رواحل الحق
18تشرين12008
د. كمال أحمد غنيم
في رثاء الدكتور الشهيد أحمد شويدح
د. كمال أحمد غنيم
عـلـى علمٍ مضيت وفي رشادِ وهـل ينسى الأحبة عشق روحٍ إذا قـالـوا: "عـلـومٌ" كنت فذاً وإن قـالـوا: "جهادٌ" رحت تدنو وإن قـالـوا: "إخـاءٌ" كنت نبعاً لـقـد زدت الوزارة نفح طيبٍ * * * تـلـوت الذكر في شغفٍ ووعيٍ ورحـت تـتـرجم القرآن فعلاً ولـسـت أقـول مـدعياً كلاماً فـمـا زالوا يرونك في اجتهادٍ ومـا زلـنـا نراك وأنت تتلو * * * مضيت وحولك الأصحاب ساروا وقـد سهرت عيون الحبِّ تحنو عـقدت العروة الوثقى ففاضت لـتـهـنأ يا ابن هاتيك المعالي ومـا زالـت رجال العلم تدعو * * * وقـل لـلعلم إن سكب الدموعا: وأنـشـأ بـعـده جـيلاً أميناً يـرتّـل عـلـمـه قولاً وفعلاً وقـد سـكـنـت رواحله حنيناً سـلامـاً لـلـرواحل صافناتٍ * * * سـلامـاً لـلألـى ركبوا خيولاً وصلّوا العصر في جوف الليالي وقـالـوا: يا رسول الله أبشر! وقـد جـئـنـاك شيباً أو شباباً فـهـل يـرضيك أنّّا ما انحنينا * * * وتـه فـخـراً بـأبـناءٍ كرامٍ إذا مـا الـلـيـل آذن بانتشارٍ بـدوا لـلـتـوّ في نزقٍ جميلٍ وأشرق نورهم في الأرض فوراً وأدرك حـيـنـهـا عقلٌ وقلبٌ * * * سـتـبكي العين من أسفٍ عليه ويـمضي القلب يجمع ما تشظّى فـلا نـار الـفراق لها انطفاءٌ ولـكـن الـعـزاء لـنـا بأنّا وأن الـدرب مـمـتـدٌ لـنحيا عـلـى سررٍ سداها من حريرٍ * * * لـقـد صـلّى عليك هنا رجالٌ وأمـعـن ركبهم في خير دربٍ مضوا والفجر يبزغ حيث ساروا يـكـفـكفُ جمعُهم دمعاً غزيراً تـكـلّم فعلهم، ومضوا بصمتٍ * * * لـتـهـنأ يا ابن هاتيك المعالي عـلـى قـلـقٍ ليرسو بالسفينِ وقـد عـاد الـسفين إلى طريقٍ ونـصـر الله يـدنـو في حنوٍّ | وزدت الـعـلـم نـوراً بالجهادِ مـضت تسخو بجودٍ في ازديادِ وراحـت تـرتـوي كل الوهادِ وقـد ضغطت يداك على الزناد تـفـجّـر صـافياً وسط البلادِ ومـا زادت عليك سوى السهادِ * * * وقـد خـفـق الفؤاد من المرادِ يـواكـب في التقى خير العبادِ وقـد شـهـد العباد على السدادِ ونـور الـذكر يزخر في الفؤادِ ونـور الـفـجر يبزغ في اتئادِ * * * عـلـى عهد الوفاء؛ على الودادِ عـلـى جـمـعٍ من العلماء بادِ سـفـينُ النور في أقصى البلادِ فـمـا زلـنا، وما زال التنادي ونـبـع الـعـلم فياضُ وهادي * * * لـقـد جـادت يـداه بـلا نفادِ يـواصـل بـالـدماء وبالمدادِ ويـهجر في الظلام هوى الرقادِ تـرددَ هـديـه فـي كل نادي سـلامـاً لـلـكـرام ولـلجيادِ * * * وسـاروا بـالـذخـيرة والعتادِ وشـدّوا عـنـدما نادى المنادي فـداك الـروح يـا خير العبادِ ويـحـدونـا الحماس بلا ائتادِ وأن الـلـيـل مـنّا في ارتعادِ * * * كـواكـب تـمتطي متن الرشادِ وأغـربـت الشموس إلى حدادِ وحـرقـةِ مـؤمنٍ وهدى جوادِ وأمـعن في الغياب لظى السوادِ بـأن الـراحـلـيـن لهم أيادِ * * * ويـبـكي الشعر في كل البوادي فـلا يـسـطيع من وجع البعادِ ولـن تـهـدا القلوب على رمادِ سـنـمـضي نحو جنات المعادِ ويـضـحك جمعنا يوم التنادي وتـجـمـعنا على خيرٍ نوادي! * * * تـوضـأ فـجرهم بلظى العنادِ ورب الـكـون يحفظ من عوادِ وقـد شـدّوا عـلى خيلٍ صلادِ فـيـا لـلـدمـع من أُسدٍ شدادِ لـيـحـكوا عن تباشير الحصادِ * * * فـحِـبّ القوم ماضٍ في السهادِ عـلـى شـطّ النجاةِ من الفسادِ أمـيـنٍ يـمـتَطى متن الرشادِ وخـيـل الله تمضي في ازديادِ |