حَبِيْبَةَ روحي

د. محمد عبد المطلب جاد

[email protected]

أستاذ سيكولوجيا الإبداع

جامعة طنطا-جمهورية مصر العربية

حَبِيْبَةَ رُوحِى اذْكُرِينِى مَلِيَّا

بِذِكْرِى سَأُصْبِحُ فى الناسِ حيَّا  

ولا تتركى ما شَدَوْتُ يَتِيْمَا

ولا تَتْرُكِى ما شَعُرْتُ خَفِيَّا

وقولى لقد كانَ يحملُ قلباً

يَضُمُّ الهوى والرَّقِيبَ سويَّا

أّحّبَّ الضِّعَافَ أَحَبَّ التُّرَابَ

أحبَّ الصفاءَ وعاش نَقِيَّا

أحبَّ العطاءَ ، أحبَّ الوفاءَ  

أَحَبَّ الكِرَامَ وماتَ رَضِيَّا

طَوَى بين جَنْبَيْهِ كُلَّ الهُمُومِ

وعاشَ بتلكَ الهمومِ شَقِيَّا

أحَبَّ ونالّ  مِنَ الحُبِّ جُرْحَاً

وأعطى وما كانَ يَطْلُبُ شَيَّا

تحَمَّلَ آلامَ حُبِّ التُرَابِ

وعاشَ بِجُرْمِ الذى جَاءَ غِيَّا

**

حبيبةَ رُوحِى اذْكُرِينِى بِسِرٍّ

ومُرِّى على ما كَتَبْتُ خَلِيَّا

وعُدِّى تَرَانِيمَ قلبى إليكِ

وما بُحْتُ فيها أَمِيْنَاً وَفِيَّا

وما كان يحملُ قلبى وحيداً

يُنَاشِدُ نَجْمَاً بديعاً عَلِيَّا

وما فى الحروفِ، وما فى السطور

 تَوَارَى خَجُولاً ،  ولاحَ جَلِيَّا 

وحُرْقَةَ قلبٍ هنا أو هُناكَ

ولهفةَ رُوحٍ تَمُوتُ وتَحْيَا

ومُرِّى على عَبَرَاتِ الدُّمُوعِ

وطُوفِى على ما تَبَدَّى بَهِيَّا

وذُوقِى حَلاوَةَ رُوحِكِ فيها

وطِيبَةَ قلبٍ أفاضَ وَفِيَّا

وَرَوْعَةَ نَفْسِكِ بين السُّطُورِ

تَفُوحُ شَذَىً راقياً عبقريا

وطَلْعَةَ بَدْرٍ هُنَالِكَ لاحَتْ

تُشِيعُ ضِيَاءَ المُنَى شاعريَّا

وقولي سلاماً على مَنْ رَوَتْنِي

رقيقَ المعاني لِتَسْكُنَ فِىَّ

**

حبيبةَ رُوحى أنا إنْ مَرَرْتِ

على واحَتِى عُدْتُ طَلْقَ المُحَيَّا

ويَهْبِطُ بَرْدُ النَّدِى فوقَ وجْهِى

ويَغْسِلُ رُوحِى رَطِيْبَاً نَدِيَّا

ويَهْفُو النَّسِيمُ عليلاً جميلاً

يُداعِبُ رُوحِى بديعاً شهيَّا

أنا إنْ مَرَرْتِ سَتَشْعُرُ رُوحى

دبيبَ الحياةِ فَتَهْفُو عَلَى َّ

وتُدْخِلُ نَفْسِى رِحَابَ الضِّيَاءِ

فيُضْفِى عليها بَهَاءً سَنِيَّا

أَطِلِّى عَلَىَّ لأشْعُرَ أنِّى

أعيشُ وألْقَى العَطَاءَ سَخِيَّا

وما عُدْتُ فى العالمينَ نَسِيَّا

**

حَبِيْبَةَ رُوحِى إذا جاءَ شَهْرُ

الصِّيَامِ وساعةَ قبلِ الفُطُور

ضَعِى فى بَرِيدِى رِسَالَةَ أُمِّى

وحُفَِّى جَوَانِبَهَا بالزُّهُور

وطُوفى عَلَىَّ لِتَرْجِعَ رُوحِى

تَرِفُّ بِدُنْيِا الوفاءِ الكبير

وتأتى إليكِ لتَرْقُدَ حِيْنَاً

على كَفِّ مَنْ  وَهَبَتْنِى النُّشُور

ومَنْ خَلَّدَتْنِى بِذِكْرٍ جَمِيلٍ

ومَنْ عَلَّمَتْنِى جَلالَ الحُضُور

ومن تَوَّجَتْنِى بِتَاجِ الحياةِ

ومن بَعَثَتْ فى كِيَانِى الشُّعُور

ومن أخْرَجَتْنِى من الظُّلُمَاتِ

وأضْفَتْ عَلَى كُلِّ ما بِىَ نُور

وَرَدَّتْ إلى النَّحْرِ كَيْدَ الطُّغَاةِ

وبَثَّتْ بِنَفْسِى العَطَاءَ الغَزِير

ضَعِى فى بريدى دُعَاءً لِرَبِّى

لِيَرْفِقَ بِى فى مَقَرِّى الأخير

**

حَبِيبَةَ رُوحِى اذْكُرِينِىَ أكثرْ

وغَنِّ الأناشيدَ فى كُلِّ دفترْ

أَعِيدِى الغِنَاءَ لِكُلِّ نشيدٍ

حَوَى ما بِقَلْبِى مُذَابِاً مُقَطَّرْ

وإنْ جاءَ شهرُ الصِّيَامِ تَعَالى

وزُورِى بريدى بِعِدَّةِ أسْطُرْ

فقد كانَ زادِى وبَرْدَ سُهَادِى

وكانَ الضِّيَاءَ بِعَيْنَىَّ يُبْصِرْ

وكُنْتُ بِسَطْرَىْ حَنَانِكِ أُفْطِرْ

وكُنْتُ على جُمْلَةٍ أَتَسَحِّرْ

وأبْقَى أُصَلِّى وأَدْعُو وأَشْكُرْ

وفى نِعْمَةِ اللهِ لِى أَتَفَكَّرْ

**

حَبِيْبَةَ رُوحِي اذْكُرِي كيفَ كُنَّا

قُلُوبَاً تَعِيْشُ بِذِكْرِ السَّمَاء

وكيف تَلاقَى التَّرَاحُمُ فينا

وكيف الحُنُوُّ كَسَانَا رِدَاء

وكيف مِنَ العَطْفِ كانَتْ لُغَانَا

وكيف مِنَ الحُبِّ يأتى الصَّفَاء

وكيف مِنَ الحُبِّ يُوْلَدُ خَيْرٌ

يَعُمُّ الأَنَامَ شَدِيدَ العطاء

وكيف مِنَ الحُبِّ نُصْبِحُ خَلْقَاً

كما كانَ رَبُّ السماءِ يَشَاء

وكيف مِنَ الحُبِّ يأتى السُّمُوُّ

ليُصْبِحَ غَايَةَ كُلِّ بّقَاء

وكيف مِنَ الحُبِّ أصْبَغْتِ عُمْرِى

بِرُوحٍ تُقَاوِمُ شَرَّ البَلاء

وتَبْعَثُ آمَالِىَ البَائِدَاتِ

وتُبْدِعُ ما ذَاعَ عَبْرَ الفَضَاء

وتُرْجِعُ ذاتى إلى كُنْهِ ذاتى

وتُضْفِى على دَاءِ كَبِدِى الشِّفَاء

حَبِيْبَةَ رُوحِى دَعِيْنِى أُقَبِّلُ

كَفَّكِ يوماً، وهذا رَجَاء

أُقَبِّلُ فيها عَطَاءَ الكِرَامِ

أُقَبِّلُ فيها عَطَاءَ السَّمَاء

ولا تَتْرُكِيْنِى حَبِيْبَةَ رُوحِى

بِدَيْنٍ سيبقى بِغَيْرِ انْقِضَاء

وحَتْمَاً سيبقى بِغَيْرِ انْقِضَاء

**

مَدِيْنٌ لِيَوْمِ اللّقَا فى السماء