ آياتِ الإلهِ سناها
من فطرة التوحيد كان شعاعُها
بَرأ الوجودَ بنورها وبَراها
بالوحي كرّمها فكان بهاؤها
بالنّور زانَ حروفَها وكساها
فسرى على ثغرِ الزمان نشيدُها
وعَلا بآفاق السماء صداها
نَطَقتْ بديعاً خالداً وفصاحةً
وتكلّمت دُرَّ الكلام لُغاها
وأتتْ لواءَ المجدِ في عليائها
وكستهُ من حُللِ البيان رِداها
وتشمّرتْ تسعى لكلّ فضيلةٍ
يزهو بأوتار القريض جَناها
فإذا صحائفُها منابرُ عزّةٍ
أسرتْ بدربِ المكرُمات.. فتاها !
أفياؤها عِبَرٌ، وحكمةُ سيّدٍ
نسجَ القوافي بالنُّهى وكساها
أنفاسها زهرُ الربيع إذا صَحا
أهدى لها بوحَ الرّبى وشذاها
ونشيدُها نغمُ الطيور، وسحرُها
أَلَقُ القوافي ذابَ في نجواها
طرِبتْ.. فأفراحُ الوجودِ لحونُها
وبكتْ فأسرى في الوجود بُكاها
وتنهّدتْ فإذا القلوب عليلةٌ
غنّى لها صوتُ الهوى فشجاها
فإذا تنادى للوغى فرسانُها
فكأنّما فوق السطور خُطاها !
رسمتْ جراحَ البائسين فخلّدتْ
طعمَ الجراحِ بدمعها وأساها
وحكتْ هديرَ الثائرين بصرخةٍ
هدمتْ قلاعَ الظُلم حينَ دهاها
أمواجُها صَخَبُ البحار وبأسُها
ودمُ الفداء إذا الفداءُ دعاها
وصدى أنين الريح في غَسَق الدُّجى
إنْ طالَ في درب الأنامِ دُجاها
ومضاءُ صوتِ الحقّ يخترقَ المدى
فيثورُ في قلب الوجود مَداها
وصفاؤها صَفوُ النسيم إذا سرى
عذباً رقيقاً ذابَ في مَغناها
من جنّة الفردوس كان نميرُها
عربيّةٌ.. واللهُ قد سمّاها
هي قلبُنا.. هي نبضُنا ووجودُنا
هي روحُنا في الكون ملءَ سناها