معجزة القرآن
08تشرين22008
فاطمة حدّاد
معجزة القرآن
فاطمة حدّاد / اللاذقيّة
قـبّلتُه إذ عرَفْتُ الصحَّ مِن خطئي أهـمـلْتُ حرفاً بلا قصدٍ فأخبرَني أبـانَ لي خطَئي سرّاً جَهِلْتُ، وما وكـنـتُ أتـلوهُ والأوزانُ أجهلُها ولـيـس تـفـعيلةً جاءت وقافيةً لأيِّ بـحـرٍ؟ ولا بـحرٌ يطُولُ له قـبّـلـتُـهُ.. يقشعرُّ الجسمُ هاتفةً: قـبّـلْـتُ.. قبّلْتُ، يا سرّاً تملّكَني هـذي الـبـحورُ بها الأوزانُ بيّنةٌ آمـنـتُ أنّـي بـبحرِ اللهِ سائرةٌ فـلا تَـبَـدُّلَ بالآياتِ ما اجتمعوا ولـيـس فـينا لهذا الوزنِ مقتدِرٌ لـم أكتشفْ غيرَ ومْضٍ مِن مناهلِهِ فـنٌّ وعِـلـمٌ وأحـكـامٌ وفلسفةٌ فـلْـنـرتـشِفْ كلُّنا أطيابَهُ سُبُلاً ولـنستضئْ بشموسٍ لا مَغيبَ لها هـذا الـلطيفُ الذي خفّتْ مَحامِلُهُ جَـلَّ الـسميعُ الذي أهدى رسالتَهُ | أخـطـأتُ حرفاً إذا بالوزنِ تجاوُزُ الحرفِ في الآياتِ، ما الخبَرُ يـومـاً هداني إليه السمْعُ والبصرُ وفِـطْـرتـي لاكتشافِ السرِّ تفتقرُ جَـرْسٌ بـمعجزةِ القرآنِ ينحصرُ ولا ارتـقـى سِـرَّهُ عِلْمٌ ولا نَظَرُ سـبـحان مبدعِه.. والدمعُ ينهمرُ والـذِّكْرُ روضٌ من الأوزانِ مستتِرُ وبـحْـرُهُ فـي بحارِ الغيبِ منغمِرُ ولـيـس يُدركُ بحرَ الخالقِِ البشرُ ولا تـغـيُّرَ في القرآنِ ما ابتكروا وغـيـرُ مُـبـدعِهِ هيهاتَ يقتدرُ وكـلَّ فـجـرٍ لنا مِن فيضِهِ خبَرُ هـيهاتَ تسمو لها الأفكارُ والصُّوَرُ جـادَ الـمَعِينُ فنِعْمَ المنهلُ العَطِرُ يـحلو الضياءُ بها والدفءُ والسَمَرُ قـد أثـقـلـتْهُ بحورُ اللهِ والدُّرَرُ يَسيرُ طُوْلَ المَدَى في هَدْيِها البَشَرُ | ينكسرُ